النشرة الثانية


أضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثانية  

  

انطلقت دورته الـ 26 على خشبة مسرح عبد الحسين عبد الرضا

 

«سيمفونية العاصفة»
تفتتح مهرجان القرين الثقافي

الجبري: نأمل ارتقاء المهرجان بموقع الكويت
على الساحة الثقافية العربية والدولية

 

 

البابطين شخصية بارزة دخلت تاريخ الثقافة العربية والعالمية من أوسع الأبواب

المهرجان منذ انطلاقته الأولى في العام 1994 علامة ثقافية تبرز ألوان الإبداع وتجلياته المختلفة

أصبح «القرين» فرصة سنوية سانحة لإبراز الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى

كتب: حافظ الشمري
تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح، وحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، انطلقت الدورة السادسة والعشرون من مهرجان القرين الثقافي على خشبة مسرح الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا، والمهرجان ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الفترة من الثامن إلى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
شهد الحفل عدة شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية بينهم محمد السنعوسي، محمد المنصور، إلى جانب قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأمين العام كامل العبدالجيل، والأمين المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، والأمين المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، وحضور فني وثقافي وجماهيري غفير، وقدم فقرات الحفل المذيع عبدالعزيز الدرويش.

رعاية كريمة

وألقى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري كلمة قال فيها: «يطيب لي ويسرني أن أرحب بكم جميعًا، وأن أكون بينكم في هذا العرس الثقافي الكبير، لنحتفل معًا بافتتاح مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين تحت رعاية سمو الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، الذي شرفني أن أنوب عن سموه لحضور حفل الافتتاح لهذه التظاهرة المهمة التي نلتمس من خلالها جميعًا ارتقاء مهرجان القرين الثقافي السنوي برسالة دولة الكويت السامية وموقعها على الساحة الثقافية العربية والدولية، وذلك برعاية ومتابعة حثيثة من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح، وبتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح من خلال رعايته ودعمه لعطاءات الإبداع والفكر والتميز».
شخصية المهرجان
وأضاف الجبري: لقد اعتاد مهرجان القرين الثقافي على اختيار شخصية مؤثرة في المشهد والعطاء الثقافي تتجاوز الحدود الجغرافية لتكون إضافة نوعية متميزة للمهرجان، وكان أن اختير الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين من دولة الكويت شخصية المهرجان نظرًا لكونه شخصية بارزة دخلت تاريخ الثقافة العربية والعالمية من أوسع الأبواب، فقد اجتهد ونجح وتألق، وكتب اسمه في التاريخ، وصار أحد أعلام الثقافة العربية، يؤثر فيها مثلما يؤثر في الثقافة العالمية، وعمل على نشر اللغة العربية وتكريس حضورها بين اللغات العالمية، داعيا إلى التعايش والتسامح مع الآخرين، ومد جسور المحبة والسلام بين الشعوب، وحقق على أرض الواقع ولادة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية التي انطلقت من القاهرة في العام 1989 تحت اسم جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري.

إسهامات بارزة
وأكمل الجبري: لقد أطلق البابطين العديد من الجوائز للعناية بالصلات الثقافية الأصيلة بين العرب ومسلمي آسيا الوسطى، إضافة إلى تدشين صرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت، والعديد من مراكز المخطوطات والعناية بالشعر، إلى جانب إسهاماته الكبيرة، حيث حصل على العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة الدولة التقديرية بدولة الكويت في العام 2002، لذا نعلن أن سعود عبدالعزيز البابطين يستحق بجدارة أن يكون شخصية مهرجان القرين الثقافي لهذا العام.

محور تنموي
وذكر الجبري أن مهرجان القرين منذ انطلاقته الأولى في العام 1994 أصبح علامة ثقافية تبرز ألوان الإبداع وتجلياته المختلفة من ثقافة وفن وأدب، ولقد أولت دولة الكويت منذ مرحلة ما بعد الاستقلال أهمية كبيرة للشأن الثقافي بمختلف روافده، وبما يمثله من عنصر مهم لحياة المجتمع، ومحور أساسي من محاور التنمية المستدامة الشاملة، ودافع لتنشيط المبادرات الإبداعية بما يفيد ويعزز الرصيد الثقافي والمخزون الفكري للمجتمع.

انفتاح ثقافي
وبين الجبري أن استثمار مهرجان القرين الثقافي في هذا الوقت من كل عام، والذي يأتي بعد تظاهرة معرض الكويت الدولي للكتاب، حيث أصبحا مناسبتين تعكسان حجم الإنتاج الفكري والثقافي الكثيف في دولة الكويت، وتؤكدان الانفتاح والتفاعل الحيوي لبلادنا مع العديد من الدول العربية الشقيقة، والإسلامية والأجنبية الصديقة، التي تشاركنا عرسنا الثقافي هذا، وهي فرصة سنوية سانحة لإبراز الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى، وإعلاء قيم التآخي والتسامح والتعايش السلمي في العالم.

تكريم الرواد
وأضاف: لا يسعني في هذا الصدد إلا أن أشيد بجهود الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في رسم واعتماد برنامج المهرجان، وبشكل يواكب المستجدات المتسارعة للمشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي، آخذًا في الاعتبار عنصر التنوع ليشمل النشاطات الفكرية والثقافية والفنية، والمسرحية والأدبية، والأنشطة الفنية التشكيلية العربية والعالمية، إضافة إلى رعاية المهرجان مواكب تكريم وتقدير الرواد والمبدعين من أبناء دولة الكويت في مختلف المجالات، بمنحهم جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية.

