التفكير الكارثي
الانقراض وقيمة التنوع من داروين إلى الأنثروبوسين
العدد: 504
ترجمة:
إيهاب عبدالرحيم
هذا الكتاب:
نحن نعيش في عصر يذكرنا فيه العلماء ووسائل الإعلام والثقافة الشعبية مرارا وتكرارا بخطر الانقراض الجماعي الذي يلوح في الأفق. لقد قيل لنا إن الأنشطة البشرية تسبب حاليا انقراضا جماعيا سادسا، الذي قد يكون أكبر من الكوارث الجيولوجية الخمس السابقة التي غيرت الحياة بشكل جذري على الأرض. في الواقع، هناك قلق حقيقي من أن الجنس البشري نفسه ربما يوشك على السير في طريق الديناصورات، وهي ضحايا آخر انقراض جماعي وقع منذ حوالي 65 مليون سنة.
إن الطريقة التي نفسر بها أسباب الانقراض وعواقبه وما يترتب عليها من ضرورات أخلاقية متأصلة بعمق في القيم الثقافية لأي لحظة تاريخية معينة. وكما يكشف المؤلف، ديفيد سيبكوسكي، فإن تاريخ الأفكار العلمية حول الانقراض على مدى القرنين الماضيين - كعملية ماضية وحالية - مكتنف في التغييرات الرئيسية في الطريقة التي تعامل بها المجتمع الغربي مع التنوع البيولوجي والثقافي. يبدو من البديهي لمعظمنا أن النظم البيئية والمجتمعات المتنوعة لها قيمة جوهرية، لكن الانبهار الحالي بالتنوع هو ظاهرة حديثة نسبيا. في الواقع، تعتمد الطريقة التي نقدر بها التنوع بشكل قاطع على إحساسنا بأنه غير مستقر، وأنه شيء مهدد بشكل نشط، وأن خسارته قد تكون لها عواقب وخيمة.
في كتاب التفكير الكارثي، يكشف المؤلف كيف ولماذا تعلمنا تقدير التنوع كمورد ثمين، وذلك في نفس الوقت الذي تعلمنا فيه التفكير الكارثي حول الانقراض.