هذا الكتاب:
دراسة تاريخ العلم وسيلة رئيسية لتطوير أسس العلوم ونظرياتها وإثرائها وتوسيع نطاق مشكلاتها وإمكاناتها المعرفية.
وهذا الكتاب من أبرز الدراسات التي تعتمد المنهج متعدد المباحث لدراسة عملية إنتاج وتحول المعرفة العلمية في إطار ثقافي نفسي اجتماعي تاريخي.
يقول المؤلف إن هدفه الأساسي هو العمل بإلحاح وجدّ من أجل إحداث تغيير في إدراك وتقييم المعطيات المألوفة ويبدأ كتابه بدعوتنا إلى تغيير نظرتنا إلى التاريخ بعامة، وتاريخ العلم بخاصة، وإلى أن ننظر إليه نظرة جديدة لا على أنه وعاء لأحداث متتابعة زمنيا ومن ثم تراكميا، مؤكدا أن تغيير النظرة يستتبعه تحول حاسم في صورة العلم.
والصورة الجديدة البديلة عند كون تمايز بين مرحلتين من تطور العلم: المرحلة الأولى هي مرحلة العلم القياسي ومحورها الإجماع والتقليد حيث يتطور العلم داخل إطار حاكم هو النموذج الإرشادي، وقوامه شبكة محكمة من الالتزامات المفاهيمية والنظرية والمنهجية. والمرحلة الثانية هي مرحلة الثورة العلمية حيث يتم إبدال النموذج الإرشادي بآخر جديد تتغير معه صورة الوقائع ومعايير القبول والرفض. ويؤكد كون حقيقة بالغة الأهمية، وهي أن المفاهيم النظرية متضمنة في عملية المشاهدة العلمية ذاتها، وتحدد طبيعتها ونتائجها.
وقد حظي الكتاب، أو النظرية، باهتمام الأوساط العلمية والفكرية، وكان محور مناقشات مستفيضة في مؤتمرات دولية علمية وفلسفية. ولا يزال الكتاب مشروعا طموحا بحاجة إلى استكمال ومزيد من التطبيق في مجالات علوم أخرى وفي النظرة الناقدة للمألوف.