تغطية ندوة "العلاقات الكويتية الهندية " ضمن فعاليات مهرجان القرين الـ21

11 يناير, 2015

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 21، نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب معرضا وندوة  بعنوان (العلاقات الكويتية الهندية.. من منتصف القرن ال18 حتى استقلال دولة الكويت) وذلك في مكتبة الكويت الوطنية.

تضمن المعرض الذي أقيم على هامش الندوة صور ووثائق تاريخية ومقتنيات لفهد العبدالجليل وأخرى للعم عبدالعزيز الشايع، واصدارات لمركز البحوث والدراسات الكويتية، بالاضافة إلى مقتنيات للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كعملات ورقية ومعدنية هندية كانت تتداول في الكويت، ووثائق للمبادلات التجارية بين تجار من الكويت وشخصيات من الهند ترجع الى القرن ال18.

واحتوى المعرض أيضا على معرض للصور الفوتوغرافية يوثق العلاقات الكويتية الهندية من خلال الزيارات التي قام بها حكام الكويت وعدد من الشخصيات الكويتية البارزة الى الهند آنذاك، وفي قسم آخر من المعرض، جناح للطوابع البريدية الهندية التي استخدمت في الكويت قديما وصورا للجالية الهندية العاملة في قطاع النفط منذ الخمسينيات.

 

الجلسة الأولى

عقب افتتاح المعرض الذي حضره عدد كبير من الشخصيات الكويتية يتقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بدأت أعمال الندوة في المسرح الكبير بلمكتبة الوطنية، وتناولت الندوة في جلستها الأولى التي ترأسها الدكتور عبدالله الغنيم ثلاثة محاور وأبحاث حمل أولها عنوان (العلاقات التاريخية بين البلدين من منتصف القرن 18 للميلاد حتى الاستقلال) للدكتور اقتاب كمال باشا.

وفي مقدمة بحثه يقول  باشا إن علاقات الهند التاريخية مع الشعب العربي تم توثيقها جيدا "فاتصالات ماجان ودلمون والسومرية وبلاد ما بين النهرين مع حضارات الهاربان والسند راسخة وتعرف هذه الاتصالات على نطاق واسع الان بين الشعبين الصديقين من خلال الاكتشافات الأثرية.

وأضاف أن العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية والثقافية وغيرها مكنت الشعبين من التفاعل بقوة واستقر الكثيرون من كلا المنطقتين في المناطق الخاصة ببعضهم بعضا.

وذكر أن الهند كانت تعرف لدى العرب بأنها الطائر الذهبي وأن العديد من المواد التي يحتاجها عرب الخليج تم نقلها من الهند بما في ذلك السلع الأساسية وقام التجار العرب من زمن بالتجارة مع الموانئ الهندية والتجار الهنود.

وأشار الى العلاقات الواسعة بين شعبي الكويت والهند التي تمتد أكثر من ثلاثة قرون حيث كانت التجارة قائمة في العديد من السلع وهنا جاء التبادل الثقافي والاجتماعي كما استقر العديد من التجار الهنود في الكويت تماما مثل العديد من الكويتيين الذين استقروا أيضا في أنحاء مختلفة من الهند.

الجالية الكويتية في الهند

من جانبها قدمت حصة الحربي بحثا بعنوان (الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجالية الكويتية في الهند) تناولت فيه العلاقات الكويتية الهندية والروابط التاريخية بين البلدين نموذجا للعلاقات الاستراتيجية التي ازدهرت منذ القدم.

وقالت الحربي إن الكويت كانت تجمعها مع شبه القارة الهندية علاقات تجارية كبيرة ومميزة لما تمثله من إقليم جغرافي كبير ومتنوع قبل تقسيمها عام 1947 ليتفرع من ذلك الاقليم الكبير أربع دول ذات كيانات سياسية هي الهند وباكستان وبنغلادش وسيرلانكا.

وذكرت أن ما ساعد على نمو العلاقات الكويتية الهندية موقع الكويت الجغرافي في الطرف الشمالي من الخليج العربي وامتلاكها ميناء مزدهرا فالخليج العربي يعد أحد أهم المنافذ البحرية للمحيط الهندي وحلقة للمواصلات البرية والبحرية المؤدية إلى الهند وإحدى المحطات التجارية المهمة في التجارة الدولية.

