ندوة " أدب المرأة في دول الخليج العربي"

28 يناير, 2016

تحدثن عن انجازاتهن وتطلعاتهن الأدبية في ندوة استثنائية

كاتبات ومبدعات خليجيات: أدب المرأة الخليجية رائد... ولا يتصارع مع الرجل

 



* فوزية الرشيد:  يجب على المثقفين العرب انهاء قطيعتهم  مع تاريخهم العربي... وما ينقص الغرب موجود في الشرق

*ليلى محمد صالح: أرفض تصنيف الأدب إلى نسائي وآخر رجالي فكله يخاطب الإنسان... وكتابة القصة القصيرة في الكويت واكبت الصحافة الكويتية

* أسماء الزرعوني: تستطيع المرآة الآن أن تتخذ القرار... والدخول في شتى المجالات الثقافية والسياسية

 

كان للمرأة مكانتها في فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ22، من خلال إقامة عدد من الندوات تتمحور حول منجزاتها الثقافية والأدبية ودورها الريادي في الحياة بشكل عام.

وأول هذه الندوات واحدة عنوانها " أدب المرأة في دول الخليج العربي"، والتي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية، وأقيمت بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين وشارك فيها بأوراق بحثية الأديبة الكويتية الدكتورة ليلى محمد صالح وأمين عام ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي الكاتبة الإماراتية أسماء علي الزرعوني، وعضو الاتحاد النسائي في مملكة البحرين الكاتبة البحرينية فوزية محمد الرشيد في ما تصدت لإدارة الندوة الإعلامية أمل عبد الله.

وأشارت أمل عبد الله في تقديمها للندوة إلى وجود المرأة منذ القدم في الأدب العربي ولم تتخلف عنه أبدا حتى في العصور الجاهلية والإسلامية كانت لها دور ملموس في تحريك الشعر بالقول أو الإلهام.

في ما تحدثت المحاضرات عن عطاءات وإسهامات المرأة في الإنتاج الأدبي الخليجي، من خلال تأثير البيئة والعوامل التي كونت أدب المرأة في الخليج، وخصائص ومجالات هذا الأدب، وعلاقته بالتحولات والتغيرات الاجتماعية ومواكبة التطورات الحالية.

في استهلال الندوة تحدثت الكاتبة البحرينية فوزية محمد الرشيد عن إسهامات المرأة الخليجية في كافة نواحي الحياة وليس في الأدب والإبداع فقط، مشيرة إلى ان البعض يجهل واقع المرأة التاريخي وهويتها الذاتية، فالمرأة كما ساهمت قديما في الشعر العربي، فقد ساهمت أيضا في الرواية والمقال والفنون التشكيلية وكافة صنوف الإبداع الإنساني، بالإضافة إلى الإسهامات السياسية، والصحافية.

وفي ما يخص تجربتها أوضحت الرشيد أن الجانب التوعوي شغلها بعض الشيء عن الجانب الإبداعي، منوهة إلى أنها منذ 20 سنة مضت من خلال مقالاتها كانت تحذر من النظام العالمي الجديد ومشرع الشرق الأوسط الجديد، والكثير من القضايا الموجودة الآن بقوة وتطرح نفسها على الساحة، وبالتالي أوضحت أن دورها  لم يكن محصور في الرواية، رغم أنها من السبّاقات في كتابة الرواية في بلدها.

ثم أعطت المحاضرة فكرة مبسطة عن تطور الرواية المكتوبة بأقلام نسائية، والفارق الزمني الكبير بين أول رواية نسائية في البحرين في العام 1983، وما تلتها من كتابات نسائية أخرى في عام 2005، موضحة أن هذه المسافة الزمنية هي نفسها التي حدثت مع الرجل.

وأوضحت أن منطقة الخليج شهدت أول حضارة إنسانية وهي الحضارة النهرية، كما أن بها اللغة العربية التي هي أم كل لغات العالم، وأشارت إلى أنه رغم وحدة اللغة والحضارة والجغرافيا إلا أن العرب غير مهتمين بهذه الميزة.

وقالت: "مقاييس الحضارة الغربية أثرت على مصطلحاتنا ومفاهيمنا العربية، لكي نثبت أن كتاباتنا عالمية، مما قد يؤدي إلى ذوبان الهوية الأدبية... ومن ثم اندفع البعض إلى الكتابة بالوعي التدميري للثقافة العربية، المبني على (تيمة) الصراع، من أجل الحصول على جوائز العولمة".... مؤكدة أن الحداثة العربية تتجه إلى القطيعة مع الطبيعة والتاريخ والمعتقدات والتراث... وهذا لا يتناسب مع ثقافتنا العربية.

وأضافت: "بعيدا عن الصراع مع الرجل هناك قمع يمارس على المرأة في نواحي كثيرة"، وكشفت أن ما يهمها في الكتابة ليس الحداثة، ولكن جودة الكتابة، ونوعيتها، منوهة إلى أن المرأة الخليجية ليست سؤال صراع مع الرجل، ولكن صراع في سبيل البحث عن الذات ومراجعة التاريخ وتوطيد العلاقة مع حضارتنا العربية،.

