لغة الشباب على وسائل الاتصال تهدد الهوية العربية

27 يناير, 2016

- فاطمة السالم: الكويت في المركز الأول عالميا في انتشار «تويتر»

 

- بسام الشمري: يوجد مليارا مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم منهم 250 مليونًا من الدول العربية   

 

- صلاح الناجم: من المهم تحليل لغة الحوار على الشبكات الاجتماعية للتأكد من اتجاه الرأي العام

 

كتب: عادل بدوي

تواصلت أعمال الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي الـ 22 «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي .. الفرص والمخاطر» لليوم الثاني على التوالي، وناقش المنتدون أربعة محاور جديدة في ختام أعمال الندوة، وجاء المحور الخامس بعنوان «لغة الشباب على وسائل الاتصال الاجتماعية»، وتحدث في هذا المحور كل من: د. فاطمة السالم، وصلاح الناجم وم. بسام الشمري وأدارت الجلسة لولوة أبو دلامة.

البداية كانت مع د. فاطمة السالم التي أكدت في مقدمة ورقتها المعنونة بـ «الشباب الكويتي يغرد بالفصحى في مواقع التواصل الاجتماعي» على ان أهم اضرار وسائل التواصل الاجتماعي هو ما يتعلق بتهديد الهوية العربية من خلال اللغة العربية، حيث بات تواصل معظم الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني عبر اللهجة العامية او اللغة المهجنة بالانجليزية (الانجليزي المعرب).

وأشارت السالم إلى ان انتشار الانترنت يبلغ 85% في الكويت، وأتت الكويت في المركز الاول لانتشار موقع تويتر بين دول العالم، في آخر الدراسات لجامعة نورث ايسترن، لأسباب اقتصادية وتعليمية واجتماعية متعددة. وتشير آخر الاحصائيات الى ان انتشار الهواتف النقالة بلغ 140% في الكويت، اي ان سكان دولة الكويت يملكون أكثر من هاتف نقال. إلا ان إمكانية استخدام الانترنت والهواتف الذكية للاطلاع والقراءة الكترونيا لا تعني بالضرورة ارتباطه بازدياد الثقافة.

مشيرة إلى كشف باحثين في جامعة هارفارد الامريكية ان المتعة التي يتلقاها الفرد عندما يشارك الآخرين معلومات عن حياته فإنها تنشط أجزاء في الدماغ تعطي ذات المتعة التي يتلقاها الفرد عند الأكل والحصول على المال والحب. واذا ما نظرنا لحال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب لرأينا ادمانهم على مشاركة متابعيهم تفاصيل حياتهم، خصوصا بعد ظهور برنامج سناب شات الذي جعل الشباب يتنافسون في إظهار حياتهم ومنازلهم وطريقة عيشهم.

 

الكويتيون يغردون في السياسة

 

ومن خلال دراسة أجرتها السالم على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من الكويتيين في شهر رمضان تبين التالي:

أثبتت النتائج أن 32% من التغريدات كانت سياسية، فيما كان 21% من تغريدات المواطنين عن رمضان وكل ما يتعلّق بهذا الشهر الفضيل، من مواضيع القرقيعان والتهاني الخاصة. وبيّنت الدراسة أن 12% من الكويتيين تحدثوا عن البرامج التلفزيونية والمسلسلات الدرامية في رمضان، والتعليقات حول أداء الممثلين والنصوص والاخراج والأحداث الدرامية والإخراج والتي جاء بعضها في قالب كوميدي، والآخر كان نقاشا وتحليلا للمشاهد والبرامج التلفزيونية.

وأثبت التحليل أن تغريدات 12% من المواطنين انحصرت في أعمال الخير، والتذكير بالصلاة وأوقاتها، والزكاة، والدعاء، وكل ما يتعلّق بالأعمال الخيرية، وطرق التبرع وأماكن تجميع التبرعات، ووجبات إفطار الصائمين. كما بينت النتائج ان 8% من التغريدات كانت حول الطعام وكل ما يتعلق بوصفات الطبخ والمطاعم وموائد الافطار. وبينت نتائج الدراسة ان 8% من تغريدات الكويتيين كانت عن الأحداث الدولية وما يحدث في سورية والعراق وغزة. كما اشتملت على تغريدات الاشخاص الذين يريدون توعية المجتمع بما يحدث دوليا من خلال بث صور الاطفال وغيرها، كما اشتملت على تغريدات تنتقد الأحداث العامة. أما النسبة الأقل من تغريدات الكويتيين فكانت من نصيب كأس العالم واحداثه، حيث بينت النتائج ان كأس العالم وأحداث المونديال شملت 7% فقط من تغريدات الكويتيين.

 

تحليل لغة الشباب

 

وفي ورقته بعنوان «استخدام أنظمة التحليل الحاسوبية لتحليل لغة الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي» يؤكد د. صلاح الناجم أهمية تحليل لغة الحوار على الشبكات الاجتماعية، إذ يمثل الحوار الذي يدور على وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة حية لاستطلاع الرأي، وللتأكد من اتجاه الرأي العام أو اتجاه فئة معينة من المجتمع مثل الشباب. كما يعد الحوار الذي يدور على الشبكات الاجتماعية والأنشطة التي ترتبط بها من المؤشرات الأساسية لقياس الأداء KPIs والمستخدمة من قبل متخذي القرار والجهات الحكومية للتأكد من تحقيق الأهداف الإستراتيجية لإستراتيجياتهم السياسية والإعلامية.

