عالم المعرفة

هذا الكتاب: تؤدي اللغة وظائف عديدة لبني البشر، أهمها تحقيق التواصل والتفاعل بينهم، لذا فقد حظيت باهتمامهم وبحوثهم. وتحتل اللغة -كموضوع للدراسة- مركزا مرموقا في دراسات علم النفس الحديث والمعاصر. وتتبلور اهتمامات علماء النفس باللغة في ثلاثة مجالات رئيسة هي: فهم اللغة، وإنتاج اللغة، واكتساب اللغة وارتقاؤها. هذا بالإضافة إلى عنايتهم بالمعنى، والأصوات، والتراكيب. ومن زوايا الاهتمام، التي تلقى عناية كبيرة في الوقت الراهن، اضطراب اللغة لدى المرضى العقليين، باعتبار أن هذا الاضطراب من أهم الأعراض المرضية إلى يعاني منها هؤلاء المرضى، كما أنه المفتاح الذي يكشف عن اضطرابهم، ويلفت انتباه الأهل والمسؤولين  لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو علاج المريض أو إدخاله المستشفى. ويضم هذا الكتاب بين  دفتيه رؤية نظرية ودراسة عملية للغة، في حالتي السواء والمرض. وينطوي الكتاب على حديث عن بنية اللغة، وأصواتها، ومعناها، وكيفية فهمها، وإنتاجها واكتسابها، ومراحلها الارتقائية، وعلاقتها بالتفكير، والأساس العصبي والتشريحي لها، كما يشمل مقدمة عن المرض العقلي وفئاته، وأعراضه، ونماذج لاضطرابات اللغة والتفكير لدى المرضى العقليين  من خلال التراث السيكولوجي، ثم نموذجا تطبيقيا لدراسة اضطراب اللغة في البيئة العربية.

هذا الكتاب: يحظى موضوع الإبداع باهتمام كبير في الوقت الحاضر. فاﻟﻤﺠتمعات تسير في خطى حثيثة من أجل التقدم، وعبر مسيرتها تواجه مشكلات اجتماعية واقتصادية وعلمية وغيرها تحتاج إلى إبداع وابتكار. فالإبداع -حسب رأي المؤلف- يقود إلى إنتاج يتصف بالأصالة والقيمة والجدة والفائدة من أجل اﻟﻤﺠتمع. ينطوي هذا الكتاب على أهمية خاصة، فبالإضافة إلى وضوحه وجودة تبويبه يعد مرجعا يستفيد منه الطالب والباحث في الإبداع. على الرغم من أن مشكلة الإبداع مشكلة معقدة ليس من السهل الإلمام بكل جوانبها المختلفة إلا أن الكاتب بما جبل عليه من أصالة علمية وآراء موضوعية وسعة اطلاع، وما قام به من تجارب استطاع أن يزيل غموضها ليجد فيها القارئ متعة وفائدة. تناول هذا الكتاب تناولا جديدا مجموعة من المسائل أهمها مسألة الإبداع الجماعي أو إبداع الجماعات، وقد بحث هذه المسألة بناء على مقابلة تحليلية لعينة من أعضاء الأكاديمية برومانيا، كذلك بحث العلاقة بين الإبداع والعمر. فشرح هذه المسألة وقدم مجموعة أمثلة استمدها من دراسة السير الشخصية لعدد من العلماء الفيزيائيين والرياضيين. إنه كتاب ممتع ومفيد يجد فيه القارئ تحديدا للإبداع -عبر تعريفات مختلفة- تحديدا شاملا ودقيقا. وقد قال عنه الأستاذ "يون رادو": إنه مجموعة من نتائج الأبحاث التي قدمت إسهامات علمية أصيلة في فهم المرونة واكتشاف وتكوين الاستعدادات وإمكانية إبداع الجماعة.

