في ندوة ضمن أنشطة مهرجان المسرح العربي الثامن

13 يناير, 2016

في ندوة ضمن أنشطة مهرجان المسرح العربي الثامن

نقاشات وجدل حول السبل لحماية حقوق الفنانين بين المؤسسات الرسمية والأهلية

ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي والتي تعقد في الكويت وتنظمه الهيئة العربية للمسرح برعاية كريمة من صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة شهدت قاعة الندوات الندوة الفكرية الأولى والتي جاءت تحت عنوان " السبل لحماية حقوق الفنانين بين المؤسسات الرسمية والأهلية أدارها الدكتور محمد مبارك بلال وقدمت فيها مجموعة من الأوراق البحثية تمثل عددا من الدول العربية استعرض فيها الباحث الوضع العام للمسرح في بلاده والتحديات والمعوقات والآمال والطموحات ومن ثم الحقوق التي يجب أن ينالها الفنان سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي والخاص والقوانين التي تنظم هذه العلاقة وتحمي الحقوق وتحدد الواجبات شارك بالحضور في الندوة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله ونخبة متميزة من أهم المسرحيين العرب وفيما يلي نستعرض هذه الأوراق ونلقى الضوء على جوانب منها:
المسرح الاردني
في البداية حاول الباحث نبيل نجم في ورقته إلقاء الضوء على بعض جوانب من تاريخ المسرح الأردني مستعرضا حقوق الفرق و الفنانين وملامساً لبعض الهموم و المعاناة لكنه أكد في الوقت ذاته أن الانجاز في الأردن كبير و أن الجهود التي يبذلها الفنان الأردني تتعدى كل المعوقات الموجودة
مستدلا على ذلك بالمهرجانات المتعددة مثل مهرجان المسرح العربي - و مهرجان الطفل الأردني - و مهرجان الشباب – و مهرجان فرقة المسرح الحر – و مهرجان مسرح طقوس - و التي يشار لها بالبنان عربياً حتى إن بعضها تخطى المساحة العربية إلى بعض المشاركات العالمية و كذلك المشاركات الأردنية المميزة على مستوى الدراما التلفزيونية والــمــسـرح
ثم يضيف نبيل نجم لكن يبقى العطاء اقل من طموحاتنا و الحقوق اكبر مما شرع لها التشريع و ذلك لان الأردن في قلب كل فنان أردني طموحه أن يكون متواجداً على كل شبر من أرضه صوت وصورة وحضور وأن هذا ما نريد ان يفهمه و يستوعبه أصحاب القرار موجها شكره وتقديره للهيئة العربية للمسرح - التي أخذت على عاتقها بمسؤولية و وعي و حرص الاهتمام بالثقافة و الفنون بكل اشكالها و ليس غريباً و صاحب القرار الأول – الشيخ الدكتور سلطان ابن محمد القاسمي - رجل يمتاز بالثقافة العالية و الحس الوطني العروبي الكبيرين و حوله في الهيئة العربية مجموعة تواصل الليل بالنهار عطاءاً وإبداعا من اجل أن يكون الوطن العربي منارة للثقافة و الفنون