 

عاصمة الثقافة
وأردف: استكمالًا لمسيرة دولة الكويت الثقافية نأمل أن نلتقي في العام المقبل على أرض الكويت الحبيبة أرض السلام والتسامح، لنحتفل باختيارها عاصمة الثقافة العربية مرة أخرى بعد قرار الدورة العشرين لمؤتمر وزراء الثقافة في الوطن العربي بهذا الشأن، تقديرًا لدولة الكويت ولمكانتها الثقافية المتميزة ودورها الثقافي العربي.

اهتمام بالمبدعين
واختتم الجبري كلمته بالتوجه بالشكر الجزيل لضيوف دولة الكويت في مهرجان القرين الثقافي من دول وشخصيات نجلها ونقدرها، ونثمن لها مساهماتها في إحياء هذا المهرجان الثقافي الكبير، كما نزف أسمى آيات التهاني للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، التي تحظى باهتمام مباشر من القيادة السياسة الحكيمة والحكومة الرشيدة، وندعو الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى المزيد من العطاء والإبداع وتحقيق العديد من الإنجازات الثقافية ذات القيمة العالية لأمتنا العربية والإسلامية.

سيمفونية العاصفة
ليلة الافتتاح استعادت إبداعات الفيلم الروائي الكويتي «العاصفة» عبر عرض سينمائي أوركسترالي مبهر حمل عنوان «العاصفة سيمفوني» بقيادة المايسترو كمال الدين أورنفاي، وصاغ الرؤية الفنية للعمل المؤلف الموسيقي د. سليمان الديكان الذي قدم رؤية فنية مبدعة، جمعت بين الأوركسترا والعزف الموسيقي الحي والمشاهد السينمائية للفيلم، وجاء بمناسبة مرور 57 عاما على إنتاج أول فيلم روائي كويتي.
اتسم العرض السيمفوني بين الفرجة البصرية والمتعة الموسيقية، حيث عزفت الفرقة الضخمة المكونة من عازفين عالميين، بمصاحبة فرقة للتراث الكويتي موسيقات متنوعة مع عرض مشاهد الفيلم، في امتزاج فني رفيع وفريد من نوعه، وسط انسجام وتفاعل من الحضور الجماهيري الكبير، وتميز العرض في العزف الموسيقي المتناغم المصاحب لكل مشاهد الفيلم، وسط شيلات الفرقة الشعبية الشعبية.
ويعتبر فيلم «العاصفة» أول عمل سينمائي روائي كويتي من إنتاج تلفزيون دولة الكويت في العام 1965، وهو من فكرة وإخراج الإعلامي القدير محمد السنعوسي، والعمل شكل ركيزة أساسية في صناعة السينما الكويتية، حيث تعامل مع مرحلة اكتشاف النفط في الكويت كنقطة انطلاق نحو الجانب الروائي في الفيلم ليعكس اثر «العاصفة» في تغير بعض المفاهيم الاجتماعية الراسخة، إضافة إلى أن المخرج حرص في الفيلم على إظهار كويت ما قبل النفط، واستعان بفرقة «حمد بن حسين» البحرية ليحفظ لنا جانبا من الفن البحري، إلى جانب بعض المشاهد الخارجية في جزيرة فيلكا، والفيلم مدته 27 دقيقة وبالأبيض والأسود، من تأليف الراحل عبدالامير التركي، وإخراج محمد السنعوسي، وبطولة نخبة من رواد الفن الكويتي بينهم عبدالحسين عبدالرضا، وخالد النفيسي، وجوهر سالم.


العبدالجليل: «القرين» علامة فارقة ترتقي بالثقافة الوطنية

وصف الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبد الجليل، مهرجان القرين في دورته الـ 26 بـ«الاحتفال المهم والكبير» الذي ينتظره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كل عام لنجدد التظاهرة الثقافية والفنية الكبيرة بإقامة مهرجان القرين الثقافي والفني، هذا العام مختلف بكل ما فيه من معنى حيث يحفل البرنامج بأكثر من 64 فعالية ثقافية وفنية متنوعة تحييها العديد من الفرق الفنية المسرحية والموسيقية، وهناك الندوات المتعددة مثل ندوة الأدب بين الواقع والمستقبل المنظور، وهناك الكثير من الفقرات والبرامج التي أعدت لترتقي بمهرجان القرين إلى أفضل مستوى، وتطوير شامل ونوعي في مستوى مهرجان القرين».
وأكد العبد الجليل أن «مهرجان القرين يمثل علامة فارقة وتظاهرة تثبت أن الكويت تحافظ على المستوى الرفيع للثقافة والحركة الفنية بكل عناصرها ومكوناتها، القرين يمثل لنا نقطة مهمة جدا لنظهر فيها مدى التمدن والتحضر الذي نحن فيه بدولة الكويت، وما يعبر عن مكنون الشعب الكويتي من وعي وإدراك وثقافة عالية نواجه فيها هذا العالم بهذا السلاح الناعم القوي الثقافة».
وأوضح العبد الجليل أنه في حفل الافتتاح بدأ التميز بعرض موسيقي راق رائع تم اختياره بعناية وهو عبارة عن أوركسترا عالمية، مطعمة بموسيقى وإيقاعات كويتية تقليدية لأول فيلم بتاريخ السينما الكويتية «العاصفة» الذي أطلق في العام 1964، والذي أخرجه الإعلامي الكبير محمد السنعوسي. وتابع قائلا « نحتفل بمهرجان القرين، ونعطي الجمهور الكريم في الكويت الكثير من الفقرات والبرامج والأنشطة رفيعة المستوى المدروسة بعناية لترتقي بالثقافة الوطنية».

