هذا الكتاب:
يحكي هذا الكتاب قصة نشوء العدد وتطوره منذ فجر التاريخ المكتوب حتى يومنا هذا، (ويتمنى المؤلف لو أنه عرف قصة التاريخ غير المكتوب لماضي العدد، فربما كان سحره يطغى على ما عرفناه عنه!) و مما لا شك فيه أن ابتكار العدد دليل على عبقرية الإبداع البشري، وهذا الكتاب يسرد مسيرة هذه العبقرية التي توصلت إلى وضع الأنظمة العددية اﻟﻤﺨتلفة في مجتمعات مختلفة، والكيفية التي مكّنت كل نظام منها من تطوير اﻟﻤﺠتمع الذي ابتكر هذا النظام.
وقد فصل المؤلف شرحه لإسهامات الهنود الأمريكيين، وقبائل الإنكا، والسومريين، والبابليين، والمصريين، والصينيين، واليونانيين، والعرب، في تطوير فكرة العدد والأنظمة العددية، وأفرد الكتاب فصلا خاصا لمنجزات العرب والمسلمين في هذا الموضوع، ذلك أن الفضل يعود إليهم في جعل المعارف العددية التي توصلوا إليها في متناول الغرب، الذي كان قابعا في تخلفه في هذا اﻟﻤﺠال، بسبب ما نقله إليه اليونانيون من تراث مشؤوم نتيجة تعاملهم مع العدد على أنه كائن مقدس، ومن ثم أبعدوه عن المتطلبات الحياتية، وأحاطوه بهالة من الدين والفلسفة.
ويتحدث الكتاب عن بعض الأعلام الذين أسهموا في وضع أسس الأسلوب العلمي الحديث، والطرق الجديدة في التفكير العلمي: فرانسيس بيكون، وجون نابيير، وإسحق نيوتن، ثم يتحدث عن تشارلز بابيج وآلته الحاسبة، وجورج بول ومنطقه البولي وعلاقته بالحاسوب، وعن ألان تورينك وآلته التحليلية. وأخيرا تحدث عن الحاسوب الإلكتروني، وطبيعة التغيرات نتيجة سيطرة الحاسوب على معظم الوظائف الفكرية والعلمية.