معرض النانو آرت

28 يناير, 2016

في معرض افتتحه بدر الدويش

تقنية "النانو" هل تغير شكل الفن؟

 



ـ الرشيدي: بين العلم والفن روابط بعثت في نفوس الفنانين تساؤلا وتمردا

ـ البوفيسورة أولجا كسليفا استوحت فكرتها من زيارتها السابقة للكويت

تجربة جديدة تجمع بين المنجز العلمي والفن المعاصر احتضنتها قاعة الفنون ضمن فعاليات "القرين" الثقافي. التجربة قدمتها البروفيسورة والفنانة  أولجا كسليفا والفنانة نجلة الرشيدي باستخدام النانو آرت في عمل فني  عرض عبر شاشات ثلاث، مستلهما التراث الكويتي.

في كلمة لها بدأتها بتوجيه الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة، ود. بدر الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الذي حضر افتتاح المعرض، قدمت الفنانة نجلة الرشيدي موجزا عن خلفية تقنية النانو آرت واستخداماته المتعددة، كما عن حركة الابداع المتصلة في الفنون التشكيلية.

على شاشة كبيرة بدت صور لجماعات مختلفة رجال ونساء بالزي الوطني  تتغير مواقعها بشكل جمالي متوازن، وبتبادل علاقات الألوان الأبيض والأحمر والأسود، حيث يمثل الأول لون الدشداشة، والثاني الغترة، والثالث العباءات النسائية، استلهاما للباس المحلي. وأظهرت شاشا أخرة كيف باستخدام تقنية النانو تم تصميم الصور المذكورة، والتي بدت تطبيقا ومقبلة لألعاب الجزيئات والذرات التقنية. في شاشة ثالثة كان التطبيق نفسه ولكن بصورة مختلفة على قاعة لراقصين روس، حيث كانت فكرة البروفيسورة أولجا التي زارت الكويت من قبل، أن تقابل بين تجربة تقنية النانو على مجتمعين لديهما مشترك ما وهو كونهما دلوتين نفطيتين.

 

مفارق طرق:

ويعتبر فن النانو فرعا جديدا من فروع الفن يجمع بينه وبين والعلم والتكنولوجيا ويجعلهما على مفارق طرق. فمن مكونات المنظر الطبيعي النانوي(الذري والجزيئي للمناظر الطبيعية التي هي هياكل طبيعية على المستويين الذري والجزيئي) و النحت النانوي (و هي الهياكل التي أنشئت من قبل العلماء والفنانين من خلال التلاعب في هذه المسألة في جداول الذري والجزيئي باستخدام العمليات الكيميائية والفيزيائية). هذه الهياكل يتم تصويرها بواسطة أدوات البحث العلمي مثل المجاهر الإلكترونية الماسحة والمجاهر ذات القوة النووية ويتم التقاط الصور العلمية لها ومزيد من معالجتها باستخدام مختلف التقنيات الفنية، لتحويلها إلى أعمال فنية تعرض للجمهور.

 

العلم والفن.. تاريخ مشترك:

في استعراضها للعمل المشترك مع البرفيسورة أولجا أوضحت الفنانة نجلة الرشيدي طبيعة الثورة التي تشكلها تقنية النانو. وأكدت أن الفن في مراحل كثيرة كانت لها صلة وثيقة بتقدم العلوم، بل إن ثمة مكتشفات وتأثيرات مشتركة بين الجانبين: العلم والفن. وبتصفحنا لتاريخ الفن، بحسب الرشيدي، نلاحظ أن كل عصوره شهدت بعض الروابط مع العلم بعثت في نفوس الفنانين إلهاما وتساؤلا وتمردا أمام الاكتشافات والتقدم العلمي. وضربت الرشيدي لذلك أمثلة من علم التشريح الذي شهد تبادلا للخبرة بين العلماء والفنانين الذين طوروا أساليبهم في التصوير، بل ‘نه في القرن 16 خرجت إلى النور حالات من التعاون بين فنانين وعلماء تشريح إنتاج تمثيلات خيالية من الجسم.

وربما بدت أكثر تجليات العلاقة بين العلم والفن في الأساليب الجديدة لمابعد الحداثة.

يهدف المشروع الذي قدمه الثنائي كسليفا والرشيدي إلى تثقيف الفنانين والمهتمين بالفنون الجميلة، في مجال تطبيق تكنواوجيا النانو خاصة فيما يتعلق بالنحت، كما يهدف إلى تطوير الفكر النقدي والتحرر من القوالب القديمة من أجل ابتكار ما هو جديد. كما يهدف المشروع إلى تشجيف الفنان على أن يكون مواكبا للعصر، مهتما بالعناصر البيئية التي تتطور باستمرار.

على رأس الشركاء والمتعاونين في المعرض الفني جاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وجامعة السوربون ـ بانتيون باريس، ومساعد مهندس جاسم الشميس، والبرةفيسور نيكي بازل وستيفاني أبل، ومدير إدارة الفنون التشكيلية، وشركة بست اليوسفي للأجهزة الألكترونية.

 

مع غير المألوف:

ويبقى أن ما قدمته الشريكتان كسليفا والرشيدي وإن لم يكن معرضا بالشكل المألوف ولكنه عرض موجه إلى الفنانين خاصة قد يدفع بمخيلتهم الجمالية إلى آفاق أخرى، وقد يستخدم أيضا في إعادة تجسيد التراث المحلي بصورة مبتكرة.

Happy Wheels