هذا الكتاب:
نحن نعيش في عالم لم يكن بالإمكان حتى تخيله قبل عقود قليلة من الآن: وهو عالم من الشاشات الإلكترونية، والمعلومات الفورية، والتجارب المفعمة بالحيوية التي يمكنها تجاوز الواقع الممل والكئيب الذي نعيشه. توفر تقنياتنا الجديدة الشجاعة فرصا هائلة للعب والعمل، ولكن بأي ثمن؟
في هذا الكتاب، تعمد المؤلفة، وهي حجة عالمية في العلوم العصبية، وتشتهر في المملكة المتحدة بتحديها للآراء التقليدية الراسخة حول العلوم العصبية، إلى الدمج بين مجموعة متنوعة من الدراسات العلمية، والفعاليات الإخبارية، والنقد الثقافي لصنع لقطة شاملة لـ"الآن العالمي". ومن خلال تحدي افتراض أن تقنياتنا الحديثة ما هي إلا أدوات غير مؤذية، يستكشف الكتاب ما إذا كانت مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، وألعاب الفيديو قادرة على تغيير بنية أدمغتنا، وما إن كانت أدمغة الأشخاص المولودين قبل الإنترنت وبعدها تختلف بدرجة كبيرة.
ومن خلال التشديد على تأثير "المواطنين الرقميين" -أي الذين لم يعرفوا العالم من دون الإنترنت- تكشف المؤلفة كيف يمكن أن تتأثر شبكات العصبونات بالقصف غير المسبوق من المحفزات السمعية والبصرية، وكيف يمكن لممارسة ألعاب الفيديو صياغة مشهد كيميائي في الدماغ، والذي يشبه ما يحدث لدى المدمنين على المقامرة، وكيف أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يقلل من نضج التعاطف والهوية ذاتها.
في عالم يقضي فيه البالغون عشر ساعات يوميا على الأقل متصلين بالإنترنت، والذي تمثل فيه الحواسيب اللوحية الوسائل الشائعة للعب وتعلم الأطفال، يكشف الكتاب الذي بين أيدينا -بصورة لم تحدث من قبل- التأثيرات الفسيولوجية والاجتماعية والثقافية المعقدة للعيش في العصر الرقمي.