حلقة نقاشية في ختام أعمال ندوة صناعة ثقافة وهندسة الحوار مع الآخر

26 نوفمبر, 2013

المنتدون أوصوا بانشاء جهاز للدراسات المستقبلة وقاعدة معلومات لربط الأقطار العربية كافة

 رفع المشاركون في ندوة" صناعة ثقافة وهندسة الحوار مع الآخر" برقية شكر إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونقلوا أسمى آيات الشكر والتقدير على استضافة دولة الكويت لأعمال هذه الندوة العلمية، داعين العلي القدير أن يحفظ سموه ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على دولة الكويت.

ومن جانبه شكر الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنوند.بدر الدويش جميع المشاركوينت في الندوة على ما قدموه من أبحاث علمية ومناقشات ستصدر إن شاء الله في كتاب مطبوع لتوثق لأعمال هذه الندوة المهمة بالاضافة الى التوثيق المرئي والصوتي لتكون مرجعا لكل الباحثين والدراسين والمهتمين بالدراسات المستقبلية والاستشرافية والمهتمين بصناعة ثقافة الحوار مع الآخر.

في الجلسة الختامية والأخيرة لندوة صناعة ثقافة وهندسة الحوار مع الآخر، عُقدت جلسة نقاشية مفتوحة أدارها وزير الإعلام السابق د.سعد بن طفلة، وتحدث فيها كل من: عبير الدويلة، ود. نور الدين صدار، ود.مالك المهدي، ود.محمد ميهوب، ود.نادر القنة، وتناولت الجلسة مجمل ما تم طرحة خلال جلسات اليومين الماضيين، وبعد نقاش مطول ومداخلات لم يتم خلالها الاتفاق الكامل على كل ما طرح من أفكار ووجهات نظر لتبقى صناعة ثقافة الحوار مع الآخر متعددة الوجوه والاتجاهات وإن كانت تؤدي لهدف واحد وهو قبول الآخر واحترام ثقافته، والطلب من الآخر إحترام ثقافتنا أيضا، وهذا المفهود الجديد للثقافة الذي حاولت الندوة أن تركز عليه وتم تناوله في أكثر من بحث علمي، لكن يبقى السؤال: هل نحن في حاجة كمجتمعات عربية أن نبدأ حوارا ذاتيا أولا قبل الشروع في الحوار مع الآخر، أم الواجب أن نشرع في الحوارين معا في ذات الوقت؟

 اتفق المنتدون على حتمية ألا ننسلح من قيمنا وحضارتنا، وفي النفس الوقت لا ننكفئ عليها ونقبل الانخراط طوعا في قيم العولمة الحضارة الحديثة، وهذا المحور هو الذي ركزت عليه الندوة عند بدء أعمالها والتعريف بموضوعها، ليعاد النقاش في الجلسة الختامية لمحاولة وضع علامات على الطريق في هذا الموضوع العملاق الممتد إلى شتى أمورنا الحياتية عندما نتعامل مع الآخر سواء كأفراد وأسر ومجتمعات أو حتى على مستوى العالم في العلاقات بين الدول والشعوب.

ولئن أصبح العالم، كما يقال، «قرية صغيرة» بفضل التكنولوجيا الحديثة، المتمثلة بوسائل الإعلام والاتصال (المرئي والمسموع والمكتوب)، ومع اتساع الفضاءات المعرفية أصبحنا أمام ثقافات متعددة ومتنوعة لمجتمعات متباينة من حيث اللغات والعادات والتقاليد، وأصبح لزاما علينا أن نعيش هذه المرحلة ونتفاعل مع معطياتها بتعريف للثقافة قد يكون بسيطا في صياغة كلماته، غير أنه بلا شك سوف يكسر حاجز الخوف من ثقافة الآخر، فنحن ننظر إلى الثقافة على أنها «احترام ثقافة الآخر مع مطالبة الآخر بأن يحترم ثقافتنا»، ولأن الإنسانية هي إحساس وشعور بالآخر، وهي مبادئ وقيم ومثل عليا، تمحورت الندوة حول التأسيس لنظرية هندسية قوامها ما سلف، لكي تلبي الرغبة العربية في المحافظة على تراثها وموروثها الإنساني والثقافي والحضاري، وبما يلبي الطموح العربي ايضا بالنفتاح على الحضارة العالمية المعاصرة والاستفادة منها وممازجتها مع ما لدينا من حضارة وثقافة، والمحافظة على أصالتنا في اطار من التعايش السلمي مع الآخر.