وللتدليل على أهمية تحليل لغة الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي، استعرض د. الناجم نماذج لمؤسسات ومنظمات عالمية اهتمت بتحليل لغة التواصل مثل:

حكومة مدينة هيندنبرج – ألمانيا

تمكنت من فهم اتجاهات الرأي العام Public Opinion Trendsوالمزاج العام Public Sentiment على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت أيضا من التعرف على الشائعات المضللة بشكل مبكر قبل استفحال أثرها عن طريق تزويد المواطنين بالمعلومات الحقيقية التي تدحض هذه الشائعات.

 

وكالة الأمن الوطني الأمريكية

 

تمكنت من الحصول على تحذيرات مبكرة عن أي هجوم إرهابي كيميائي محتمل من خلال تحليل ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل علاقة متحدثين معينين مع متحدثين آخرين، وما يدور من حوار بينهم حول موضوع الإرهاب.

 

وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

 

تمكنت من التعرف على التغير في المواقف بناء على تنوع الثقافات من خلال تحليل ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام أكثر من لغة، تم كذلك تحليل المزاج العام تجاه موضوعات معينة مع تحديد المؤثرين وعلاقتهم بهذه الموضوعات وربطهم بمتابعيهم.

 

هيئة الأمم المتحدة

 

حددت مدى علاقة ارتفاع معدل البطالة مع ازدياد الحديث عن موضوعات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت الهيئة أن زيادة معدل الحديث عن موضوعات مثل تقليل الصرف على المشتريات الغذائية وغيرها من الأساسيات وتغيير طريقة استخدام المواصلات إلى وسيلة أكثر توفيرا يمكن أن تتنبأ بزيادة وشيكة في معدل البطالة.

 

الثقافة التقليدية والافتراضية

 

وتحت عنوان « ما بين عالمي الثقافة التقليدية والافتراضية» يرصد م. بسام الشمري نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لجائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية الإحصائيات التي تشير إلى وجود ملياري مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم منهم 250 مليون مستخدم من الدول العربية، ويتصدر الفيس بوك قائمة الأعلى استخداما في الوطن العربي بنسبة 87 في المائة يليه تويتر بنسبة 53 في المائة ثم اليوتيوب 39 في المائة ثم الإنستجرام 34 في المائة، وأصبح من السهولة اليوم رصد المستوى الثقافي لأي إقليم أو دولة أو مجتمع بل لأي فرد دون عناء.

ورصد الشمري في ورقته تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والشباب في الكويت والخليج من عدة زوايا مهمة مثل السلوك والتغييرات التي طرأت عليه والفوائد التي يجب التركيز عليها واستغلالها وتسخيرها لخدمة المجتمعات والمؤسسات والمواد الأكثر انتشارا وتفاعلا بين الشباب والمخاطر التي يجب تجنبها والتوعية حولها مثل التجنيد والإرهاب واستغلال الأطفال وبث الإشاعات والأخبار الكاذبة والفتن والطائفية والفئوية وغيرها، وسيجري قياس مستوى هذا التأثير من خلال عمل مسح ميداني يرصد التطبيقات والبرامج المستخدمة حاليا للدخول على وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها برامج الدردشة مثل الواتساب والإنستجرام والتويتر والفيس بوك واليوتيوب والسناب شات وجوجل بلس وغيرها، وكذلك عدد مرات الاستخدام ومدة الوقت المستغرق خلال اليوم الواحد، حيث وصلت النسبة لدى البعض إلى درجة الإدمان.

ويرصد المسح أيضا مدى نسبة السلبيات التي يتعرض لها المستخدمون مثل الكذب والابتزاز والطائفية والفئوية والعنف الفكري والانضمام إلى مجاميع ذات أهداف غير إصلاحية. ومن جهة أخرى، يبرز مدى نسبة الإيجابيات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التفكير في إنشاء مشروع ما وتسويق الأفكار والمشاريع والدراسة وتبادل المعلومات وتطوير الأفكار والمبادرات والأعمال الخاصة والعامة وغيرها الكثير من الفوائد الأخرى.

 

مداخلات

 

وفي ختام الجلسة تداخل بعض الحضور حول محور «لغة الشباب» على مواقع التواصل الاجتماعي:

حسـين أمـين: نحـن إلى أيــن؟ وهـل يتطلب تحليل المرئيات دراسة خاصة غير تحليل المعلومات؟ وهل هناك سياسيات لاستغلال الجهود المهدرة في العمل الفردي؟

شريف اللبان: يجب التوجه نحو انشاء مراصد لتحليل المعلومات والمرئيات لجهة دعم اتخاذ القرار، بحيث يكون الوزير المختص أو حتى الحكومة بكاملها على اطلاع مباشرة بلغة الشائعات والحوار الدائر على مواقع التواصل، ومن ثم يمكن التدخل في الوقت المناسب واتخاذ القرار المناسب.

د. محمد بوحجي: عندما نتحدث عن التغيير والتطوير لا بد من طرح نماذج جادة وناجحة لأن الكل يتحدث عن التغيير ويتمناه، لكن في نفس الوقت لا يفعل شيئا يدل على رغبته في التغيير.

د. أنور الرواس: إدمان المواطن العربي على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قد يعزى إلى مشاكل أسرية واقتصادية ونفسية، وليس بالضرورة إلى أسباب ايديولوجية كما تشير أوراق الجلسة.

انتصار البدر: هل ادمان الشباب على مواقع التواصل طفرة وستنتهي أم أنه حالة مستمرة؟ وكيف يمكن العمل على حل مشكلة اليونسكو في ضعف لغة التواصل العربية لدى الانسان العربي؟

Happy Wheels