هذا الكتاب: دراسة أدبية، تحدد موضوعها بالموقع والبيئة والشكل الفني. إنها عن الرواية التي اتخذت من الريف وأهله وقضاياه موضوعا لها. وقد انقسمت إلى قسمين: اهتم أولهما برؤية الكاتب، أو موقفه الفكري من الموضوع، وهكذا تحرك من الريف الرومانسي (بعين الرضا)  إلى الريف الواقعي (بعين النقد)  إلى الريف الاشتراكي (بعين الأمل)  إلى الريف الرمزي من موقع التأمل والتفلسف. العلاقات والخصائص هي محور القسم الثاني، فكانت العلاقات التبادلية بين الريف والمدينة، ثم الريف والبادية، كما أفرد رمز الأرض في الرواية الفلسطينية لأهميته الموضوعية، والريف السوداني لتميزه الفني. لقد ضمت هذه الدراسة في إطارها الموضوعي أهم الجهود الروائية منذ البواكير والى اليوم، كما اتسعت مساحتها المكانية لتتحرك ما بين المغرب العربي والعراق، واتبعت منهج النقد التكاملي الذي مضى بين التنوير والتحليل والتفسير، وربطت بين الظاهرات الفنية والموضوعية لتؤكد في النهاية أن فن الرواية العربية كالأواني المستطرقة يلتقي ويتمازج، بل يتوحد وإن تعددت مواقعه.

هذا الكتاب: تكاد مشكلة سوء استخدام الموارد الطبيعية وأثرها في البيئة، واستنزاف المقومات الأساسية فيها تكون كبرى المشكلات التي يواجهها عالمنا المعاصر، والتي حملت العديد من المهتمين بالشؤون البيئية، جماعات وأفرادا، على رصد ظواهر هذه المشكلة وتقييم أبعادها، وتحليل انعكاساتها على إمكانات النمو المتصل المتوازن في ضوء ارتباط البيئة البشرية بالسياسات التي تعتمدها الدول لحماية مواردها، وترشيد استخداماتها، ومعالجة التدهور الذي يهدد قدرتها على التجدد والبقاء. ومن هنا جاءت الأمم المتحدة فألفت في عام ١٩٨٣ لجنة عالمية للبيئة والتنمية برئاسة رئيسة وزراء النرويج آنذاك، وكلفتها بإعادة دراسة مشكلات البيئة والتنمية الحادة فوق كوكبنا هذا،  وطلبت من اللجنة أن تصوغ اقتراحات عملية لحل هذه المشكلات، ولضمان استمرار التقدم الإنساني من خلال التنمية دون تعريض موارد الأجيال القادمة للنضوب. كانت حصيلة عمل هذه اللجنة هذا الكتاب الذي ننشره مترجما إلى اللغة العربية، والذي يقول: إن الوقت قد حان للمزاوجة بين الاقتصاد والعلاقة بين الناس والبيئة لكي تتحمل الحكومات والشعوب مسؤولياتها لا نحو الخراب البيئي فحسب، وإنما أيضا نحو السياسات التي تؤدي إلى هذا الخراب. وبعض هذه السياسات يهدد استمرار بقاء الجنس البشري فوق الأرض، ولكن بالإمكان تغيير هذه السياسات، ومن ثم فإننا جميعا مدعوون لأن نبدأ من الآن. هذه هي الدعوة التي ينادي بها هذا الكتاب الذي اعتبره المختصون أهم وثيقة صدرت في الثمانينات حول مستقبل العالم.