 

الديكان: ليلة لا تنسى

 

فور انتهاء العرض، أعرب مؤلف الرؤية الفنية للعمل «العاصفة سيمفوني» د. سليمان الديكان عن سعادته الغامرة بالنجاح الذي حققه العمل الذي شاهده في الحضور الكبير الجماهيري والرسمي الذي استمتع به طوال فترات العرض الموسيقي، وهي بالفعل ليلة فنية لا تنسى.
وعبر الديكان عن فخره واعتزازه بتقديم هذا العمل الموسيقي الذي مزج بين المشاهد السينمائية للفيلم الكويتي «العاصفة» وبين المقطوعات الموسيقية التي رافقت كل مشهد، وهو تأليف جسد كل المشاهد بموسيقى وعزف أوركسترالي حي مع نخبة من العازفين العالميين وعلى رأسهم المايسترو الأوزبكي العالمي كمال الدين أورنفاي.
وثمن الديكان دعم وتشجيع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ودوره البارز في تسليط الضوء على أعمال الرواد انطلاقا للحفاظ على المخزون الوطني بمثل تلك النوعية من الأعمال الفنية ذات القيمة والتاريخ والرقي.


السنعوسي : «القرين»
يعكس الصورة الحضارية للكويت

 

 

قال وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي: «في هذا الشهر يتم افتتاح حفل أو سلسلة حفلات وأنشطة ثقافية وفنية وأدبية، ويطلق عليه مهرجان القرين، وهذا الجهد الرائع الذي يعكس صورة حضارية للكويت هو جهد لابد أن نشكر باسم الجمهور جمعيا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على اهتمامه بالتنوع والجودة».
وعن الافتتاح قال السنعوسي: «الليلة مختلفة تماما لأن الموسيقار المبدع د. سليمان الديكان، عندما يحضر شيء من موسيقاه الرائعة تستحق هذا الحضور ليحتفلوا بإنتاجه الفني، صاحب هذا الإنتاج فيلم «العاصفة» في العام 1964، بداية الحركة الفنية الكويتية، وممكن أن يكون الفيلم بسيط، لكن أضاف الديكان لهذا الفيلم متعة الاستماع بهذه السيمفونية الرائعة، ما أورع أن ينتج الكويتيين هذه الروعة من الفنون والثقافة والله يوفقهم دائما للأفضل والأحسن».

المكرمون

كرم وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب كامل العبد الجليل كلا من مخرج الفيلم الإعلامي القدير محمد السنعوسي، واسم بطلي العمل الفنانين الكبيرين الراحلين عبدالحسين عبدالرضا، وخالد النفيسي، كما تم تكريم المؤلف الكبير الراحل عبد الأمير التركي، ومونتير الفيلم مساعد محمد المنصور، ومساعدي المخرج عبدالرحمن الشايجي، وأحمد عبدالله البخشي، وفرقة حمد بن حسين للفنون البحرية، ومايسترو الفرقة الاوركسترالية كمال الدين أورنفاي، ومؤلف الرؤية الفنية للعمل الموسيقي «العاصفة سيمفوني» د. سليمان الديكان.

 

في ندوة أقيمت بمكتبة عبد العزيز حسين أدارتها نعيمة الشايجي

القعود: 70 % من سكان دول الخليج شباب ويحتاجون إلى تعزيز قيم المواطنة

 

كتب: عبدالحميد الخطيب
ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ26 الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة من 8 وحتى 25 يناير الجاري، قدمت الأستاذة بجامعة الكويت أ.د ابتسام القعود في مكتبة عبد العزيز حسين بمنطقة مشرف محاضرة بعنوان: «تمكين قيم الولاء والانتماء للشباب»، أدارتها نعيمة الشايجي.
في البداية تحدثت القعود عن مفهوم المواطنة وقالت: قد يخطئ العديدون عندما يعرّفون المواطنة بأنها حب الوطن، فهذا التعريف مرتبط بمصطلح آخر وهو الوطنية، في حين أن المواطنة تعرف بأنها «الصفة التي تمنح للمواطن والتي تتجدد بموجبها عدة أمور منها:، الحقوق، الواجبات»، ومن هنا فإن للمواطنة خصوصية ليست لأي صفة أخرى، فهي تتضمن انتماء المواطن لوطنه النابع من حبه له، وخدمته له في كافة الأوقات والأحيان، واحترام المواطنين الآخرين الذين يعيشون معه على الأرض ذاتها، والذين يتقاسم وإياهم الغذاء، والشراب، والماضي، والحاضر، والمستقبل.
وتابعت: تعتبر المواطنة علاقة محددة ضمن القانون المعمول به في الدولة، حيث تربط هذه العلاقة بين الدولة بكل أركانها، والإنسان الذي مُنح صفة المواطن.

