الاقتصاد السياسي للبطالة
تحليل لأخطر مشكلات الرأسمالية المعاصرة
العدد: 226
هذا الكتاب:
لا خلاف على أن البطالة أضحت واحدة من أخطر المشكلات التي تواجهها مختلف دول العالم، المتقدمة منها والنامية على حد سواء. وخطورة المشكلة لا تتمثل -فحسب- في التزايد المستمر عبر الزمن في أعداد العاطلين الذين وصلوا الآن إلى ما يقرب من مليار عاطل، في مختلف أنحاء المعمورة، وما يمثله ذلك من إهدار في عنصر العمل البشري، وما ينجم عنه من هدر وضياعات اقتصادية، ولكن مكمن الخطورة يتمثل في النتائج الإجتماعية والسياسية التي ترافق حالة التعطل، حيث تعد البطالة هي البيئة الخصبة والمواتية لنمو العنف والجريمة والتطرف. كما أن البطالة تعنى انعدام الدخل مع ما يؤدي إليه ذلك من خفض في مستويات المعيشة، وزيادة عدد من يقعون تحت خط الفقر وما يرافق ذلك من أوضاع لا إنسانية.
كيف نفهم مشكلة البطالة، وما أنواعها، وما تفسيرها، وأسبابها، وما علاقتها الآن بالتقدم التكنولوجي، وبالعولمة، وبالأزمات المختلفة التي تعاني منها الآن البلدان الصناعية المتقدمة والدول التي كانت "اشتراكية" والبلاد النامية؟ وهل يمكن الآن الخروج من مأزق البطالة، أم أن البطالة وصلت إلى مرحلة تستعصي على الحل إلا ببروز وضع تاريخي جديد، تستعيد فيه قوى النمو والتراكم والتنمية عافيتها؟ وما خصائص هذا الوضع؟ وهل يمكن العودة لعصر "التوظف الكامل" على نحو ما كان قائما في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وما الشروط اللازمة لذلك؟
تلك هي الأسئلة الكبرى التي يحاول هذا الكتاب، عبر ما اعتمد عليه من رؤية ومنهج وأدوات تحليلية وبيانات تفصيلية، أن يقدم إجابات عنها، أملا في الاقتراب من الفهم العلمي والموضوعي لتلك المشكلة والتعرف على أبعادها المختلفة.