هذا الكتاب:
منذ فجر التاريخ، والبشر يتلاعبون بجينومات النباتات والحيوانات بتهجينها، وقد عرفنا الهندسة الوراثية منذ سبعينيات القرن العشرين، إذ طبقت على تطوير المحاصيل والفئران المعدلة وراثيا. إذن ما الجديد؟ ولماذا يتصدر تحرير الجينوم عناوين الأخبار؟
يتضمن تحرير الجينوم قص ولصق كود الحمض النووي DNA في الجينوم باستخدام مقص جزيئي، وهذه الطريقة أسرع وأرخص بكثير من الهندسة الوراثية التقليدية القائمة على نقل جينات كاملة من نوع حي إلى آخر، وهي أكثر دقة مما سبقها، ويمكن تطبيقها على أي كائن حي تقريبا. إنها تقنية متاحة بسهولة حتى للمختبرات الصغيرة في جميع أنحاء العالم، وبدمجها مع التقنيات الجديدة، مثل علم البصريات الوراثي وأحدث التطورات في تكنولوجيا الخلايا الجذعية، فإنها ستغير كل جانب من جوانب حياتنا خلال العقود القادمة من الزمن.
وكان التقدم سريعا جدا، فتحرير جينوم الماشية للحصول على ماشية من دون قرون، وتعديل المحاصيل بحيث تقاوم الأمراض وتغير المناخ، ما هي إلا مجرد البداية. فقد تمكنا بالفعل من استزراع "عضيوات" - في مزارع مختبرية - لها بنية بعض الأعضاء البشرية ووظيفتها، بما في ذلك الدماغ، على أمل الوصول إلى أعضاء يمكن زراعتها في الجسم. حتى رمز الحمض النووي DNA المكون من أربعة حروف وسع باستخدام زوج أساسي جديد من X-Y لإنشاء الحمض النووي XNA، فما الذي يخبئه المستقبل لنا؟ هذه تكنولوجيات قوية وسريعة التطور، لذا تتصاعد الدعوات بإلحاح إلى طرح الأسئلة في نقاش عام واسع النطاق ومناقشة استخداماتها. في هذا الكتاب يشرح جون بارينغتون العلم وراء هذه الثورة العلمية، والآمال والمخاطر، والقضايا الأخلاقية التي ينبغي لنا التصدي لها.