وبينت أن التجار الكويتيين قاموا بدور كبير في عمليات تسويق اللؤلؤ الطبيعي والتمر العراقي إلى الهند والعودة بنقل السلع والبضائع الهندية من الهند إلى منطقة الخليج العربي فساهم ذلك في توفير متطلبات الاقتصاد الكويتي في تلك الفترة.

وأشارت الى أن ذلك حتم على الكويتيين متابعة أعمالهم والاشراف عليها من قرب من خلال فتح عدد من المكاتب التجارية في موانئ شبه القارة الهندية لاسيما في بومبي وكراتشي وخورميان وكاليكوت وميناء جوا البرتغالي ومع مرور الزمن تكونت جالية كويتية كبيرة اشتهرت باسم "الجالية الكويتية في الهند".

آل الشايع في الهند

بدوره قدم العم عبدالعزيز الشايع بحثا مطولا بعنوان (نموذج للجالية الكويتية في الهند..عائلة الشايع) تناول فيه علاقة عائلة الشايع الوثيقة مع الهند وارتباطها بالعمل هناك منذ عام 1896 "حيث بقي علي حمود الشايع المؤسس هناك 40 سنة وابنه صالح 50 سنة".

وأضاف الشايع أن المكتب التجاري للشايع تأسس في بومبي عام 1896 وانبثقت فكرة تأسيس مكتب في الهند من العائلة في الكويت بهدف توسيع نشاطها التجاري في أهم مركز تجاري وبحري في المنطقة.

وقال الشايع إن هناك عدة مشاريع خيرية أقامها كويتيون في الهند منها (الجامعة المحمدية) التي تحققت بمبادرة من الأخ صالح الشايع عندما لاحظ أن هناك نقصا في التعليم الاسلامي اضافة إلى اقامة المساجد التي لايتناسب عددها مع عدد المسلمين في تلك المدينة فأخذ يجمع الأموال من عائلة الشايع ومن آخرين وبنى بتلك الأموال عددا من المساجد وكلية للدراسات الإسلامية ومدارس للبنات.

وأشار إلى الوجود الكويتي المهم في الموانئ الخمسة الرئيسية في الهند وما جاورها وأولها(بور بندر) وميناء (فيراول) وميناء (كراتشي) وميناء (كاليكوت) وميناء (بومبي) وغيرها.

 

الجلسة الثانية

واستكملت الندوة أعمالها بجلسة صباحية ثانية ترأسها الدكتور عبدالملك التميمي، وقدم فيها الدكتور يعقوب الحجي بحثا بعنوان (العلاقات التجارية..صناعة السفن الشراعية والنواخذه في الكويت) تناول فيه  صناعة السفن الشراعية في الكويت التي كانت  تعتمد على مواد محلية من بعض دول الخليج مثل (قارب الدرجية) الذي كان يصنع من سعف النخيل.

وذكر انه خلال تلك الفترة زادت الحاجة في الكويت إلى السفن الكبيرة الحجم (للغوص وللسفر) فجاء دور الهند في امداد صناعة السفن في الكويت بالاخشاب اللازمة والمختتلة الى جانب ما تحتاجه صناعة السفن من "خام الحديد لصناعة المسامير والمراسي وقماش لصناعة الشراع" مبينا النواخذه الكويتيين استعانوا بعمالة هنود كي يرشدوهم الى الساحل وعن طريقهم تعلموا اساليب القياس.

وقال الحجي ان السفن الكويتية كانت تحمل في كل موسم الى الهند التمور كما كانت تحمل الخيول العربية واللؤلؤ واستمرت بهذه التجارة حتى استقلال الكويت وظهور البترول.

 

البيزة والروبية

من جهته قدم رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات محمد عبدالهادي جمال بحثا بعنوان (استخدام الروبية الهندية في الكويت) وقال فيها ان اشتغال الكويتيين بالتجارة والسفر اتاح لهم فرص التعرف على شعوب العالم والتداول بالانواع المختلفة من العملات الرائجه بها.

وبين ان غياب عملة رسمية محلية ادى إلى رواج جميع تلك العملات في الكويت ومنها "البيزة العمانية والريال البرقشي الزنجباري والغران الايراني والريال النمساوي والفئات النحاسية والفضية العثمانية والليرة الذهبية العثمانية" ولم تكن الروبية الهندية يتم تداولها آنذاك نظرا لاستخدام كل ولاية أو إمارة هندية في ذلك الوقت عملتها الخاصة بها أو روبيتها التي كانت تحمل شعار واسم الولاية وصورة الحاكم أو المهراجا لكل ولاية.

