تقرير حول احتفالية "الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016

17 يناير, 2016

 

تنطلق فعالياته تزامنا مع افتتاح مهرجان القرين الثقافي

«الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية»... حدث عالمي بنكهة كويتية

* تتمثل أهداف برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية في نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها

* يترأس اللجنة العليا للاحتفال سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك التي تضم في عضويتها عددا من الوزراء

* تسعى الاحتفالية إلى إبراز دور الكويت الثقافي ومنجزاتها في كل روافد الثقافة العربية والإسلامية

* خارطة الفعاليات تتضمن العديد من الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية المتنوعة

 

تبدو الصورة أكثر توهجا وحضورا... والكويت تتوج هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية، هذه الصورة التي احتشدت من أجلها الطاقات والإمكانيات، على سبيل تجسد روح الكويت الحقيقية، بإرثها الثقافي الإسلامي الضارب بجذوره في التاريخ، ومع انطلاق فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته الجديد، تنطلق فعاليات «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية»، وهي الفعاليات التي ستتصدى للمشاركة فيها كل المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية، من أجل إظهار الوجه الحضاري للكويت.

وحشدت وسائل الإعلام الكويتية... المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل التواصل الاجتماعي كل طاقاتها من أجل إبراز هذا الحدث العالمي، والدور الذي ستقوم به الكويت، من أجل الاحتفاء بالثقافة الإسلامية بكل أشكالها.

فمنذ العام 2005 وبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية» يتنقل بين البلدان الإسلامية، وهو البرنامج الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقدته الإيسيسكو في الجزائر عام 2004، وكانت مكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار هذا البرنامج الذي تعنى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو بتنفيذه ورعايته ومتابعة أنشطته التي تتوزع كل عام، على ثلاث عواصم من المناطق الثلاث: العربية والآسيوية والإفريقية، تضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي يعقد كل عامين.

ويندرج هذا البرنامج في نطاق العمل الكبير الذي تنهض به الإيسيسكو على الصعيد الإسلامي العام، وعلى الصعيد الدولي أيضاً، لتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي من جهة، وذلك من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة التي استمدت النهضة الأوروبية منها أنوارها، وعلى أساسها قامت الحضارة الإنسانية المعاصرة على اختلاف مشاربها. وهو الأمر الذي يساهم إلى حد كبير في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وفي إشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ بها عالمنا اليوم، والتي تستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً، وعلى مختلف المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمّة من جراء هيمنة روح الأثرة والأنانية والعداوة والشحناء وحب السيطرة على مقدرات الشعوب وإحكام القبضة على السياسة الدولية لخدمة مصالح القوى العظمى.

وتتمثل أهداف برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية، في نشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية للمدن التي تختار كعواصم ثقافية إسلامية بالنظر لما قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية. وتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة، تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها عالمنا اليوم وتستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود جميعاً على كل المستويات من أجل إنقاذ الإنسانية.

ومن ثم وافق سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على ترؤس اللجنة العليا للاحتفال بالكويت «عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016»، التي تضم في عضويتها عددا من الوزراء والوزارات ذات العلاقة ببرنامج الاحتفالية الذي يستمر على مدى عام كامل. وثمن وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود، في تصريح صحافي، موافقة سمو رئيس مجلس الوزراء على ترؤسه اللجنة العليا لاحتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016، مما يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالعمل الثقافي وإبراز دور الكويت في التنمية الثقافية الإنسانية ودورها المحوري في نشر قيم الثقافة العربية والإسلامية. وتأسست فكرة عاصمة الثقافة الإسلامية على غرار البرنامج الذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» باختيار دولة عربية في كل عام لتكون عاصمة الثقافة العربية. وتبنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية منذ العام 2001 من قبل المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، وجرى اعتماده في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقد في الجزائر العام 2004.

 وتتضمن احتفالية «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016» برنامجا ثقافيا حافلا يستمر على مدى عام كامل بمشاركة مؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وتسعى الاحتفالية إلى إبراز دور الكويت الثقافي ومنجزاتها في كل روافد الثقافة العربية والإسلامية من نشر وتوثيق وتحقيق لكنوز التراث الإسلامي ودور مؤسسات الدولة المختلفة في إبراز الوجه الحضاري للثقافة الإسلامية بجوانبها الإنسانية التي تكرس قيم المحبة والسلام وقبول الآخر والانطلاق نحو آفاق رحبة في حوار مفتوح مع الحضارات والثقافات الأخرى.

