شهادات وتجارب وأفكار من واقع التواصل الاجتماعي

27 يناير, 2016

الناهض: إنتاجية الفرد تتأثر بعدد التطبيقات الموجودة على هاتفه

صالحة: مواقع التواصل في تركيا لا تعرف ما الذي تريده وما الذي تبحث عنه؟!                             

العيسى: مواقع التواصل أصبحت اللاعب الرئيسي في متغيرات حياة الشباب اليومية

القحطاني: الاستثمار في التقنية أصبح ضرورة ولدينا الخبراء

 

كتب: ياسر أبو الريش

بكلمات هادئة وأسلوب مختلف افتتح الدكتور محمد الرميحي الجلسة المسائية الثامنة؛ ليطلق العنان للأفكار لتنساب الشهادات والتجارب الكويتية وغيرها مع مواقع التواصل الاجتماعي في ندوة «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي .. الفرص والمخاطر»، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ 22.

وحاضر في تلك الجلسة من دولة الكويت الإعلامي عبدالوهاب العيسى والإعلامي داهم القحطاني والباحثة هند الناهض، وشارك من دولة تركيا الباحث الدكتور سمير صالحة.

في البداية أشار الدكتور سمير صالحة إلى أن العلاقة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسلطات الحاكمة في تركيا متوترة بشكل كبير، عازيا ذلك إلى التوترات والسجالات السياسية التي تحملها تلك المواقع.

وأضاف أن التجربة التركية تحمل معادلة المستخَدم والمستخِدم وهو موضوع يحتاج إلى المتابعة من قرب، لافتا إلى أن هناك العديد من العوامل أثرت على العلاقة بين هذه الأطراف.

وتساءل صالحة: من يحرك من في تركيا، هل تحرك مواقع التواصل الحكومة أم أن الحكومة هي التي تحرك مواقع التواصل؟ كما أن هناك نقطة أساسية في قلب التجربة التركية المستمرة، وهل التحرك يأتي من الداخل أم من الخارج؟ وذلك في ظل كثير من الأفكار والتوجهات التي تتبناها تركيا، كما أن لديها العديد من العلاقات الإقليمية والعالمية، كما أن لديها مسألة الحريات مثل حرية التعبير والرأي.

وأشار إلى أن تركيا لديها أزمة أخرى هي الصحافة التقليدية وأدوات التواصل الاجتماعي العاملة على أرض الواقع... من يملأ مكان من؟ موضحا ان لديها فراغا كبيرا تحاول تلك المواقع ملأه.

وأضاف أن الصحف التقليدية تحاول استرداد ما فقدته على الأرض جراء منافسة الوسائط الاجتماعية لها.

وأكد أن الخصوصية الفردية في تركيا لا تؤخذ بعين الاعتبار في التعامل مع مواقع السلطة الاجتماعية، لافتا إلى أن تلك السياسة لن تتم معالجتها في القريب العاجل في حين ستبقى التنظيمات والتشريعات والقوانين تأخذ بعين الاعتبار مصالح السلطة فقط، معتبرة انها تحتاج الى تدقيق وتحقيق ومراجعة.

وأشار إلى أن الأرقام في تركيا تدل على تنامي قوة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم شابان من كل ثلاثة وسائل التواصل لمدة 3 ساعات يوميا.

في حين أن المرأة أصبحت رقما كبيرا في تلك المواقع.

 

واختتم كلامه بالقول إن مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا لا تعرف ما الذي تريده وما الذي تبحث عنه حتى الآن؟!                         

من جهته قال الإعلامي عبدالوهاب العيسى إن مواقع التواصل الاجتماعي غزت المجتمع الكويتي، خصوصا شبابه، وباتت اللاعب الرئيسي في متغيرات حياة الشباب اليومية، فلا تخلو أي حركة أو خطوة في مجتمعنا إلا وكان لها انعكاس، سواء كان سلبيا أو إيجابيا، على مواقع التواصل، ونهدف من خلال هذه الورقة إلى ترتيب فهم القارئ لهذا العالم الجديد، وتسهيل آلية التحليل لانعكاسات هذا العالم في المستقبل.

وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي موجودة في المجتمع الكويتي منذ قرون، ولكن تطورت المنصات، فكان التواصل في السابق عن طريق الشعر، ومن ثم الديوانيات، وبعدهما تطور إلى الصحافة والإذاعة والتلفزيون، كل ما سبق يعتبر منصة من منصات التواصل الاجتماعي، وما نشهده اليوم هو دخول المنصات الإلكترونية إلى هذا العالم فقط لا غير.

لافتا إلى أن تلك المنصات الإلكترونية أيضا تطورت وتغيرت حتى أصبح التغير في المنصة هو العامل الثابت في التفاعل، وإليكم التطور في التعاطي الكويتي مع المنصات الإلكترونية:

المنتديات، والمدونات، والفيس بوك، وتويتر، وإنستجرام، وسناب شات.

ويعتبر أهم عامل يؤثر على تغيرات وتطور المنصات الإلكترونية هو التطور التكنولوجي، وخصوصا في الهواتف الذكية التي أغنت المستخدم عن الحاجة إلى الـ Desktop.

وأشار العيسى إلى أن الدافع الرئيسي لدخول الكويتيين إلى العالم الإلكتروني والتفاعل معه بقوة هو المحظورات الاجتماعية، بمعنى مناقشة قضايا اجتماعية وسياسية خلف الشاشات لعدم القدرة على الحديث عنها في التجمعات المباشرة، وهذا ينطبق على كل المواضيع، وليس المقصود فيها السياسية فقط.

وأضاف: «تطور بعدها المجتمع، وأصبح يحارب الحسابات الوهمية، وصار أكثر جرأة في التفاعل، فأصبح اليوم من السهل على الفتاة الكويتية أن تنشر صورها إلكترونيا، وتضع هذه الصورة على رأس حساباتها الاجتماعية الخاصة، مع ذكر اسمها الكامل. وأصبح الشباب يناقش القضايا السياسية ذات السقف العالي، عبر حسابه الشخصي الذي يحمل اسمه الحقيقي وصورته.

وأكدت أن من إيجابيات مواقع التواصل رفعها سقف الحرية السياسية، وتوفير فرص عمل لكثير من الشباب الكويتي، وتوفير مدخول إضافي لكثير من الشباب.

كما فتحت الباب للمواهب الكويتية لإبراز إبداعاتها، وعززت الشفافية الحكومية، وساعدت أيضا على سرعة انتشار الخبر.

في حين أن من سلبيات مواقع التواصل: عدم دقة الأخبار وكثرة الشائعات، وتجاوز سقف الحرية والتعدي على حرية الآخرين. وأيضا سهولة استهداف الكويت من الخارج وإثارة البلبلة.

وأكد أن المجتمع سيعالج سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي مع الوقت، كما حارب أصحاب الحسابات الوهمية.

داعيا وزارة التربية إلى الحرص على توعية الأجيال القادمة من مخاطر هذه المواقع، وتثقيفهم بكيفية الاستفادة منها بشكل إيجابي. ومعتبرا أن مواقع التواصل فرصة إيجابية للاقتصاد الكويتي يجب أن تستغلها الحكومة.

وحكى العيسى قصته الشخصية قائلا: كنت مقدم برامج، وكانت الطلبات تنهال للقاءات والظهور الإعلامي وبعد 2011 تغير الأمر إلى طلب تغريدة على مواقع التواصل... وبدأت فكرة انشاء شركة لتلقي كل تلك الطلبات وتنفيذها بمقابل مادي.

وبدأت الشركة في 2011، واليوم حجم الصرف على هذا البيزنس 3 ملايين دينار وتأسست بعدها 6 شركات وتطورت الفكرة وأصبح المئات من المغردين يستفيدون ماليا بل وأصبحت مقاعدهم محجوزة في المؤتمرات الحكومية الكبرى، كما أسسنا شركة برأسمال 10 ملايين دولار، ووصلت شركة بوتيك لنقل 10 آلاف بضاعة، وتنافس كبرى المواقع.

وأغلقت «الوطن» وخسرت وظيفتي ولكن كسبت مشروعا الكترونيا رابحا.

بدوره قال داهم القحطاني إنه شارك في مواقع التواصل الاجتماعي مبكرا، حيث وضع مدونة باسمه في 2008، وكانت الفكرة ان الكاتب يتحمل مسؤولية كلماته، وشاركت في تويتر أيضا، لافتا إلى أن الكويت فيها دستور منذ 1962، وقانون الصحافة صدر قبل صدور الدستور.