واضاف جمال أنه تم اصدار اول عمله خاصة لعموم الهند وهي "الروبية" من قبل شركة الهند الشرقية في العام 1835 واكتسابها قوة مالية ضخمة ودعما قويا من قبل الشركة التي كانت تحكم الهند بالنيابة عن الحكومة البريطانية  وانتشار هذه العملة في كثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة النفوذ البريطاني في الشرق مما أهلها للانتشار تدريجيا في بعض المستعمرات البريطانية ومناطق النفوذ ومن بينها دول الخليج وجنوب الجزيرة العربية بما فيها الكويت.

وذكر ان الكويت استخدمت جميع أنواع الروبيات التي صدرت للاستخدام لعموم الهند ابتداء من الإصدار الأول لشركة الهند الشرقية الإنجليزية عام 1835 إلى إصدارات جمهورية الهند المستقلة حيث توقف استخدامها في العام 1961 عند صدور الدينار الكويتي وكان يساوي 13.33 روبية.

 

الطوابع الهندية في الكويت

وفي بحث بعنوان (استخدام الطوابع الهندية في الكويت) تناول نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات وليد السيف الحركة التجارية الواسعة بين الكويت والهند، وتأسيس بعض الوكالات التجارية للتجار الكويتيين في الهند والبصرة وأماكن أخرى والسفر إليها لمدد طويلة والإقامة بها بغرض التجارة، وهذا ساعد على ضرورة وجود مراسلات بريدية بين المغتربين الكويتيين وذويهم وكذلك المراسلات التجارية بين التجار الكويتيين ونظرائهم في الدول الأخرى.

 وبين انه لعدم وجود الخدمات البريدية في تلك الفترة فكانت المراسلات البريدية ترسل باليد بواسطة المسافرين عن طريق البر وعن طريق السفن الشراعية بحرا.

واضاف السيف ان  الحكومة البريطانية  وافقت على إنشاء مكتب للبريد البريطاني في الكويت في 19 فبراير 1904 وإلحاقه بمكتب المعتمد السياسي البريطاني وذلك بعد موافقة الشيخ مبارك الصباح على عدم السماح بفتح مكاتب أخرى للبريد في الكويت.

وقال انه كان هناك مكتب المعتمد يقوم بتسيير أعمال البريد الصادر والوارد بالرغم من عدم افتتاح مكتب البريد رسميا خصوصا مع تزايد أعداد الرسائل فكان المكتب يقوم باستلام الرسائل الواردة ويقوم بتسليمها لأصحابها في مقر دار الاعتماد بينما يتم إيداع الرسائل المراد إرسالها إما في الصندوق المخصص لهذا الغرض في مقر دار الاعتماد أو بتسليمها باليد للموظف المختص.

وكانت الرسائل الواردة إلى دار الاعتماد تأتي عن طريق مكتب البريد الهندي في بوشهر وكان الأمر الذي يدل على أنها مرسلة للكويت العنوان المكتوب على الرسالة نفسها وكذلك الأمر في الرسائل الصادرة.

واشار السيف الى ان أن عامة الناس لا يستفيدون من الخدمات البريدية المقدمة من مكتب المعتمد وكانوا يقومون بشراء الطوابع البريدية من مكتب البريد من بوشهر أو الهند لاستعمالها في إرسال رسائلهم، كما أن معظم الرسائل كانت ترسل مع المسافرين من الكويت عن طريق البر أو مع ركاب السفن المغادرة من الكويت إلى الهند.

وذكر ان  الخدمات البريدية بالكويت انتهت  عام 1947 باستقلال الهند عن بريطانيا بينما استمر استخدام الطوابع والأختام تحت الإدارة الباكستانية والتي انتهت في العام 1948م حيث حلت الطوابع البريطانية التي تحمل صورة الملك جورج السادس وموشحة باسم الكويت تحت الإدارة البريطانية بشكل مباشر واستمر ذلك حتى 1958 لتتحول الخدمات البريدية بشكل كامل تحت الإدارة الوطنية الكويتية.

Happy Wheels