العوامل المحددة
وتحدثت القعود عن العوامل المحددة للمواطنة، وقالت: تتحدد مواطنة المواطن من خلال العديد من العوامل والتي على رأسها الولادة على أرض الوطن، يلي ذلك جنسية الوالدين، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول تمنح الجنسية لشخص ما إذا كان أي من والديه حاملا لهذه الجنسية، في حين اقتصرت بعض الدول على منح الجنسية فقط في حال كان الوالد حاملا لها.
وأكملت: من العوامل المهمة أيضا عامل الزواج، فبعض الأشخاص يتزوجون ممن يحمل جنسية معينة بغرض الحصول على الجنسية فقط، وأخيرا تمنح بعض الدول الجنسية بناء على ما يعرف بالتجنيس، وفي هذه الحالة فإنه يتوجب على الشخص الراغب في الحصول على جنسية الدولة المانحة أن يدخل البلاد بشكل قانوني، وأن يقيم فيها، وأن ينفذ كل التعليمات الصادرة عن المؤسسات المعنية في هذه الدولة.
واستطردت: لمعرفة مدى انتماء المرء لوطنه، عليه أولا أن يشعر بذلك الحس في داخله، ثم أن يترجم هذه القيمة الإيجابية لانتمائه على أرض الواقع، من خلال استعداده النفسي لان يسلك كل السلوكيات الإيجابية، والتي واجبها أن تخلق فيه شخصا منتميا، محبا، مخلصا لوطنه.
وأضافت: على أولياء الأمور أن يبذلوا قصارى جهدهم في تنمية وتعزيز قيمة المواطنة لدى أبناء المجتمع،
وتأصيل حب الوطن والانتماء له في نفوسهم في وقت مبكر، وذلك بتعزيز الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل من أجل خدمته ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته، فحب وطننا دين قبل أن يكون غريزة، لان ديننا الإسلامي يحث على الحب والدفاع عن الوطن.

الصغار والشباب
وأردفت: لابد من تعزيز حب الوحدة الوطنية في نفوس الصغار والشباب، والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة، كذلك نشر حب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها، والمشاركة في نشاطات المؤسسات الأهلية وإسهاماتها في خدمة المجتمع بالمشاركة في الأسابيع التي تدل على تعاون المجتمع.
وختمت القعود، بالقول: المواطنة تحفظ للمواطن حقوقه المختلفة وتوجب عليه واجبات تجاه دولته، بمعنى أنها تحفظ على الدولة حقوقها تجاه المواطنين، وتؤدي إلى الرفع من الثقة لدى المواطن والدولة فيما بينهما.
شهدت المحاضرة بعض المداخلات من الحضور الذين أكدوا على أن موضوع المواطنة هو موضوع الساعة، خصوصا أن المجتمع الكويتي يشهد تغيرا كبيرا في الثقافة، لدرجة أن كثيرين أصبحوا يسألون «وين زمن الطيبين؟»، تمنى الحضور من المتخصصين أن يوجدوا آليات يمكن استخدامها في تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن وتكثيف المحاضرات في الصروح التعليمية لتعريف الصغار والشباب بقيم المواطنة والبعد عن الولاءات الطائفية والفئوية والقبلية.
وشدد آخرون على أن القيم كانت أقوى في السابق عن اليوم، لافتين إلى أن ما يحدث في العالم يؤثر سلبا على المجتمع، مشيرين إلى أن أكثر ما يميز دول الخليج أن 70% من سكانها هم من الشباب وهم يحتاجون إلى تعزيز قيم المواطنة في أذهانهم والتي اضمحلت بسبب العولمة والتقدم التكنولوجي، في حين أن البعض رأى أن المواطنة تزداد عندما يطبق القانون على الجميع من دون واسطة.

 


استمر ثلاثة أيام وشهد إقبالا جماهيريا كبيرا

«الأفنيوز» شهد معرض إصدارات «المجلس الوطني» الأول

العلي: حريصون على تأهيل الأجيال القادمة لتكون واعية بأهمية القراءة

المرزوق: إصداراتنا تحظى
بسمعة جيدة وإقبال
في الكويت وخارجها
كتبت: فرح الشمالي
افتتح معرض إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأول ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26 صباح يوم الخميس الماضي في مجمع الافنيوز واستمر مدة ثلاثة أيام.
وبعد افتتاح المعرض الذي حضره مدير إدارة النشر والتوزيع عبد العزيز المرزوق، ومديرة مهرجان القرين فوزية العلي، ومجموعة من الصحافيين وقنوات التلفزيون، وتضمن المعرض أحدث إصدارات المجلس الوطني وهي عالم الفكر، عالم المعرفة، المسرح العالمي، والثقافة العالمية، وجريدة «الفنون».
كما تضمن المعرض مجموعة من الأبحاث والدراسات لعدد من الباحثين منها «عكوس أول» بأجزائه الثلاثة تجميع وإعداد جابر عبد العالي الهندال، «من تراث الكويت» للدكتور حسن اشكناني، «الشيخ عبدالله السالم الصباح في حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية 1953» إعداد عيسى دشتي، «شعر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في مسيرته الإصلاحية» إعداد وتأليف عبدالله الخلف، «الفنان خالد النفيسي صور.. صحافة.. وثائق» تجميع وإعداد عيسى دشتي، «محطات في تاريخ العملة والنقود في الكويت» إعداد محمد عبدالهادي جمال و«فلسطين في الشعر الكويتي» د.خليفة الوقيان.
وهناك عدد من الكتب التشجيعية التي يدعمها المجلس في مجالات عدة منها مجال الرواية مثل روايات الكاتبة علياء الكاظمي «وسرقوا أيام عمري»، «جوهرة» و«لم يرحمني احد»، رواية «الظهور الثاني لابن لعبون» للكاتب إسماعيل فهد إسماعيل، رواية «مقهى البسطاء» لمريم الموسوي، رواية «زاجل» لخالد النصر الله، ورواية «بساتين وحروب عاشقة الورد بين الحب والحرب» للكاتب محمد البغيلي، كما قدم مجموعة قصصه «الأقحوان الأسود» للدكتور خالد الشايجي، و«قصص الحكام والحكماء» للدكتور فاروق العمر، و«المجموعة القصصية قبل أن تحب» للكاتب حمدان الجبيري.
وفي مجال الشعر كان هناك كتاب «حيث لا عنوان» شعر سالم خالد الرميضي و«شعر خواتم النسيان» لثريا البقصمي. واحتوى المعرض على إصدارات في مجالات التنمية الذاتية والبشرية مثل:
«المهارات القيادية والثقة بالنفس» للدكتور عبدالله السويد، «المتعلم في علم النفس التربوي» للدكتور بدر العمر، «الخارطة الذهنية للقرآن الكريم لتيسير الفهم والحفظ» للدكتور شايع سعود الشايع، «التعلم بين النظرية والتطبيق» إعداد د.أحمد الكندري، د.محمد المغربي ود.أحمد اللوغاني و«سوسيولوجيا الفن الإسلامي» لفردريك معتوق. وفي مجال الطفولة قدمت مجموعة قصصية وكتب تعليمية للطفل لكتاب متخصصين منهم هبه مندني، باسمة الوزان ونادين محمد عبد الهادي جمال.