واعتبر أن الكويت هي النموذج للحريات الصحافية، وفي 2006 انحرفت الحريات لتفضيل مصالح ملاك الصحف على الوطن، وبدلا من أن تكون السياسة لتحقيق منافع الدولة أصبحت لتحقق مصالح شخصية.

وفي تويتر أصبح هناك رأي محترم أجبرت الحكومة على سماعه، كما أن هناك أزمة ثقة بين الحكومة والمواطن.

مشكلتنا الحقيقية ان مجتمعاتنا لا تثق في أفرادها، فكيف تواجه الأمم الأخرى، ولماذا تلاحق المواطن على تغريدة كتبها؟ حيث اصبحت فرص النجاة من حقل ألغام أكبر من النجاة من قول رأي على تويتر.

وأضاف: «اطلقت حملة لموقع سناب شات لينقل الموقع ليلة القدر من مكة، وهو ما يدل على اننا أصبحنا مكشوفين وليست لدينا مواقع تعبر عن رأينا، والأمر نفسه حينما توقف موقع تويتر لم ندر إلى أي المواقع نذهب؟».

قائلا: «يجب أن نأخذ بالتنظير العلمي الصحيح، فنحن الآن لا نستطيع منافسة العالم في التطبيقات الحالية، فلماذا لا نخرج بتطبيق عربي عن طريق الاستثمار في تلك التقنيات، أغلب المواقع الموجودة حاليا هي مواقع لديها تعاون مع الاستخبارات الغربية لخبراء في اكبر معامل التقنية أغلبهم عرب فلماذا لا نستثمرهم؟».

معتبرا أن مشكلتنا الرئيسية لتراجعنا في مواقع التواصل هي الأنظمة السياسية التي تضع القيود والعراقيل. وأنه الآن اصبح تويتر في صلب كل شيء وأصبح واقعا لا بد من التعامل الجدي معه، وأصبح هناك أناس يموتون بسبب سوء الاستخدام والتواصل.

لا بد أن نتذكر أن الصورة مثلما هي مبهجة فإن هناك نظرة سوداوية وهناك ضحايا.

وأوضحت الباحثة هند الناهض أن هناك مصطلحا يضع الناس في استخدام وسائل تقنية سريعة، وهذا المفهوم هو وسائل في يد الناس يستخدمونها لمصلحتهم، سواء كانت شخصية أو مؤسسية أو غيرهما.

وأضافت أنه يجب الموازنة بين المخاطر والفرص، فالمخاطر تزيد من الفرص في استخدام وسائل التواصل حيث تعني بالعزلة الاجتماعية، حيث تسبب الادمان على استخدامها، فضلا عن تهديدها للأسر والمراهقين. ويعتبر دور الأسرة في ضبط مواقع التواصل دورا كبيرا، لافتة إلى أن انتاجية الشخص تتأثر بكمية التطبيقات على هاتفه الذكي.

وعن تجربة الكويت مع المواقع الاجتماعية قالت ان هناك تأثيرا ايجابيا، وهناك اقتصادا صغيرا يخرج من تلك المواقع، مثل موقع الانستجرام الذي يستخدمه الشباب الكويتي بكفاءة لعرض مشاريع وخدمات بسيطة لإدرار عائد.

لافتة إلى أن هناك أمورا ابداعية يمكن للشباب استخدامها وتعتبر فرصا جيدة يستخدمها الشباب الكويتي، مثل فن استخدام المكياج ولاحظتها في 2008، حيث قامت احدى الفتيات باستغلال مهارتها في فن استخدام المكياج، وانتشرت الظاهرة بشكل كبير.

وقالت ان وسائل التواصل تمكن الشباب من استغلالها بشكل كبير في المشاريع المتناهية الصغر.

كما تستخدم المواقع في موضوع التبادل المعلوماتي والافكار الإبداعية، وهي تعتبر فرصا استثمارية عالية. وضربت مثالا بهذه المشاريع الخدمية الالكترونية في الكويت. كما أن تلك المواقع تساهم في عمليات التعليم المستمر للأشخاص والبحث عن المعلومات والمعرفة، وهو ما جعلها تزيل الكثير من العقبات والعوائق أمام عمليات التعليم، حيث ان هناك العديد من المنصات الالكترونية تقدم مواد علمية دسمة من خلال عملية تنافسية.

Happy Wheels