هذا الكتاب: تشهد أوروبا والعالم العربي في الآونة الراهنة اهتماما متزايدا بالأدب اللاتيني (أو الروماني). ولعل مرد ذلك هو مرور فترة انكب فيها الباحثون على الأدب الإغريقي درسا وإعجابا على حساب نظيره الأدب اللاتيني. ولطالما ظلم الأدب اللاتيني باعتباره تقليدا أعمى لروائع الإغريق أو نسخة باهتة عنها. ولكننا إذا عدنا إلى مسار التاريخ وتطور الحضارة الأوروبية وجدنا أن الأدب اللاتيني قد سبق الأدب الإغريقي إلى التغلغل في جوهر هذه الحضارة حيث اصبح من مقوماتها الرئيسة. فالنهضة الأوروبية الحديثة لاتينية اكثر منها إغريقية. وعن طريق المؤلفات اللاتينية شق الأدب الإغريقي طريقه إلى أوروبا الحديثة، وما أن اكتشف الأوروبيون روائع الإغريق حتى انكبوا عليها، وجاء ذلك على حساب الأدب اللاتيني، وظل الأمر هكذا حتى القرن الثامن عشر. أما في القرن العشرين فقد تعادلت الكفتان، ولم يعد الناس ينظرون إلى الأدب اللاتيني على أنه تذليل أو ملحق للأدب الإغريقي، إذ اكتشف الدارسون المدققون والمتذوقون للجمال قيما فنية خاصة ومستوى رفيعا من الإتقان في نصوص الأدب اللاتيني سواء في عصوره المبكرة أو عصره الذهبي أو الفضي.   وبالنسبة لنا نحن العرب فينبغي أن لا ينسى أن الإمبراطورية الرومانية هي التي واجهها العرب المسلمون بحضارتهم الناشئة والمنتشرة في أنحاء المعمورة. ومواطن الاحتكاك معروفة يذكر منها الشام، ومصر، وشمال أفريقيا، والأندلس، وصقلية. في هذه المناطق تمت المواجهة الحضارية والأخذ والعطاء بين العربية والإغريقية واللاتينية. وقد ترجم العرب بعض مؤلفات الإغريق إلى العربية. وتحتل هذه الترجمات العربية مكانة رفيعة في الدراسات الكلاسيكية الأوروبية والعالمية، حتى أن هذه الترجمات قد ترجمت إلى اللغة اللاتينية. كل ذلك يوضح ماذا يعني الأدب اللاتيني ولغته بالنسبة لنا.

هذا الكتاب: يبين إريك فردم في هذا الكتاب بالغ الأهمية أن العالم في أزمته الحاضرة يتجاذبه أسلوبان في الوجود يتصارعان من أجل الفوز بالنفس البشرية. فالأسلوب الأول وهو المهيمن في اﻟﻤﺠتمع الصناعي الحديث، رأسماليا كان أم شيوعيا. هو أسلوب التملك الذي ينصب على التملك المادي والقوة، وهو مبني على الجشع والحسد والعدوان. أما الأسلوب الثاني، وهو الأسلوب البديل، فإنه يتجه نحو الكينونة، ويتجلى في الشعور بمتعة التجربة المشتركة، والقيام بالأعمال المنتجة حقا. ويتأصل هذا الأسلوب في الحب وفي سمو القيم الإنسانية على القيم المادية. وعلى هذا يرى المؤلف في هذا الكتاب المثير أن النمط "التملكي" سوف يدفع العالم إلى حافة الهاوية من الناحية البيئية والنفسية، منبها إلى أن نمط  الكينونة هو البديل، وهو السبيل الوحيد لتجنيب الإنسانية الوقوع في الكارثة. نتملك أو نكون؟ هذا هو السؤال الذي يجيب عنه المؤلف في تحليل شامل لأزمة الحضارة الحديثة. وهو بذلك يقدم برنامجا مفصلا ومزيدا من أجل ثورة نفسية واجتماعية لإنقاذ كوكبنا المهدد بالدمار.

هذا الكتاب: يعالج هذا الكتاب قصة الصراع بين المسلمين والدول الاستعمارية التي تكالبت على أفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر. وهي فترة تزامنت مع قيام حركات الجهاد الإسلامي لبناء دول تطبق الشريعة الإسلامية. وكان من الطبيعي أن يحدث التصادم بين الطرفين، وكان على المسلمين أن يحاربوا في جبهتين إحداهما داخلية لنشر الدين الإسلامي بين الوثنيين، والأخرى خارجية لمقاومة التوسع الأوروبي على القارة الأفريقية. ويتناول الكتاب كذلك حياة كفاح الزعامات الإسلامية التي عالجها المستشرقون بشكل عاجل وبعيد عن الموضوعية لتقليل دورهم، وإجهاض كفاحهم. والهدف من هذا الكتاب تصحيح هذه النظرة الاستعمارية، وإعطاء صورة لأبناء الأمة الإسلامية عن كفاح أبطالهم الذين وقفوا بحزم ضد اﻟﻤﺨططات الاستعمارية، وقدموا أرواحهم فداء للدين الإسلامي أمام هذه الموجة الاستعمارية. إنه باختصار بداية محاولة لإعادة كتابة تاريخ جهاد المسلمين ولإلقاء الضوء على جهود زعماء الإسلام داخل إطار من الموضوعية، والتحليل الواقعي، والدراسة المقارنة بين حركات الجهاد في أفريقيا جنوب الصحراء والتي تشابهت في أسلوب جهادها رغم عدم التنسيق بينها.

