ختام الموسم الثقافي العشرين لدار الآثار الإسلامية

26 مايو, 2015

يبدو أن الولوج إلى عالم التصوير في الفن من بلاد المسلمين يدفع إلى هاجس البحث عن خلفية العمل الفني وضرورة فهم البعد الجمالي في علاقته برمزيته الروحية. حول هذا المفهوم كانت محاضرة ختام الموسم الثقافي العشرين لدار الآثار الإسلامية، التي ألقاها في مركز الامريكاني الثقافي فينبار باري فلود، أستاذ العلوم الإنسانية في معهد الفنون الجميلة، وقسم تاريخ الفن في جامعة نيويورك، وكانت بعنوان "وجوه في زهرة: إعادة رسم الشخوص في بواكير الفن الإسلامي الحديث"، عرض خلالها مجموعة كبيرة من الصور النادرة لشرح فكرة المحاضرة.  قدم المحاضرة وأدار حولها الحوار بدر أحمد البعيجان، رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار.

قال المحاضر بداية: غالبا ما يطلب من مؤرخي الفن من بلاد المسلمين التصدي لفكرة أن الفن الإسلامي كان يفرض حظراً شاملاً على رسم شخص الإنسان. وهم على وجه العموم، يتناولونه من خلال أسلوبين اثنين: الأول يؤكد على وجود ثروة من الفن التصويري في مختلف الخامات الفنية في مناطق كثيرة من العالم الإسلامي، والثاني يشير إلى انتشار الفن غير التصويري، مما يوحي بأن تنامي هذا الاتجاه كان بدافعٍ من المخاوف بشأن تصوير شخص الإنسان.

وأضاف قائلا إن هذين الأسلوبين في تناول التشكيل في الفن من بلاد المسلمين، يتعارضان جِذريّاً، فكُلٌّ منهما يضع صناعة الفن في أقصى حدود الطيف: فأحدهما يعتبر أن التدين لا علاقة له بصناعة الفن؛ فيما يفترض النهج الآخر أن التدين يوحي بالرفض التام للفن التصويري، ويركز على بدائل تعويضية من الخطوط،  والهندسة، والزخرفة النباتية.

وكوسيلة لتسليط الضوء على المنطقة الوسطى المهملة بين القبول المطلق والرفض المطلق، عرض فلود عدداً من الصور النادرة والمدهشة بصريّاً لشخوص بشرية تتمثل فيها أشكال الإنسان، أو تتحول إلى زهور، مما يوحي بوجود محاولات تَخَيُّليَّة للتوفيق بين تقاليد الفن التصويري من ناحية، والتديُّن من ناحية أخرى، واللذَينِ غالبا ما يعتقد باستحالة التوفيق بينهما.

كما استكشفت محاضرة فلود العلاقات بين صناعة الفن، والتدين، والفقه في العالم الإسلامي الحديث من خلال تحديد مكان هذه العناصر النظرية لمثل هذه التجارب الفنية في التشريع الإسلامي (الفقه).

يذكر أن المحاضر فينبار باري فلود هو "وليام ر. كينان الابن، أستاذ العلوم الإنسانية في معهد الفنون الجميلة، وقسم تاريخ الفن في جامعة نيويورك. له كتب منشورة في تاريخ العمارة الإسلامية، والتأريخ للأبعاد الثقافية المتداخلة للفن الإسلامي، ونظرية الصورة، وتقنيات التمثيل، والاستشراق. وتشمل كتبه: "الجامع الكبير في دمشق: دراسات حول نتاج الثقافة البصرية الأموية" (2000)، و"كائنات الترجمة: الثقافة المادية والعصور الوسطى" و"الصراع بين الهندوس والمسلمين" ، (2009) الذي مُنِحَ في العام 2011 جائزة أناندا كوماراسوامي من جمعية الدراسات الآسيوية، و"عولمة الثقافة: الفن والتنقلية في القرن الثامن عشر" (2011)، بالاشتراك مع نيباهات أفسي أوغلو. أما مشروع كتابه الحالي، والذي ستتولى نشره دار نشر رياكشن بوكس في لندن، فيحمل عنوانا مؤقتا هو: "الإسلام والصورة:  جدليات، اللاهوت والحداثة".

Happy Wheels