وكشفت الرشيد أن النقد في البحرين يتأثر بالجوانب الحزبية، والطائفية، والتقليد الأعمى للغرب، وطالبت بانتهاء القطيعة بين المثقفين وتاريخهم العربي، لأن ما ينقص الغرب موجود في الشرق، وحذرت من ضياع اللغة العربية في وجود وسائل التواصل الاجتماعي، في ما تحدثت عن الدراما في البحرين، التي هي امتداد للرواية، ولكن في صورة سيناريوهات.

وتحدثت الأديبة الدكتورة ليلى محمد صالح في ورقتها البحثية عن تطور الأدب في الكويت، وما تضمنه من قفزات مهمة على مستوى كل الأصعدة، رجالا ونساء، رافضة أن يكون هناك أدب نسائي وآخر رجالي فكله أدب يخاطب الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة، مؤكدة أن للمرأة دور ريادي في كافة المجالات الأدبية، ضاربة المثل بشاعرات عربيات مشهورات مثل الخنساء وغيرهن، ثم تحدثت صالح عن كتاباتها التي تبحث فيها عن المرأة خصوصا استفادتها من الكتابات المنشورة في مجلة البعثة، والتي نشرت لكثير من الأديبات الكويتيات.

وأوضحت ليلى محمد صالح أن كتابة القصة القصيرة في الكويت واكبت الصحافة الكويتية، وحينما ظهرت الصحافة راجت القصة القصيرة، وحينما توقفت الصحافة توقفت... وتعد مجلة البعثة من المجلات الرائدة في المجال الصحافي، وهي مدرسة الصحافة الكويتية، وكانت منفتحة فكريا ومحليا على الإبداعات النسائية في الكويت، وكانت القصص المنشورة في هذه المجلة تتضمن البساطة والمباشرة من أجل إيصال الواقع الذي تعيشه المرأة الكويتية، وظهرت في الستينات والسبعينات روايات تنتمي للقصة الطويلة، أكثر من انتمائها للرواية، مثل قصة "قسوة الأقدار" لصبيحة المشاري، رغم أنها تنتمي للقصة الطويلة إلا أنها الإضاءة الأولى لفن الرواية النسائية في الكويت، ثم جاء الاستقلال ومرحلة الازدهار الفكري وانطلاق الوعي الإبداعي في كافة مستوياته، وظهور كوكبة من الأديبات الكويتيات اللامعات اللائي عبرن عن الإبداع الكويتي خير تعبير، ومن ثم توالت الروايات التي تغوص في أعماق المجتمع.

وتطرقت صالح إلى الظهور المبكر للرواية التي كتبها الرجل إلى جانب المرأة، وذكرت الكثير من هذه الأسماء التي أثرت الساحة بأعمال أدبية راقية، تتحدث عن قضايا مهمة في المجتمع، ومن ثم وضعها على طاولة الحل والنقاش؟.

وتناولت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني الكثير من الأمور المتعلقة بالمرأة الخليجية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص، مشيرة إلى المرأة الخليجية التي كان له الدور الكبير قديما (أيام الغوص) من خلال الاعتناء ببيتها وأطفالها، غير أنها دخلت في مجال الكتابات الأدبية مثل الشعر والرواية والقصة القصيرة، كما أن لها دور مهم في كتابة الشعر الشعبي- على وجه الخصوص- وأوضحت أن المرآة الآن تستطيع أن تتخذ القرار والدخول في شتى المجالات الثقافية والسياسية.

وكشفت الزرعوني أن لديها تطلعاتها السياسية، تسعى إلى تحقيقها، وأنها أسست أول رابطة للأدباء في الإمارات، وملتقى الإمارات للإبداع الخليجي الذي يشهد نجاحا متميزا كل عام.

وبيّنت الزرعوني أنه بعد إنشاء اتحاد أدباء وكتاب الإمارات ازدهرت الحركة الإبداعية على مستوى الرجل والمرأة، وذلك بفضل دعم وتشجيع المؤسسات المعنية بالثقافة في الإمارات.

وأوضحت الزرعوني أنها بدأت في كتابة الخواطر وأنها الآن تتجه للكتابة في أدب الطفل وهي كتابة صعبة وتحتاج إلى مهارات خاصة، كون الطفل العربي بحاجة لتكثيف الاهتمام به ثقافيا.

في ما رفضت الزرعوني اتجاه البعض للكتابة باللهجات المحلية، لأن العربية أكثر اتساعا، وقالت: "أصبح الأدب تجارة... وأصبح البعض يعتمد على البهرجة الإعلامية في الترويج لأعماله، من دون الاهتمام بالمضمون".

مؤكدة أن المرأة في الإمارات واكبت الرجل في الكتابة الإبداعية... في كافة المجالات الشعرية والقصصية والروائية وغيرها.

Happy Wheels