هذا الكتاب:
هل تستطيع الجينات تحديد من هو الشخص الخمسيني الذي سوف يستسلم لمرض ألزايمر؟ وأي المواطنين سيشارك في يوم الاقتراع؟ وأي الأطفال سيكون موسوما بحياة الجريمة؟ نعم، وفقا لشبكة الإنترنت، ولعدد قليل من الدراسات العلمية، ولبعض من المشتغلين في صناعة التكنولوجيا الحيوية، الذين يجب أن يكونوا أكثر حكمة من أن يعتقدوا بذلك. وقد جمع شيلدون كريمسكي وجيرمي غروبر فريقا من خبراء علم الوراثة ليجادلوا بأن النظر إلى الجينات كأنها الكأس المقدسة لوجودنا المادي لهو -بكل وضوح- مسعى غير علمي. ويحثنا كتاب تفسيرات وراثية على أن نستبدل ثقتنا بالحتمية الوراثية Genetic Determination بالمعرفة العلمية لكيف يسهم الحمض النووي DNA فعليا في نمو الإنسان.
فمازال مفهوم الجين ينقح باطراد منذ اكتشاف واتسون وكريك بنية جزيء الحمض النووي DNA في العام 1953. فلم يعد العلماء ينظرون إلى الجين على أنه مجموعة الجزيئات الرئيسية والثابتة في الخلية، بل ينظر إلى الجينات والحمض النووي على أنها نصوص ديناميكية تضاف بارتجال في كل مرحلة من مراحل النمو. وبدلا من أن يكون مؤشرا مستقلا على المرض، يتفاعل الحمض النووي الذي نرثه باستمرار مع البيئة، ويؤدي وظائف مختلفة مع تقدمنا في العمر. إن ما يورثه لنا أبوانا هو مجرد بداية. وبالتأكيد على فهم جديد نسبيا لكل من اللدونة الجينية Genetic Plasticity والوراثة فوق الجينية (علم التخلق) Epigenetics، يضع المؤلفون الجينات المعروف أنها تؤدي دورا في ظهور مرض أو في سلوك أو في النمو أو في الإدراك ضمن الإطار الأعم للنمو.
وبدلا من رفض الاختزالية الوراثية Genetic Reductionism رفضا تاما، يتساءل كريمسكي وغروبر: لماذا استمرت على الرغم من معارضة الأدلة العلمية لها؟ وكيف تؤثر في مواقفنا بالنسبة إلى سلوك الإنسان؟ وكيف تؤثر في سياسات تمويل الأبحاث؟