النظام الاقتصادي الدولي المعاصر
من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى نهاية الحرب الباردة
العدد: 257
هذا الكتاب:
الحديث عن النظام الاقتصادي الدولي المعاصر يتوقف على فهمنا للتطورات الاقتصادية والمؤسسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فعلى رغم أن التاريخ مستمر لا انقطاع فيه، فقد كانت الحرب العالمية الثانية فاصلا رئيسيا بين مرحلة زائلة وبداية مرحلة جديدة لم تلبث هي الأخرى أن تعرضت لتغيرات عميقة في إثر انتهاء الحرب الباردة. ولقد تكاتفت التناقضات الناجمة عن الحرب العالمية الأولى، سواء في انهيار نظام النقد القائم على قاعدة الذهب، أو في ظهور الأزمة الاقتصادية العالمية وفشل الدول الغربية في السيطرة عليها، أو في قيام نظام اقتصادي معارض في روسيا، أو أخيرا في ظهور نظام نازي معاد ومجروح في كرامته وبالتالي راغب في الثأر. وكان لابد من وقوع الأزمة، فكان أن قامت الحرب العالمية الثانية، وبدأ العالم يتطلع إلى نظام جديد. وقد وضعت نواة النظام الاقتصادي الدولي الجديد قبل نهاية الحرب، ولكن لم تكد فترة ما بعد الحرب تبدأ حتى خيّم على العالم شكل جديد من الحرب الباردة بين حلفاء الأمس، الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والشرق تحت قيادة الاتحاد السوفييتي. وهكذا تكون النظام الاقتصادي الدولي المقترح تحت مقتضيات هذه الحرب الباردة. وفي العقد الأخير من القرن تحلل النظام الاشتراكي وانتهت الحرب الباردة.
يعرض هذا الكتاب لأهم التطورات الاقتصادية على الساحة العالمية منذ نهاية الحرب الثانية. وبطبيعة الأحوال، فإن مثل هذا الاستعراض لا يمكن أن يكون تفصيليا وأن يحيط بكل شاردة وواردة، وإنما الغرض منه هو إلقاء نوع من النظرة البانورامية على الخطوط الرئيسية لأهم التطورات الاقتصادية العالمية.