هذا الكتاب:
تم في السنوات الأخيرة قفزة هائلة في علم الوراثة والهندسة الوراثية، وأصبح هناك من ينادي بأن أصحاب الرؤية المستقبلية في العصر الحديث هم علماء الوراثة. فقد أدت أبحاث هؤلاء العلماء إلى أن أصبح تحليل قطرات من دم أحد الأفراد يتيح التنبؤ بما إذا كان هذا الفرد أكثر تعرضا للإصابة بأمراض معينة، كمرض السكري مثلا، أو بعض أمراض القلب أو الرئة أو الجلد. فهناك علامات وراثية تبين ذلك. ولا يعني هذا أن الإصابة بالمرض محتومة وراثيا على كل من عنده هذه العلامات. فوقوع المرض لا يحدث عادة بسبب العوامل الوراثية وحدها، ولكنه نتيجة التفاعل بين عوامل وراثية وعوامل بيئية. واكتشاف العلامات الوراثية يفيد من تظهر عليهم في أن يتوقوا المرض بتجنب العوامل البيئية التي تساعد على ظهوره. كما أنه يفيد الطبيب في بدء العلاج مبكرا، إذا وقع المرض، بحيث يسهل الشفاء.
على أن التنبؤ بأن شخصا معينا هو عرضة للإصابة بمرض ما لهو أمر له مشاكله الأخلاقية والاجتماعية وأحيانا السياسية.
والكتاب يناقش هذا كله، كما يناقش أيضا ما للتنبؤ الوراثي من تأثير لا شك فيه في مستقبل الطب ككل، وبالذات فائدته في الطب الوقائي. ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، خصوصا بالنسبة للدول النامية.