غانم شاهين الغانم في حوار مفتوح عن ذكريات الرعيل الأول الجميلة

23 نوفمبر, 2013
مع مرور السنوات و تقدم العمر نمتلئ بحكمة الايام ، و تأتي علينا لحظات نتوق فيها للماضي الراحل ونتمنى لو عاد الزمن بنا للوراء كي نتنسم رحيق الرعيل الاول .
" تاريخ اى شعب من شعوب العالم لة ماض هو غرس لحاضرة و لبنة لمستقبلة الزاهر المتطور لا يمكن طمسه او نسيانه بتاثير الغير علية او بهفوة  من الزمن ، فصلابة و تماسك و تعاضد مجتمعنا الكويتى هى الصخرة القوية التى تحطم  اى باغ او معتد او تسول له نفسه المساس بكرامة ووجود هذا البلد الطيب بشعبه الغنى  باصالته ، العظيم بدينه ، المتوكل على ربه جلت قدرته " .
هذه كلمات الاستاذ غانم شاهين الغانم ضيف البرنامج الثقافى المصاحب لفعاليات معرض الكتاب فى دورته ال 38  ، فى حواره المفتوح و الذى حمل عنوان " الرعيل و ذكرياتهم الجميلة " التى اقيمت فى المقهى الثقافى بحضور الامين العام للمجلس الوطنى للثقافة و الفنون و الاداب م. على اليوحة و الامين العام المساعد لقطاع الثقافة د. بدر الدويش  ومدير ادارة معرض الكتاب سعد المطيرى و لفيف من المهتمين بالثقافة و الفنون ،وقام بادارة الحوار طلال الرميضي .
تناول المورخ  والمفكر غانم شاهين الغانم الذى ولد عام 1923 عدد من الذكريات الرائعه للرعيل الاول لدولة الكويت ، مشيدا بدور المراة العظيم فى المجتمع خاصة مع خروج الرجال الى البحر و الاتجاه الى التجارة من خلال الاسفار الطويلة  ، مما دعي المراة لممارسة العديد من المهن ، فظهرت الصانعه و التاجرة الماهرة ، و اضاف ان للمراة الكويتية دور هام و مؤثر منذ القدم فهى المربية الراعية و الحنون و الحارسة لبيتها و اسرتها .
اكد الغانم عن التواد و المحبة التى جمعت الكويتين منذ القدم حيث كانت المساكن الطينية و المنازل المتلاصقة والسكك الضيقة التى تشبه الممرات وتتوسطها ساحة صغيرة اسمها براحة تكون ملتقى للصبية والفتيات الصغار يقضين أكثر أوقاتهن بلعب ومرح متواصل ، و اكد ان الشعب الكويتي امتاز عن باقي الشعوب بعدة ميزات أهمها الأخلاق الحميدة منها الصدق والأمانة والوفاء بالامانات والمحافظة على الجار والمساعدة و الوقوف معه وقت الضيق ، ووصف ذلك بان  قلوبهم و ابوابهم كانت مفتوحة للجار و لطارق الطريق و الضيف و المستجير  ،و كان الجيران كثيروا السؤال عن احوالهم البعض خاصة من يقيمون بذات الفريج ، و كانت السيدات يقومون باعداد الافطار طوال شهر رمضان ليجتمعون على مائدة تضم الجميع فى مظاهر تجمعها السعادة و تسودها المحبة .
تأكيدا على تالف الشعب الكويتى قديما عبر الغانم عن ذلك من خلال ذكر بعض التفاصيل التى وقعت فى " السنة الهدامة " كما يقال عليها و التى تأثرت خلالها العديد من المنازل الطينية الصغيرة لبعض البحارة الكويتيين ، خلال غيابهم فى رحلة صيد  ، فما كان من الباقية التى لم تتاثر منازلهم بمنطقة السيف ، الا ان احتوتهم و اعادت بناء منازلهم من جديد .

كما تناول سير العديد من رجالات الكويت المخلصين مثل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح و العائلة الحاكمة منذ القدم معددا مواقفهم الرائعة التى نقلت الكويت من دولة صغيرة الى دولة يشار لها بالبنان و تحتل مراكز مرموقه  وسط دول العالم اجمع  ، من خلال حفاظهم على الحدود الكويتية بأنفسهم ،و الحرص على توفير الغذاء للمواطنين .  
حول التعليم و التدريس اشار الغانم الى انة بأول طفولتة انخرط بمدرسة  " ملا سعد الشرهان  " وهي مدرسة بدائية تعلم بها مبادئ القراءة والكتابة ، وكان من  معلمية عبد الله التورة وملا عبد المحسن الشرهان و حاجب المدرسة زيد الصقعبي ، ثم ذهب  لمدرسة المباركية التى تعلم بها مبادئ العلوم الحديثة  ، وزامل العديد من الاصدقاء و الرفاق  ، و منهم  الشيخ جابر وصباح احمد الجابر الصباح وحمد المشاري وعبد العزيز حسين وعبد العزيز الدوسري وكل جيل الخمسينات الذين قادوا دفة الكويت فيما بعد .
من جهة اخرى اشار الى تاثره كثيرا بمعلميه و منهم عبد الرحمن الدعيج الذى وصفه الغانم و هو يتحدث عنه باعتزاز و محبة  بانه  مدرس محنك كان يحببك بالمادة عن طريق الأساليب التي تمشي مع أفكارنا اليافعة وعنده من الطرق التي يتوصل بها لعقلية الطالب الذي لا يستوعب المادة وكان يشرك الطالب المتفوق بالطالب الضعيف فيكلف الطالب بتعليم الضعيف  ، ولديه من الأساليب العجيبة بأنه أستاذ ديمقراطي كان يشاركنا الابتسامة ويلقي بالنكتة الهادفة التي تجعلنا كلنا نضحك ، و يؤلف العديد من الاهازيج و الاغانى التى تسهل ايصال المعلومة و  حفظها .

