هذا الكتاب:
يمثل هذا الكتاب معالجة ممتازة لموضوعات غدت مهمة في ميادين البحث العلمي والاتصالات والنشر والتعليم وإنتاج المعرفة، وسيفيد القارئ العربي من تجربة قراءة هذا الكتاب، لأنه سيتعلم كثيرا عن اللغة الإنجليزية في علاقتها بتلك الميادين وأوضاعها في العالم المعاصر. يوجه المؤلف سكوت ل. مونتغمري من خلال العنوان سؤالا عريضا ويخلص في النهاية بطريقته الخاصة إلى الجواب بنعم، مقدما في أثناء ذلك معلومات كثيرة أخاذة. ويحاول المؤلف الحث بصورة غير مباشرة على إبداء إجابات وتساؤلات لتقرير ما إذا كان العلم يحتاج إلى لغة عالمية مشتركة أم لا. إنه كتاب له معنى بالنسبة إلى العلماء والباحثين ومدرسي المواد العلمية واللغة الإنجليزية والمترجمين والمحررين والناشرين وغيرهم. ويمكن وصفه بأنه كتاب بحثي ذكي، يقدم فيه المؤلف شرحا موضوعيا مفيدا، وتضفي روايته لبعض الحكايا، عن لقاءات مهنية مع علماء غير ناطقين أساسا بالإنجليزية، شيئا من الحيوية والتشويق. ويبدي مقترحات أعمل فيها التفكير فيما يتضمنه ذلك بالنسبة إلى العلم والتعليم والنشر العلمي. وما دام المشتغلون بالتعليم والبحث العلمي على الصعد كلها يواجهون مستويات متزايدة من العولمة، فإنه يمكن تزكية هذا الكتاب للفريقين معا. ففي عملية الربط بين التطور اللغوي والتبدلات في قصص الأفراد، وفي تجربة مونتغمري نفسه، يفصح المؤلف عن أن العاملين الشخصي والسياسي متداخلان وأن إنتاج المعرفة جزء من عمليات تاريخية وسياسية وتحولات في القوة، غالبا ما تفعل فعلها في الحياة اليومية فتولد مآسي وإخفاقات ونجاحات في حياة أناس حقيقيين. صحيح أن الإنجليزية هي اللغة السائدة عالميا، لكن مونتغمري، بوصفه باحثا ومترجما محترفا، يستطيع تقويم تكاليف هذه الحقيقة وفوائدها بدقة.
وما يجعل الكتاب جديرا بالقراءة، بالإضافة إلى المعلومات التي يقدمها، وضوح لغته وحسنها، وسلاسة عباراته ورشاقتها وحسه التهكمي المحبب وشعوره الإنساني. ويمكن الإشارة إلى أن بعض القضايا المثارة تحتاج إلى إنعام النظر فيها نقديا بسبب التعقيدات الناجمة عن هيمنة الإنجليزية في ميادين البحث والنشر والتعليم والتواصل العلمي، وعلاقتها باللغات القومية التي يمكنها المنافسة في ذلك، وباللغات المحلية المهددة بالانحسار. إنه كتاب يتحدث عن عالم جديد، لم يكن موجودا سابقا، ويختزل هذا الحديث الهدف النهائي لنشر هذا الكتاب.