نشر الثقافة
وفي تصريح لنشرة المهرجان أكدت مديرة المهرجان فوزية العلي حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إقامة معارض الكتب والإصدارات في كل الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي ينظمها، وهي جزء من سياسة المجلس الوطني في نشر الثقافة وتأهيل الأجيال القادمة لتكون واعية بأهمية القراءة وغرسها في عاداتهم اليومية، فمعارض الكتب جدا ضرورية وفي أجندة المجلس الوطني على مدار العام سواء داخل الكويت أو في مشاركات المجلس الخارجية تكون هناك معارض للإصدارات.
وأضافت العلي: هدفنا من خلال سلسة معارض الكتب وإصدارات المجلس الوطني التي تقام في المجمعات التجارية أن نكون قريبين من الجمهور والوصول له في أماكن تواجده وتوفير مجموعة كبيرة ومتنوعة من الإصدارات، وهي تلقى إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة عند إقامتها في نهاية الأسبوع وازدحام المجمعات التجارية خاصة من فئة الأطفال الذين يحرصون على اقتناء الإصدارات الخاصة بالطفل.
وذكرت العلي أن مهرجان القرين هذا العام يشهد نقلة نوعية وهذا العام يحتفي بالثقافة الكويتية في جميع فعالياته وفي هذه الدورة هناك تركيز على المبدعين الكويتيين من مثقفين ومفكرين وفنانين وأدباء، فحفل الافتتاح كان بقيادة المايسترو غنام الديكان، وحفل الختام سيتم تكريم الشاعر الغنائي يوسف ناصر.

معارض مستمرة
كما قال عبدالعزيز المرزوق مدير إدارة النشر والتوزيع: إن استمرارية إقامة معارض الكتب والإصدارات منذ 10 سنوات ضمن فعاليات وأنشطة المجلس على مدار العام جاء نتيجة الإقبال الجماهيري الكبير على هذا النوع من المعارض وقياس ردات فعل الزوار، لما تحظى به هذه الإصدارات من سمعة جيدة وإقبال في دولة الكويت وخارجها لتاريخها ودورها في تشكيل الوعي الثقافي العربي لذلك نحرص على التواجد في المجمعات التجارية من خلال المهرجانات والمحافل الثقافية لنوفر هذه الإصدارات للجمهور، كما نحاول أن نعرف فئات المجتمع الكويتي بحجم عمل المجلس الوطني كمؤسسة ثقافية أدبية ودورها الثقافي في المنطقة.
استمر هذا المعرض ثلاثة أيام بفترات صباحية ومسائية، وسيقام معرض إصدارات المجلس الوطني الثاني يوم 16 يناير في سوق شرق.


تناقش واقعه وتحدياته وتكشف آفاقه

ندوة «القرين».. تسعى للوصول
إلى رؤية واضحة عن الأدب الكويتي

 

الجيل الحالي يحرص على أن تكون له خصوصيته وملامح مغايرة وتجارب إبداعية مبهرة

المشاركون في محاور جلسات الندوة يسعون إلى تقريب بعض المفاهيم المتعلقة بالأدب الكويتي

