تشارك في المهرجان خارج المسابقة الرسمية "برج الوصيف" تحاكي مآساة عائلية والطرح غير المباشر

13 يناير, 2016

تشارك في المهرجان خارج المسابقة الرسمية
"برج الوصيف" تحاكي مآساة عائلية والطرح غير المباشر


ضمن أنشطة مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عقد مؤتمرا صحفيا تناول تجربة مسرحية "برج الوصيف" من تونس

المسرحية تشارك خارج المسابقة الرسمية في المهرجان، وهي تتحدث عن قطة على سطح صفيح ساخن للكاتب الأمريكي تينيسي ويليامز، نص وإخراج الشاذلي العرقاوي، أداء صلاح مصدق، سهام مصدق، شاكره الرماح، صالحة النصراوي، عبدالقادر بن سعيد، مهذب الرميلي.
تحدث في المؤتمر كلا من كاتب ومخرج النص الشاذلي العرقاوي، معبرا عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الذي تحتضنه دولة الكويت بهذه الدورة الثامنة، وهي تعتبر تتويج لكل المسرحين، كون أن الأعمال المشاركة واختيارها تعد الأهم في الحراك المسرحي العربي.
أضاف أن المسرحية إنتاج المسرح الوطني مكون من ممثلين محترفين في تونس، وهي التجربة التي تعتبر بعد ستة مسرحيات يقدمها بعد مرحلة التخرج من المعهد المسرحي عام 1997 منها "الوصية" و "بر الكلام" وغيرهما، لافتا إلى أنها تحكي عن تونس بطريقة غير مباشرة، وتغير الخطاب المسرحي التونسي بعد الأحداث الأخيرة على مستوى النص، وكأن ربح المسرحييون أصبح منبرا لما جرى في الثورة.
بين العرقاوي أن المسرح التونسي خلال الخطاب قبل الثورة أفضل صورة وشكلا وجمالا، مؤكد أنه بحث في العمل بمشاكل بلده بطريقة غير مباشرة يفهما القاصي والداني، لافتا إلى أن لديه توجهات سينمائية كمؤلف ومخرج، ولقد اشتغل على هذه التجربة التي تحمل فكرة غير مباشرة، عبر حكاية مآساة عائلة يهددها الكثير من الصراع والتناحر بين النساء والأشقاء للحصول على إرث الأرض لصاحبها الذي يعاني من مرض العضال وهو السرطان، الذي يموت مع مآساته، وتبقى الشخصيات في تناحر.
لفت إلى أن المسرحية قدمت عروضها في تونس في خمسة وعشرين عرضا، وكانت مرشحة للمشاركة في مهرجانات عربية، وشاركت في مهرجان قرطاج، إلى جانب تواجدها في مهرجانات عالمية، وهي تتناول الصراع بين الإنسان ورغبااته، مؤكدا أن التراجع على مستوى الخطاب المسرحي وليس المضمون في تونس، الذي يعتبره أهم من الثورة التي تصدر للربح، وعملية نقل ما يحدث في الشارع والمنابر السياسية الجارية إلى خشبات المسرح، مفضلا توصيل المباشرة في المسرح عن طريق الرمزية في الطرح والإسقاطات.
أوضح العرقاوي أن المخرج يجب أن يعطي عمقا في الطرح، وأن مسرحية "برج الوصيف" هو من أبتكرها في تونس، وهي إهداء لروح والده الذي عانى ويلات المرض، وعاش معه سبع سنوات على أمل الشفاء، مؤكدا أن أن
المسرح هو ملاذنا الأول والأخير من الشفاء من المصائب السائدة والتدريب علي الحياة، مبيا أن اللغة في المسرح تكمن في الجسد والصراع والصمت وليس في اللغة بالمفردات، لكن الجوهر حاضرا في العرض ذاته في التوتر والموسيقى ونواح أخرى، ولقد قدمت هذه المسرحية في الأردن ولاقت التجربة كل الاستحسان والقبول.
ذكر العرقاوي أن المسرحية موقلة في الواقعية في المنطوق المسرحي عبر مستويات العناصر المسرحية والمشاهد الصامتة والمؤثرات الصوتية والرمزية في الألوان والفضاء الفارغ في الديكور، مبينا أن عشقه للسينما هو من شجعه لمجال العمل المسرحي، وتعتبر التجربة الثامنة بالنسبة إليه كمؤلف ومخرج مسرحي التي تتطرق إلى الصراع السياسي والاجتماعي لكشف الواقع.
بين العرقاوي أن المسرح ليس وصفة، بل نحن نعمل للمسرح وليس للمهرجانات فقط، وأن المهرجان العربي الحالي لم يفرض قيودا على الحرية والطرح، وترك الفضاء للمؤلف والمخرج لتقديم الرؤى.

Happy Wheels