وقد أعلن وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح أن فعاليات احتفالية الكويت (عاصمة الثقافة الإسلامية 2016) تنطلق مع بدء فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ22.

وذكر بيان صادر عن وزارة الإعلام أن الشيخ سلمان الحمود أعرب خلال ترؤسه اجتماع لجنة التخطيط والإشراف على الاحتفالية عن خالص التقدير لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح لرئاسته اللجنة الوطنية العليا للاحتفالية ما يؤكد الدعم الكبير الذي يقدمه سموه للثقافة لإبراز دور الكويت الريادي والثقافي والحضاري في العالم الإسلامي والعربي.

وأشار الحمود إلى أن ذلك يؤكد أيضا حرص سموه على تطوير الثقافة لأهميتها في تعزيز الانتماء الوطني وتعزيز القيم والعادات والتقاليد والموروث الطيب للكويت.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة استشارية ستقيم وتراجع الخطط الثقافية للدولة بشكل عام التي يقوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتنفيذها كإستراتيجية طموحة وكذلك مراجعة البرامج والمشاريع الخاصة للاحتفالية.

وقال إنه تم استعراض عدد من المقترحات مثل إقامة مؤتمر لإبراز دور اللغة العربية ومؤتمر حول المرأة والمجتمع ومؤتمر حول الإعلام العربي والإسلامي ودوره في التصدي للحملات التي تشوه صورة الإسلام ومؤتمر حول المصارف الإسلامية ودورها في المجتمعات وكذلك إقامة مهرجان موسع يضم فنانين ومنشدين.

وأضاف أنه جرت مناقشة الرؤية لإبراز الجانب الإنساني والخيري الذي تشتهر به دولة الكويت وشعبها وكذلك ضرورة إشراك الشباب والناشئة وذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الحدث الثقافي المهم.

وأفاد بأنه تم الاتفاق على أهمية التسويق الإعلامي لهذه التظاهرة داخليا وخارجيا من خلال خطة إعلامية علمية ما يساهم في إبراز وإنجاح هذه التظاهرة وإيصال رسالة إلى الإعلام الدولي بما يبرز الصورة الصحيحة للإسلام ولدولة الكويت الإنسانية.

وأوضح ان الاحتفالية تعد فرصة تاريخية مهمة لإبراز الثراء الثقافي للكويت وموروثها المادي وغير المادي مؤكدا السعي إلى استثمار أكبر في مجال الثقافة وإبرازها كقاطرة لتعزيز القيم في وطننا من خلال إستراتيجية طموحة تعمل على نشر الثقافة بكل أنواعها بما يتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا والوصول إلى كل من الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام والمجتمع بشكل عام.

وبين أن استثمار الثقافة يعد تحديا كبيرا تقابله ثقة من خلال عمل لجنتي الاحتفالية والاستشارية التي ستقدم اقتراحاتها وآراءها وأفكارها لتنعكس بالدرجة الأولى على الاحتفالية ولأن تكون مراجعة جدية لدور الثقافة في تطوير المجتمع وتماسكه ونظرته المستقبلية.

الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة أكد في تصريح له أن المجلس من خلال فعاليات المهرجان سيعمل على إبراز الوجه الثقافي والحضاري لمدينة الكويت وتسليط الضوء على جانبها الثقافي بغية اجتذاب الرأي العام العالمي والإسلامي واستقطاب الطاقات الإبداعية وتحقيق التقارب والتمازج بينها وبين الوسط الثقافي المحلي.

وأوضح أن مدينة الكويت اختيرت من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)- برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية- التي تسند سنويا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة واحدة عن كل من المناطق الإسلامية الثلاث (العالم العربي وإفريقيا وآسيا) وتمتد الاحتفالات والتظاهرات في هذه المدن المختارة عاما كاملا.

وذكر م.اليوحة أنه الكويت اختيرت لتكون إحدى المدن الثلاث المحتفى بها بوصفها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 إلى جانب كل من مدينة (مالية) في جمهورية مالديف ومدينة (فريتاون) في جمهورية سيراليون بناء على القرار الصادر في اجتماع وزراء الثقافة للمؤتمر الإسلامي السادس الذي عقد في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان في أكتوبر عام 2009.