تتحاور الأوراق البحثية في مختلف الأجناس الأدبية من قصة قصيرة ورواية وشعر ومسرح

كتب: مدحت علام
اختار مهرجان القرين في نسخته الـ 26، «الأدب في الكويت»، ليكون عنوانا رئيسا لندوته، من خلال استشراف واقعه الذي بدا متوهجا بالأسماء قديما وحديثا، تلك التي صنعت منه حقيقة فرضت وجودها على الساحة الإبداعية العربية، ومن ثم طرح الكثير من التحديات التي واجهت هذا الأدب منذ بداياته إلى الآن، وما تبعه من وقفات جادة وصادقة في سبيل تذليل تلك العقبات والتحديات، من أجل الوصول به إلى مستويات عالية من الرقي والتألق.
وتناقش الندوة - في جلساتها المتواصلة... على مدار يومي 14 و15 يناير الجاري - مفاهيم عدة تتعلق بالآفاق التي يتطلع إليه الأدب الكويتي، والقدرة على المزج بين الأصالة والمعاصرة، وكذلك التوازي مع الحداثة وما بعد الحداثة، في مختلف جوانبه وأجناسه من قصة قصيرة ورواية وشعر ونصوص مسرحية.
وتأتي الندوة رغبة في الحصول على فكرة واضحة عن الأدب الكويتي، من خلال دراسات أعدها متخصصون وأدباء ونقاد من الكويت ومختلف الدول العربية، ومن ثم تناول أغراضه وعناصره ومفاهيمه بالكثير من النقد والتوضيح، من أجل استقراء مستقبله، واستلهام حضوره الذي بات جليا بفضل ما قدمه الكبار قديما... ثم ما تقدمه الأجيال المتعاقبة وصولا إلى الجيل الحالي الذي يحرص على أن تكون له خصوصية، وملامح مغايرة، وتجارب إبداعية مبهرة، تسهم في صناعة إبداع كويتي لديه القدرة على المنافسة عربيا وعالميا.
ويحاول المشاركون في محاور جلسات الندوة تقريب بعض المفاهيم المتعلقة بالأدب الكويتي، وهي مفاهيم لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في مختلف الدول العربية، غير أنها تمتاز بالخصوصية، والدخول بعمق في المحلية أو الخروج منه بغية تقديم رؤى كويتية في ملامح عالمية.
والجلسة الافتتاحية يلقي فيها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل كلمة يعرج فيها إلى مواصفات الأدب الكويتي وما يتحلى به من رقي في ظل وجود أسماء لمعت خليجيا وعربيا، وكلمة أخرى يلقيها مدير الندوة الروائي طالب الرفاعي، يؤكد فيها على ريادة الأدب الكويتي، وما يتضمنه محتواه من تميز ملحوظ. ويتناول الكاتبان الدكتور فهد حسين من البحرين والدكتورة سعداء الدعاس من الكويت، موضوعا يتعلق بـ«القصة في الكويت.. الواقع»، ويكشف الكاتبان الكويتيان إستبرق أحمد وبسام المسلم التحديات التي تواجه القصة القصيرة في الكويت، ومن ثم التطلع إلى آفاق رحبة لها، بالإضافة إلى شهادات روائية عربية للأدباء يوسف المحميد من السعودية وشهلا العجيلي من سورية وسمير قسيمي من الجزائر، والتي تلقي الضوء على ما تتضمنه القصة القصيرة في الكويت من خصوصية وتميز.
والرواية في الكويت يتحدث عن واقعها الناقد فهد الهندال والناقدة الدكتورة سعاد العنزي من الكويت، فيما يبحث الكاتبان الروائي طالب الرفاعي ومحمد العباس عن لحاق الرواية الكويتية بالعالمية، من خلال ما تقدمه من مضامين محلية ترقى إلى العالمية في مستوياتها.
والنقد الذي يتخلل الأعمال السردية الكويتية يتحدث فيها الكاتبان الدكتور سعيد بنكراد من المغرب وعبدالدائم السلامي من تونس، عن مختلف القضايا النقدية التي تحتاج إلى استلهامات أقلام النقاد لرصد محتوى الأدب الكويتي من جوانبه المختلفة، ومن ثم تتوالى الشهادات التي يلقيها تباعا من الكويت الروائية ليلى العثمان ومن السعودية الدكتور حسن النعيمي ومن مصر سعيد الكفراوي.
وعلى مستوى المسرح الكويتي شرح واقعه وتحدياته وآفاقه الكتّاب عبدالعزيز السريع والدكتور مبارك المزعل وعبدالله التركماني، فيما تتضمن الأوراق التي يقدمها الفنانان محمد الحملي وعبدالرحمن العقل رؤية شاملة عن مسرح الطفل في الكويت. والشهادات العربية حول المسرح الكويتي يلقيها الفنان الكبير سعد الفرج والفنان الأردني مفلح العدوان.
وفيما يخص الشعر الكويتي، يضيء واقعه ويكشف عن تحدياته وآفاقه الشعراء الحارث الخراز وعبدالله الفيلكاوي وسعدية مفرح، والأمسية المصاحبة لتلك الجلسة يحييها الشعراء حسن المطروشي من عمان والدكتورة أشجان هندي من السعودية وعلي الفيلكاوي من الكويت والدكتور مراد القادري من المغرب.


أقيمت في «عبدالعزيز حسين» ضمن فعاليات«القرين»

ورشة «التفكير الإبداعي» تستعيد اكتشاف «ومضة الإبداع» في داخلنا وتطورها

 

 

 

شريف صالح: كل إنسان لديه موهبة ويحتاج
إلى «ضربة إرسال»
أو نقطة انطلاق

العملية الإبداعية تتضمن
سلسلة من الأفعال الأساسية ومنها الإعداد والبحث وجمع المعلومات

كتبت: فضة المعيلي
أقيمت ورشة «التفكير الإبداعي» في مركز عبدالعزيز حسين بمشرف، وحاضر فيها د.شريف صالح، ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ26.
في البداية قال د. شريف إن الورشة حول واقع خبرة الممارسة الإبداعية للمحاضر، وتنطلق هذه الورشة من إمكانية تنمية التفكير الإبداعي عبر التفاعل واللعب الحر. وتطرق إلى أن كل إنسان لديه بالضرورة موهبة ربما لم يجد الفرصة لاكتشافها وإلقاء ضوء عليها، لكنه فقط يحتاج إلى «ضربة إرسال» أو نقطة انطلاق حتى إذا افترضنا أنه لا يسعى إلى ممارسة أي هواية إبداعية، فعلى الأقل سوف يطور قدراته لابتكار حلول لتحديات الحياة، واكتشاف ما يسمى «الحل الخلاق». وأوضح
د. شريف أن الورشة تؤسس من خلال برنامجها لزيادة الوعي بالفنون، وتذوقها والاستمتاع بها. فالإبداع إنتاجا وتلقيا ليس مجرد نظريات جامدة بل حالة لعب حرة وفضاء للحوار والتفاعل وبإمكانه دوما أن يساعدنا على الإنجاز.