كلمة شكر

وقبل إعلان التوصيات ألفى د. غنام خضر كلمة شكر باسم المشاركين في الندوة قالفيها: بإسمي ونيابة عن أساتذتي وزملائي المشاركين في الندوة الفكرية للدراسات المستقبلية التي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمدة من 24_26 نوفمبر الجاري في دولة الكويت، وبعد انتهاء أعمال هذه الندوة المهمة الناجحة، نود أن نتوجه الى دولة الكويت بهذه العبارات البسيطة التي أتشرف بأن اتلوها نيابة عن زملائي وهي بلا شك تعبر عن مشاعرنا جميعا، فأقول:

فَبِشوقِ الذي يَطَأُ أرضاً أوَّلَ مرَّةٍ... وَطِئَتْ قدماي أرضَ الكويتِ... الكويتُ نفسُها... الكويتُ هي هي... لؤلؤةُ البَحْرِ... ونخيلُ السَّواحِلِ... الكويتُ مساحَةُ الحُبِّ والشعرِ والحنينِ... وصباحُ ما بعْدَ المَطَرِ... الشَّفَقُ الذي يحتضِنُ القَمَرَ... أو القمَرُ الذي يُزيِّنُ وجْهَ السماءِ...

لقد دخلنا هذه الأرضَ، وفي القلبِ أحلامٌ مثلَ أحلامِ الشَّجَرِ ساعةَ السَّحَرِ... وفي العينِ أشواقٌ تُريدُ أن تحتَضِنَ الأماكِنَ كُلَّهَا...

الكويتُ صوتُ العَرَبِ الصَّادحِ... ونبضٌ صادقٌ في هذه الأمَّةِ يقولُ بأننا أحياءٌ... الكويتُ حكومَةً وشعباً وتاريخاً... لهم منا ما نعجَزُ عن وصْفِهِ من الشكر... فالكريمُ يَأسِرُ ضيفَهُ بِكَرمِه... فالميزَةُ الكبرى للكويتيين أنَّهُ:((مَنْ تَلْقَ منهم تَقُلْ لاقيتُ سيِّدَهُم.

أيتُها الكويتُ جميعاً... سلاماً سلاماً... بل سلامٌ سلامٌ... ونحن قلوبٌ تبحَثُ عن وطَنٍ من السلام... تبحَثُ عن مرفَأٍ جديدٍ تُشرِقُ فيه الشمسُ... أو أرضٍ أُخرى ينزِلُ بها المَطَرُ... أيَّتُها الكويتُ: أيتُها الحبيبةُ ... والأرضُ الطيِّبَةُ الكريمَةُ، ويا أيها الأكرمون القائمون على هذه الندوة البهية إنه لَشرفٌ كبيرٌ لي، أنْ أقِفَ هنا لأتْلُوَ هذه الكلماتِ في الجلسةِ الختاميةِ، وما أصعبَ الحديثَ في الخِتَام، وقد سبقتني إلى ذلك عقولٌ وألسنٌ لا تُجارَى، وصَدَحَتْ هنا كلماتٌ أقِفُ إجلالاً لها...

وتابع : في الختام أكرر شكرنا للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على اقامتهم هذه الندوة التي تعرضت لموضوع غاية في الأهمية، ألا وهو موضوع الدراسات المستقبلية ، والشكر موصول إلى كل من كان وراء إنجاح هذه الندوة المهمة وتنظيمها على النحو الذي خرجت فيه، وأخص بالذكر الأخت الدكتورة عبير الدويلة لما بذلته من جهود طيبة....

التوصيات

وفي ختام أعمال الندوة أعلنت مجموعة من التوصيات استنادا إلى خلاصة مناقشات الخبراء العرب في مجال الدراسات المستقبلية الاستشرافية في الندوة" حلقة النقاش الفكرية للدراسات الاستشرافية" والتي عقدت في دولة الكويت خلال الفترة من 24-26 نوفمبر 2013 أوصى المشاركون بالآتي:

* توجيه برقية إلى سمو الأمير وإلى دولة الكويت حكومة وشعبا

* دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إنشاء وتأسيس جهاز خاص بالدراسات المستقبلية الاستشرافية  بهدف إجراء الدراسات وإنشاء قاعدة بيانات ذات الصلة بالأقطار العربية كافة والاستعانة بالمختصين بالدراسات المستقبلية الاستشرافية في مختلف الاقطكار العربية.

* تعزيز التعاون بين الجهاز المقترح انشاؤه والمؤسسات الجامعية والمراكز المتخصصة في الاقطار العربية.

* التعاون والاستفادة من المراكز العالمية والاقليمية والرابطة العربية للدراسات المستقبلية في المجحالات ذات الصلة.

* دعوة المنظمة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت إلى إصدار دورية ثقافية في الدراسات المستقبلية والمساهمة في نشر الترجمات والدرويات العلمية الاكاديمية المعمقة ذات الصلة بالدراسات المستقبلية الاستشرافية وتعميمها على الحامعات والمراكز البحثية العربية.

* طبع ونشر للدراسات والمناقشات المشاركة في ندوة" حلقة نقاش صناعة ثقافة وهندسة الحوار مع الآخر" في إصدار خاص متضمنا الوثائق الرسمية.

Happy Wheels