ليلة إستعراضية غنائية للفرقة الطاجيكية الوطنية

19 يونيو, 2014

 ضمن ليالي مهرجان الموسيقى الدولي السابع عشر

ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الـ17 أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ليلة إستعراضية غنائية للفرقة الطاجيكية الوطنية للرقص الفولكلورية قدت على مسرح المتحف الوطني، وحضر الحفل السفير الطاجيكي زبيد الله زبيدوف برفقة الأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، كما تواجد جمع من سفراء الدول العربية والأسيوية والأفريقية .

سبق حفل الإفتتاح معرض ومرسم ضم لوحات لفنانين طاجيك حملت وجوها ومناظر طبيعية وأيضا تحفا نادرة ومخطوطات توضح تطور الفن في طاجيكستان وذلك تحت شعار " الإخاء والوفاء وصندوق الأماني...طاجيكستان والكويت تجتمعان".

بداية قامت عريفة الحفل الإعلامية سودابة علي بالإعلان عن بدء إنطلاق الحفل وقدمت تعريفا مبسطا عن الفرقة وعازفيها.

دفقات حانية

إصطف العازفون ووجوهم تحمل في قسماتهم نية تتطلع صدقا إلى تقديم أفضل ما لديها، وعبر عود وجيتار وآلة القانون والكمان إكتسبوا طعما وشكلا طاجيكيا خالصا عزفوا ألحانا حملت بين طياتها روح الشرق فتسللت إلى مسام الحضور موسيقى انسابت من بين أصابع عازفيها فلم نملك إلا أن نتمايل معها طربا ونصفق لهم استحسانا.

دفقات موسيقية حانية وثياب مزركشة ووجوه باسمة ورقصات تحمل عزة وتطلع إلى أمل لا يخبو، فجاءت الدفقات الموسيقية حانية عبر أنامل تبعث للحياة قبل أمل لتترجم إلى تمايل بغير ميل ورقة دون ابتذال ورشاقة خلت من الميوعة، مع بنات الطاجيك فقط إبتهج واستمتع واترك السعادة تجتاحك.

سحر المغنى

ظهر المطرب الطاجيكي جعفر جلال على خشبة المسرح وحده وتسللت الموسيقى إلى الأسماع قوية هادرة، وبدا آداء جعفر متسقا إلى حد بعيد من مطربي بلاد البنجاب في طريقة تعبيره المفعمة بالأحاسيس وإغماضه عينيه تأثرا وتلويحة يديه المتكررة جاءت لتشعرنا إلى مدى هو مأخوذا متمايلا.

ورغم اللغة الطاجيكية المكسوة بالجليد حيث بلاد الكومنولث وثلوجها بطبيعة الحال لكن تلك الرقة والدعة في اللحن والآداء كسرا صلابة اللغة وحولاها لبهجة تستقر في الوجدان، فالدف والقانون بصحبة الكمان والناي إنسابت ألحانا حملت عبق بلاد فارس وسحر دولة أبناء عثمان وعطر الشرق الآدني ليعلنوها مجلجلة صاخبة....الطاجيكستانيون يعشقون الحياة.

الحورية

جاءت كأنها تتسلل من نهر الكوثر برداءها الأبيض وضحكتها الأشد وميضا من ثوبها فسرقت أسماعنا وأبصارنا وطافت بهما ثم انزوت مختفية تاركة همس ملائكة وضحكة حورية...عن المطربة زينورة بولودا أتحدث.

نغمات نغمات وشلال هادر من المقامات الموسيقية والشيء الوحيد المفتقد هو الملل !!! فبين سحر ألف ليلة وليلة ووهج رباعيات الخيام جلس العازف الطاجيكي متربعا على عرش الحفل .

عادت برداء أحمر كأنها فراشة خرجت من قلب حبة كرز يصاحبها حوريات في تميزن بأزياءهن المزركشة المكسوة باللون الأخضر، وبصوت خاطف آسر شدت وغنت ورقصت الحوريات لتلتهب الأكف تصفيقا لتقفز ثانية مختفية بصحبة حورياتها لتتركنا وسط فراغ ونغم بكر ورقص يقطر بهجة.

شهرزاد بصحبة مليكها المتعطش للحكايات يقفزان من الكمان مع نغماتها الأتية من قلب الأساطير، تلك الآنشودة الأبدية والتي تقطر لهفة ولوعة وحبا وصراعا...أبناء الطاجيك لم يتركوا لحنا إلا وأمطرونا به في كرم لم نملك أمامه إلا رفع القبعة لهم.

إصطفت جموع الراقصات والعازفين ليرددوا أغنية عشق للوطن لمست قلوبنا وتوغلت داخله وأصابتنا بجرح الوطن الأبدي، كلمات منعنا عن استيعابها فراق اللغة ودفعنا نحوها روعة الإحساس وجلال ووقع الكلمات فتأثرنا وصفقنا.