ومضة الإبداع
وتابع د. شريف حديثه للمشاركين ليقول إن أحد أهداف الورشة هو استعادة هذا الشغف أو حتى مساعدتنا في اكتشاف «ومضة الإبداع» التي في داخلنا وتطويرها للأفضل. ومن ثم أعطى د. شريف عدة تعريفات لمعنى الإبداع ومنها الإتيان بشيء جديد غير مسبوق، أو تقديم شيء مألوف بطريقة غير مألوفة، أو الجمع بين واقعين، أو شيئين مختلفين بطريقة مدهشة. وأكد من خلال طرحه لتلك المصطلحات أن الموهبة، الخيال، الابتكار، التجديد، الاكتشاف، العبقرية، الذكاء، التفوق، تدخل في نطاق «الإبداع». وأوضح أنه يتفاوت نصيب البشر من الإبداع، فكثيرون يكتبون الروايات والمسرحيات لكنهم ليسوا جميعا شكسبير ونجيب محفوظ، مضيفا أنه هناك إبداع تعبيري، وإنتاجي، واختراعي... إلخ، وأن هناك إبداعا فرديا كما في الشعر، وجماعيا كما في كرة القدم، وقد يكون فرديا وجماعيا في الوقت نفسه مثل العازف يؤدي منفردا أو ضمن أوركسترا. وأضاف أن المبدعين عادة ينقسمون إلى طرازين: تأملي تخيلي، أو منظم منهجي. وأخيرا بين أنه من المهم أن ندرك أن الإبداع يتفاوت في الحجم، والأنواع، والمستويات.. وما علينا هو أن نستكشف حظنا منه، والنوع الأقرب لنا، والمستوى الذي نتميز فيه.
العملية الإبداعية
وتطرق د. شريف إلى أن العملية الإبداعية تتضمن
سلسلة من الأفعال الأساسية ومنها الإعداد/ البحث/ جمع المعلومات. (مرحلة المستكشف)، وهي عبارة عن مرحلة واعية تتطلب إحاطة تامة، دقة الملاحظة، الانتباه إلى التناقضات، الاستفادة من خبرات مختلفة. وأيضا الاحتضان/ الاختمار/ التأمل (مرحلة الفنان)، وهي عبارة عن مرحلة لاواعية، تشتمل على التأمل، حلم يقظة، حلم، التفكير من زوايا مختلفة. أما المرحلة الثالثة فهي الإشراق (مرحلة القاضي) حيث إنها مرحلة واعية ولاواعية في نفس الوقت. وتركز المرحلة الرابعة على التحقيق (الإنجاز) (مرحلة المحارب) تنفيذ المهمة مهما كانت التحديات، وهناك تقسيم آخر: وجود الحاجة إلى حل مشكلة (دافع)، جمع معلومات، التفكير في المشكلة، تخيل حلول، تحقيق الحلول (إثباتها تجريبيا)، تنفيذ الحلول وإنجازها.

أطراف العمل الإبداعي
وأكد د. شريف من خلال الورشة أن هناك أطرافا للعمل الإبداعي وأولهم المبدع وعرفه بأنه شخص ذو حساسية معينة، صاحب موهبة، ذكي، خيالي، يميل إلى التجريب، والفضول والنقد، وطرح الأسئلة. أما الطرف الآخر فهو مادة وأداة الإبداع وهي بمنزلة الصلصال والجرانيت للنحات، الورق للكاتب. وأيضا قناة الإبداع والوسيط الخاص به وشبهها
د. شريف بأنها كالفيلم السينمائي، الكتاب، الكاسيت، اللوحة، المباراة الرياضية، التلفزيون (لكل وسيط تقاليد وقواعد تفرض تحديات على المبدع). وتطرق إلى موضوع الإبداع ورسالته التي تركز على التعبير عن واقع ما. أما الطرف الأخير فهو متلقي الإبداع وهو عبارة عن القارئ، المتفرج، المستمع، الجمهور.