وبين م. اليوحة أن خارطة الاحتفالية تتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية المتنوعة التي تعنى بالجوانب الثقافية وتسليط الضوء على ما تحتويه الحضارة الإسلامية من تقدم في المجالات المختلفة وإقامة المؤتمرات والمحاضرات العلمية والأدبية والجلسات الحوارية التي تهدف إلى إثراء المجتمع العربي والإسلامي.

وقال م.اليوحة إن المجلس سيقيم العديد من الفعاليات الفنية كالأمسيات الشعرية والعروض الموسيقية والسينمائية المختلفة وأنشطة للجمهور المحلي كورش التدريب والرحلات العلمية والأثرية.

من جانبه، صرح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورئيس اللجنة الفنية للاحتفال بالكويت (عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016) محمد العسعوسي بأن اللجنة اعتمدت شعار الاحتفالية الجديد الذي فاز به أحد المشاركين في مسابقة تصميم الشعار، وهو من تصميم المشارك جاسم النصرالله الذي استطاع أن يمزج فيه بين بعض الخطوط العربية مثل الديواني الجلي في كلمة "الكويت" مضافة إليها عبارة عاصمة الثقافة الإسلامية 2016.

وذكر أنه سيشارك في الفعاليات عدد من دول العالم المختلفة كخطوة لتعزيز وتقوية علاقاتنا مع دول العالم في المجال الثقافي والفني، مشيرا الى أنه سيساهم في الفعاليات عدد من الجهات الرسمية في البلاد ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من خلال تقديم باقة من الأنشطة والفعاليات الثقافية المختلفة.

وأعرب العسعوسي عن سعادته باعتماد شعار احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016 بعد أن طرحت مسابقة عامة تقدم إليها العديد من المبدعين لتصميم هذا الشعار، مشددا على حرص الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على أن يكون الشعار من وحي المناسبة.

وأكد العسعوسي أنه سيتم اعتماد هذا الشعار الفائز في كل فعاليات الكويت خلال الاحتفالية المذكورةز وقال إن ما يميز هذه الاحتفالية أنها تقع ضمن اختصاص لجنة عليا برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وعضوية مجموعة من الوزراء المعنيين بالعديد من الفعاليات والأنشطة. وأوضح أنه سيتم إصدار دليل عام لهذه المناسبة وسيتم توزيع الشعار المعتمد على جميع مؤسسات الدولية بحيث يكون على كل الأنشطة والفعاليات والإصدارات والمراسلات الخاصة بالاحتفالية.

وتزامنا مع إعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية، شاركت قاعة بوشهري للفنون بمعرض فني متميز للدكتور عبد المنعم معوض، والذي يقدم فيه خلاصة أفكاره التي تتسم بالرؤى الفنية المتنوعة.

وقالت قاعة بو شهري في تقديمها للفنان: «لقد كان الاهتمام والعناية بتراثنا وإحياؤه ثم نشره يمثل لنا في قاعة بوشهري للفنون واقعا لأحد أهم أهدافنا، ويسعدنا أن تكون باكورة نشاطنا التشكيلي في العام الجديد معرضاً لفنان صاحب تجربة فنية وخبرة طويلة وينتهج نموذجاً مميزاً وأسلوبا عربياً إسلامياً. ويأتي المعرض بالتزامن متناغماً ومرادفاً لمناسبة إعلان الكويت عاصمة للثقافة".

كما أصدر وكيل وزارة التربية د.هيثم الأثري تعميما لجميع قطاعات الوزارة والإدارات المركزية والجهات التابعة لها والإدارات العامة بالمناطق التعليمية والمدارس بشأن تعميم شعار دولة الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016 على كل المراسلات الرسمية التابعة لقطاعات الوزارة والجهات التابعة لها.

وجاء ذلك بناء على كتاب الأمين العام لقطاع الثقافة- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث تم اختيار الكويت من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016، ونظرا لما تشتمل عليه هذه التظاهرة الثقافية الكبرى من إبراز لوجه الكويت الحضاري والثقافي بين دول العالم وذلك بإقامة الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تنطلق مع بداية العام 2016 والتي تبرز وتسلط الضوء على الجانب الثقافي للكويت.

وتفاعلت كل الجهات الرسمية وغير الرسمية نع هذا الحدث العالمي، لتقديم كل ما لديها من أنشطة وفعاليات، مثل رابطة الأدباء والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.

Happy Wheels