فرق الطاجيك الوطنية للرقص الفولكلوري تركوا في النفس آثرا وفي الروح متعة، لتأتي ختام الليلة بتكريم أعلنت عنه الإعلامية سودابة علي ليقوم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والسفير زبيد الله زبيدوف بتكريم قائد الفرقة المطرب جعفر جلال وحورية الحفل المطربة زينورة بولودا.

جمهورية طاجيكستان هي دولة تقع وسط آسيا. يحد جمهورية طاجيكستان من الشرق إقليم التركستان الشرقية.ومن الشمال جمهورية قرغيزيا. ومن الغرب والشمال جمهورية أوزبكستان ومن الجنوب أفغانستان.ويشكل المجرى الأعلى لنهر جيجون الحدود بينهما. أطول سد في العالم هو سد نورك بارتفاع 300 متر في طاجيكستان.

سيرة فرقة

نشات الفرقة الطاجيكية الوطنية للرقص الفولكلوري عام 1978، عن اللجنة الوطنية للراديو والتلفزيون، وحتى العام 1996 كانت تحت قيادة فنان الشعب إبان الإتحاد السوفيتي أمينزودا، وخلال وقت قصير حققت الفرقة شهرة واسعة في جمهورية طاجيكستان وخارجها.

يتضمن تراث الفرقة رقصات شعبية من التراث الطاجيكي والفارسي والأفغاني والهندي والكيرغيزي والروسي إضافة إلى رقصات شعبية من هنا وهناك.

بين عامي 1992 و 1996 اشتمل تراث الفرقة على الرقصات الفولكلورية عديدة وفي عام 2004 أوكل رئيس الفرقة مهمة قيادتها إلى فنان الجمهورية القدير إيمومالي رحمونيون، وفي عام 1993 قامت الفرقة بجولة استعراضية في كل من أفغانستان وتركيا وبلجيكا واليابان عارضة فن الرقص الفولكلوري الطاجيكي في 23 دولة.

في عام 1997 قدمت الفرقة عرضا استعراضيا في ألمانيا، وفي 2002 شاركت الفرقة في مهرجان "ربيع إبريل" في جمهورية كوريا الشمالية وحصلت على "الكأس الذهبية".

في الوقت الحالي يشتمل تراث الفرقة على الرقصات الفولكلورية "عشوقي سمرقند"، "رقص أوزوري"، "رقص كلاسيكي"، "نوزي نوزي"، "زولفي بارشون"، "ياك نيغوه"، "دختاري دوتوري"، "آز زيري تشودارات"، "خرماني غول"، " آيي سنام"، "مان دوختاري فوخيردام"، "غولتشين"، "إيمشاب".

 

نظرة على طاجيكستان

طاجكستان أي "أرض الطاجيك" و"طاجيك" تعريب لـ"تاجيک" واستخدم الأتراك في العصور الوسطى كلمة «تاجيک» ليشيروا إلى الشعوب الناطقة باللغات الإيرانية.

لا تعد السياحة في طاجيكستان مصدر أساسي للدخل، إلا أن وجود أكبر سد في العالم ووجود أكبر بحيرة متجمدة غير قطبية مصادر للسياحة، كما أن الطبيعة تركت آثرا طيبا.

يشكل المسلمون أغلبية سكان طاجيكستان وكانت نسبة المسلمين بها 96% وانخفضت هذه النسبة إلى 83% بسبب هجرة الروس إليها وكان شعب الطاجيك أكثر الشعوب تناسلأً بالاتحاد السوفياتي.

يشكل الطاجيك حوالي 58% والأوزبك 23% من جملة السكان والتتار 2.5% وإلى جانبه أقلية من القرغيز، وتشكل هذه الجماعات مسلمي طاجستان أما الروس والأيرانيين فتصل نسبتهم حوالي 15%.

الإسلام هو الديانة الأكثر انتشارا في طاجيكستان ويشكل السنة 98% من المسلمين منهم 3% شيعة، كما يوجد هناك من يدينون بالمسيحية الأرثوذكسية الروسية، إضافة لمجموعات مسيحية أخرى وأقلية يهودية.

يحد جمهورية طاجيكستان من الشرق إقليم التركستان الشرقية، ومن الشمال جمهورية قرغيزيا، ومن الغرب والشمال جمهورية أوزبكستان ومن الجنوب أفغانستان، وتبلغ مساحة طاجيكستان الكلية 143,100 كم2، وبلغ عدد سكان طاجيكستان في عام 2011 حوالي 7616000 نسمة.

 

Happy Wheels