هذا الكتاب: يلقي هذا الكتاب الأضواء على قيمة كتابات الرحالة كمصدر هام لوصف الثقافات الإنسانية عبر التاريخ، كما يوضح قيمتها التعليمية من حيث إنها أكثر المدارس تثقيفا للإنسان، وإثراء لفكره وتأملاته عن الكون والحياة. إن الرحلة قديمة قدم الإنسان ذاته، فقد كانت ولا تزال تشكل جزءا من نشاطه الدائم نحو كسب العيش والسعي لكشف حضارة الغير. وهكذا لعبت الرحلة دورها التاريخي الهام في الكشف الجغرافي والحضاري على حد سواء. هذا وتضمنت أيضا كتابات الرحالة، وخصوصا ما يدخل فيها ضمن أعمال التراث، الوصف الجيد والغني بالتفاصيل ﻟﻤﺨتلف خصائص البلدان وطبائع أهلها، كما أبرزت حقيقة تعدد الأقوام، وتنوع الثقافات في شتى الأنحاء المعمورة بهذا الكوكب الأرضي. إن طرح هذا الكتاب لموضوع الدراسة الإثنوجرافية لأدب الرحلات يرتبط -في حقيقة الأمر- ارتباطا وثيقا بما يجري حاليا في ساحة الفكر العربي الإسلامي من ناحية ربط الحاضر بالماضي في إطار النظر إلى المستقبل. ومن هذا المنطلق فإن غاية هذا الكتاب هي أن يبرز للإثنوجرافيين العرب إمكانية استخدام مفاهيمهم ومناهجهم التحليلية في دراسة مختارات من أعمال التراث. إن الفكرة الرئيسية في هذا الصدد هي الوقوف على الأفكار والمناهج التي هي في واقع الأمر نتاج التفاعل بين البيئة والإنسان والمجتمع، كما أنها تتبلور في إطار التصور الحضاري للذات مقابل الغير.

هذا الكتاب: تمثل الاتجاهات التعصبية موضوعا مهما في تراث علم النفس الاجتماعي الحديث والمعاصر. فهي التي تحلكم التفاعل بين مختلف الجماعات متمثلا في العلاقات بين الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الجماعات متباينة الخصال، والتوقعات التي يكونها أعضاء كل جماعة عن أعضاء الجماعات الأخرى، سواء في ذلك الاتجاهات الإيجابية المفضلة (التسامح) التي تتبدى في كل أشكال المودة والصداقة والتعاون والتعاطف، أو الاتجاهات السلبية الكريهة (التعصب) التي تتبدى في كل أشكال العداوة والكراهية والنفور من قبل أعضاء جماعة معينة ضد جماعة أخرى. لذلك حاولت الدراسة الحالية التصدي لهذا الموضوع وسبر غوره في ثقافة عربية تختلف في شكلها ومضمونها عن الثقافات الغربية التي اهتمت به، بحيث يمكن فهم وتفسير أشكال التفاعل العديدة (الإيجابية والسلبية) بين مختلف الجماعات في إطار هذه الثقافة والتنبؤ بها في المستقبل. وذلك كخطوة أولى لمزيد من الجهد العلمي في هذا الاتجاه. وتنطوي صفحات هذا الكتاب على تصور نظرة وواقعي لموضوع الاتجاهات التعصبية: تعريفها المفهومة والإجرائي، وخصائصها، وعلاقتها بغيرها من المفاهيم العلمية الأخرى، والإطارات النظرية التي قدمت لتفسير اكتسابها، ونموها وارتقائها، وكيفية مواجهتها أو الوقاية منها بالأساليب السيكولوجية المتاحة، و نماذج للدراسات التي أجريت في المجال، وتنتهي بنموذج تطبيقي للاتجاهات التعصبية البارزة على الساحة العربية.