عرض الفيلمين الفائزين في مهرجان الكويت السينمائي الثالث لجمهور «القرين»

«الشهيد الحي» و«أعطني قلم»..
في المكتبة الوطنية

 

 

ثنيان الرشود:
استغرق الفيلم
700 ساعة عمل وقدمته في 18 دقيقة

ميس الفيلكاوي: كمعلمة أردت تسليط الضوء على قضية الجهل في العالم العربي

كتبت: إيناس عوض
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26، نظم في مكتبة الكويت الوطنية عرض لفيلمين من الأفلام القصيرة الفائزة بمهرجان الكويت السينمائي الثالث في العام 2019 وهما فيلم «الشهيد الحي» للمخرج ثنيان الرشود الذي حصل على المركز الثاني عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان الكويت السينمائي الثالث ومدته 18 دقيقة، ويروي قصة اجتماعية بطولية عن معاناة أحد أبطال المقاومة الكويتية، و«أعطني قلم» للمخرجة ميس الفيلكاوي الذي حصل على المركز الثالث بذات الفئة ومدته 21 دقيقة، وهو يوثق دور الكويت الرائد في حل مشاكل الأمية والجهل.
بدأت الأمسية السينمائية في المكتبة الوطنية بعرض فيلم الشهيد الحي الذي تضمن مشاهد تمثيلية معبرة عن معاناة البطل «بدر الخضاري» إبان فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، وكيف كتب الله له النجاة من الموت المحتم، وذكرياته الأليمة التي ارتبطت بفقدانه كل أصدقائه المقربين الذين أُعدموا على يد القوات العراقية.
وتعقيبا على العرض أعرب مخرجه ثنيان الرشود عن سعادته البالغة بعرض فيلمه «الشهيد الحي» في المكتبة الوطنية ضمن فعاليات المهرجان، مثمنا جهود القائمين على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم الشباب والمبدعين بكافة الأحداث والتظاهرات الثقافية بشكل عام، ومهرجان الكويت السينمائي على وجه الخصوص الذي يفتخر بحصوله على أحد جوائزه في دورته الثالثة.
وأردف: قصة فيلم «الشهيد الحي» عرفتها من الأحاديث المتداولة في دواوين بعض الأصدقاء، وبدأت بعد ذلك رحلة استقصاء امتدت عاما وستة أشهر لكي أتوصل إلى صاحب الحكاية، وبالفعل توصلت إليه وعرضت عليه عمل قصته ووافق على الطلب، لاستشعاره بأهمية أن يدرك الشباب والجيل الحالي في الكويت المعاناة التي مر بها أبطال المقاومة الكويتية خلال فترة الاحتلال العراقي، والتي تعكس المعدن الحقيقي للكويتيين والروح الوطنية الرائعة التي تحلوا بها في تلك الفترة الصعبة.
وعن الصعوبات والتحديات التي واجهها في انجازه فيلم «الشهيد الحي» قال: واجهتني صعوبات فنية في الفيلم وتغلبت عليها بالإصرار والمثابرة، لقناعتي بأن ما أمر به أمر طبيعي لأنها التجربة الأولى لي في مجال السينما الذي لم أدرسه وإنما كان هوايتي قبل دراستي لنظم المعلومات والتكنولوجيا، فانا المعد والمقدم والمخرج للعمل، مشيرا إلى أن انجاز الفيلم استغرق أكثر من 700 ساعة عمل، تخللتها تحديات عديدة أبرزها تراجع كل من لجأ إليه من أشخاص وجهات رسمية عن دعمه لإنتاج العمل، مؤكدا أن هذا التحدي شكل قوة دفع بالنسبة له حفزته على المضي قدما في انجاز العمل ليخرج إلى النور.
ولفت إلى انه سيسعى في الأعمال التي سينتجها مستقبلا إلى توثيق القصص التي تحمل رسائل وقيما إنسانية وتحويلها إلى أفلام سينمائية مميزة، مؤكدا أن نطاق البحث عن هذا النوع من القصص سيتركز على الكويت بشكل خاص.

التجربة الأولى
أما فيلم «أعطني قلم» للمخرجة ميس الفيلكاوي التي كانت صرحت بأنه التجربة الأولى لها في الإخراج الذي لم تدرسه، والتي ارتبطت برؤية خاصة لها كمعلمة حول قضية الجهل في العالم العربي وقلة التعليم، فشكل بمحتواه بقعة ضوء في ظلام حالك من الواقع المعيش في البلدان العربية التي تعاني بعض شعوبها الظروفَ الاقتصادية الصعبة والفقر والجهل التي ساهمت مجتمعة في تراجع التعليم وانتشار الأمية.
أيضا تميز الفيلم الذي صورت مشاهده بين عدة بلدان أبرزها لبنان واليمن والصومال والأردن ولندن، بالآلية المعتمدة في تصويره باستخدام الهاتف النقال فقط ومن دون تدخل أي عوامل تكنولوجية ليعبر بواقعية مضمونه.
كما نجحت مخرجة الفيلم ميس الفيلكاوي في رصد أبعاد مشكلة الجهل وغياب التعليم على المستوى العربي من خلال عرض لأهم النتائج التي توصلت إليها البحوث والدراسات التي تناولت الموضوع من قبل الجهات والهيئات العربية والعالمية المعتمدة والتي منها أحدث الأرقام التي نشرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألسكو) والتي تشير إلى أن معدل الأمية في الدول العربية لايزال مرتفعا مقارنة بدول العالم النامي، إذ إن 21% من العرب أي نحو 96 مليون نسمة يعانون الأمية مقارنة بـ13.6% كمتوسط عالمي.
وتحدد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عدد الأميين العرب بنحو سبعين مليون شخص.
كذلك وبحسب تقرير المنظمة العربية، فإن نسبة الإناث من الأميين العرب تتجاوز 25% عموما، لكنها في بعض الدول العربية تتراوح بين 60 و80%.
كما تشير المنظمة العربية إلى أن نحو ستة ملايين طفل في الدول العربية ممن هم في سن الدراسة غير منخرطين في العملية التعليمية، وأن بين 20 و30% من الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم الأساسي يتخلفون عنه خلال المرحلة الدراسية الأولى.

Happy Wheels