بأسلوبه الشيق حكى الغانم عن بعثة المعلمين الاجانب الفلسطينين التى حضرت الى كويت عام 1936 تقريبا فادخلوا على المدرسة تعاليم حديثة جدآ منها الانكليزي والرياضيات والرياضة وكل ما هو حديث بهذه الفترة  ، والتي ساهمت فى تغيير المعلومات و طرق التفكير و كانت بمثابة أول واعز لتحويل افكار الطلبة الى الافضل .
لكن الايام الاولى للمعلمين كانت شاقة و يحكى الغانم انهم خرجوا لاستقبال هئولا المعلمين الاجانب الذين يرتدون البنطالون و الطرابيش ، و كان المعلمين مجهدين من الرحلة الشاقة من فلسطين الى الكويت و كان فى انتظارهم  " رائد العلم  " كما وصفة الغانم الشيخ عبد الله الجابر و انزلهم فى الفندق الوحيد بالكويت انذاك " فندق السعادة " الذى ظنة المعلمين مستشفي ميدانيا و قدموا استقالتهم فى اليوم التالى لصعوبة الحياة و شدة الحرارة بالكويت لكنهم استمروا بعد ذلك و كان لهم اثرا هاما فى احياء الحياة التعليمية بالكويت .
من الاشياء التى ذكرها الغانم بسعادة  ، الايام الاولى التى انتشر بها الراديو فى الكويت و ما صاحبة ذلك من تغيرات فى المجتمع ، و يقول انة لاحظ ان الكثيرون يجتمعون  " بديوان البحر " عقب صلاة العشاء و يغلقون الابواب ، فدفعة فضولة الى الذهاب الى هناك و النظر خلسة فاذا بة يجد " سحارة " كما وصفها تنطق و تقول " هنا برلين " ، ما دعاة الى الذهاب مسرعا لوالدته و قص عليها ما سمعة لتوكد لة انه كل ما يزعمة غير صحيح و لم يحدث ، و اضاف ان اجهزة الراديو انتشرت فى المقاهى و تفنن العاملون فى توصيل السماعات و اخفائها ليظهر صوت الراديو بشكل جذاب ، فمنهم من وضعها داخل مجسم لقط او كلب ، حتى ان بعض البسطاء اعترضوا على خروج ايات القران الكريم من مجسمات على هيئة حيوانات ما دعاهم الى تحطيم بعضها .
ختم الغانم مؤكدا ان الكويتيين كانوا و مازالوا شعب كريم متعاون يحرص على الخير ، و ساق على ذلك دليلا عام 1947 اثناء تثمين البيوت ووجد بالكويت دور عبادة و منزلين لليهود و التى تم ثمينها و تسلمها العبد الله الجابر عام 1952 و سلمها لليهود ، على الرغم من ان بعض بيوت الكويتيين بفلسطين تم الاعتداء عليها .

*السيرة الذاتية للغانم
ولد بالكويت سنة 1923 م
درس بالمدرسة المباركية 1928 – 1938
تعلم ومارس أعمال فنون الإبحار على متن سفينة شاهين الغانم
مارس الصحافة كمدير تحرير جريدة الديلي نيوز ومن بعد ذلك كنائب لرئيس التحرير

ومنذ بداية ستينيات القرن الماضي بدأ يؤرخ تاريخ الكويت على أسلوب جديد ومتميز ومشوق
مؤرخ ومفكر وكاتب وصحافي كويتي، ينتمي إلي جيل شباب النهضة الديمقراطية الأولي
يؤمن بحرية الرأي والكلمة وسيادة دولة القانون لرفعة المجتمع الكويتي بطوائفه وأجناسه المختلفة
يعتبر من المؤسسين لجمعية الصحافيين الكويتية
له أسلوب متميز بالكتابة عن تاريخ دولة الكويت عن طريق ربط الأحداث التاريخية بالتراث بالتقاليد والفلكلور الاجتماعي

*من مؤلفاتة
الكويتيون وفرجانهم ومهنهم
كويتنا جوهرتنا
الكويتيون وحياه الأمس
سيرة طفل الأمس
آثار الرعيل
الكويتيون ولهجتهم الجميلة
المرآة و جواهر الكلمات

الكويتيون و منازلهم القديمة
الكويت قبل العشرينات وبعدها
الكويت والماضي العريق
الكويت برها وبحرها
وطن ووطنية
شعاع الماضي
أصالة الكويتيين
الكويت وحياة الأمس
الوطن والعلم والتراث
الكويت وصمودهم للمكاره
الكويتيون وعاداتهم الجميلة

Happy Wheels