معاناة الفنان الفلسطيني
كما ألقى الباحث الفلسطيني إيهاب زاهدة في ورقته البحثية الضوء على واقع الفنان المسرحي الفلسطيني ، والمعوقات والتحديات التي تواجههم كأفراد ومؤسسات فنية ، مشيرا إلى معاناتهم منذ النشأة في إطلالة على حال الفنان الفلسطيني في هذا الواقع المتغير ، والآخذ بالتصاعد على الحياة الفلسطينية برمتها، حيث يؤكد زاهدة أن الفنان المسرحي الفلسطيني استطاع الاستمرار والعطاء بوتيرة ما بين مدٍ وجزر متحديا الصّعاب والعقبات التي يفرضها الاحتلال في جميع المراحل المختلفة من تاريخ الشّعب الفلسطيني
ويضيف الباحث إيهاب زاهدة قائلا :هناك مسؤولية تقع على عاتق أفراد وفرق ومؤسسات فنية ومسرحية بشكل خاص لمواجهة هذه التّحديات والحد من تأثيراتها السلبية , فعلى الفرق والمؤسسات البحث الجاد عن مصادر مالية لاستمرارها ، وعدم الاتكاء والاعتماد فقط على المنح الآتية من الاتحاد الأوروبي وهذا يشمل المؤسسات الأهلية والحكومية، وعلى هذه المؤسسات أن تقف أمام مسؤولياتها بإنصاف أفرادها بتطوير قدراتهم الفنية والنّظرية بشكل دائمٍ ومستمر, فالمسرح لا يكون موسمياً لمناسبة هنا أو مهرجان هناك، فأنا أؤمن قولاً وفعلاَ أن المسرح ممارسةٌ يومية، ولا بد للمؤسسات المسرحية والفرق الفنية الابتعاد عن الأعمال التي لا تأتي بأي تأثير على فئات المجتمع ، لأن الوظيفة الأساسية للمسرح الاعتناء بكل القضايا التي تهم المجتمع بكافة فئاته ، وعلى المسرحي الفلسطيني التنبه إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن ثقافة الاستسهال تُسرِّع من عجلة الذوبان والاندثار ، وكي نكون منصفين فإن على الأفراد ممثلين, مخرجين, وفنيين مسرحيين التّعامل بواقعية وعدم تحميل العبء على كاهل المؤسسات المسرحية وحدها
الثقافة الفاعلة
لافتا إلى أنه من الواجب على الفنان الإصرار على الإنتاج المسرحي عالي المستوى، ضمن الظروف المتاحة، لأنه وحده يؤكد للمجتمع أن المسرح موجود، وأنه جزء من الثقافة الفاعلة أيضاً في الحياة والصمود وجزء من مكوناته ولدينا كفاءات أدائيّة عالية نسبياً وكافية من ناحية الكم والنوع لبداية نشِطة إضافة إلى ما نملكه من كفاءات في عناصر العملية المسرحية الأخرى ، باستثناء الكتابة وهي أزمة يمرّ بها المسرح في الوطن وبهذه الكفاءات نخلق وحدة كاملة، تستطيع التّحول إلى أرضية صلبة لوسط مسرحي فيه كثير من التكامل والتماسك، والقدرة على الدفاع عن النفس ضدّ كل ما يعيقه، سياسياً أو اجتماعياً واقتصاديا، أو بسبب موجة الرجعية التي تتمدد باستمرار في عالمنا العربي واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المزمنة ، ويطالب زاهدة الجميع بالتعاضد والتماسك أمام هذه العواصف حتى يصل الفنان المسرحي لهدفه وما يتمناه دون أي عقبات لحقوقه في انتظار نقابة تضمن هذه الحقوق وتعرفه بالواجبات ، لذلك لابد من وجود قوانين واضحة وجامعة في إطار جسم يستظل به جميع الفنانين بمختلف فئاتهم وأماكن تواجدهم ، بهذا نضمن مستقبل مشرق منير لمسرح متقدم ومواكب للتطور لأنه وفي ظل هذه الظروف فإن عملية تقدم المسرح عملية شاقة جداّ لذلك وجب إيجاد مظلة وجسم يحمي ويقي المسرح والعاملين به للوصول لاستمرارية وتطور دائم

نظم مالية استثنائية
وفي ورقة بحثية مقتضبة تحدث الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح قائلا : الواقع يؤكد أن حقوق الفنان في مصر تسير وفق أسس يحكمها قانون العمل في المؤسسات الحكومية ، سواء للفنانين المعينين في الفرق التابعة للدولة ، أو من المتعاقدين معها من غير المعينين وهم من يتم الاستعانة بهم للمشاركة في بعض الأعمال وهؤلاء تحفظ حقوقهم من خلال تعاقدات تحمي حقوقهم بشكل كامل ، دون إغفال دور النقابات المهنية في مسادنتهم حال مواجهتهم لأي مشكلات تهدر حقوقهم بحسب ما هو متفق عليه بشكل مسبق.
وإن كانت هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في صياغة العلاقة بين هؤلاء الفنانين والمؤسسة الرسمية بما يكفل لهم العمل بشكل آمن ، وفق نظم مالية استثنائية تليق بدورهم المجتمعي الخطير، وهو ما يتم بحثه حاليا مع الجهات المعنية بالأمر.
ويضيف فتوح أحمد وفي مصر علاقات متعددة ومختلفة تجمع الفنان والمؤسسة الرسمية ، وفق قوانين معلنة تحمي العلاقة بين جميع الأطراف ، بما لا ينفي وقوع بعض الخلافات التي تضطر الفنان إلي اللجوء إلي منصات الحكم سواء النقابية أو القضائية للفصل في قليل من وقائع إهدار الحقوق
تأثير الفنان على الشعب
ومن خارج ورقته البحثية تحدث الفنان فتوح احمد عن مدى قوة الفنان وتأثيره الشديد على مجتمعه مؤكدا أنه الأسرع في الوصول للشعب والجماهير ومن هنا تأتي قوته وأنه يبقى ويعيش لأجيال طويلة فكلنا نتذكر نجيب الريحاني لكننا ننسي السياسيين في عصره مشيرا إلى أن الفنان متمردا بطبعه معرجا على مسرح القطاع الخاص أو السياحي الذي كان يعتمد على الراقصة والمطرب والنجم الكوميدى في توليفة تخاطب السياح العرب ، وعندما اختفى السائح العربي اختفى المسرح الخاص السياحي في مصر ، ثم يضيف وقد حاول مسرح الدولة تقليد المسرح الخاص لجذب الجماهير ، لكنه رقص على السلم فلم يستطع محاكاة المسرح الخاص ولا احتفظ بكونه مسرحا نوعيا تقدمه الدولة
وطالب فتوح أحمد بورقة عمل في نهاية المهرجان تتضمن رسالة للشعوب وكيف يصل المسرح إليها مؤكدا أن الاهتمام بمسرح الطفل هو البداية لتنشئة جيلا مسرحيا يتربى على حب المسرح وارتياده لكى نعيد تشكيل العقول والوجدان للجماهير


Happy Wheels