برعاية وحضور وزير الإعلام ... فرقة الطرب الأصيل دشنت مهرجان صيفي ثقافي (10)

17 أغسطس, 2015

برعاية وحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح كان الوسط الثقافي في الكويت على موعد مساء أمس مع افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان صيفي ثقافي والذي تتواصل فعالياته في الفترة من 16 إلى 31 أغسطس الجاري تحت شعار «الكويت مركزا إنسانيا عالميا»، وذلك على مسرح عبدالحسين عبدالرضا بمنطقة السالمية وسط حضور جماهيري كبير لمتابعة الأمسية الموسيقية لفرقة الطرب الأصيل بإشراف الدكتور صالح حمدان.

 تقدم الحضور بصحبة وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش ومدير إدارة الموسيقى والتراث الشعبي سعود المسعود ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي والفنان محمد المنصور ولفيف من أعضاء السلك الديبلوماسي بالكويت بينما قدم الحفل المذيع يوسف كاظم.

وفي سابقة ربما كانت الأولى من نوعها في المهرجانات التي تستهل أنشطتها بحفل موسيقى حرص مخرج حفل الافتتاح عبدالعزيز المسعود على تقديم لوحة استعراضية مزج خلالها بين الرؤية السينمائية مستغلا شاشة عرض كبيرة توسطت المسرح، وبين الجانب التمثيلي موظفا عناصر السينوغرافيا بحرفية عالية من اضاءة ومؤثرات وأزياء تحمل الهوية الكويتية ما أضفى لمسة جمالية على اللوحة التعبيرية التي تحدثت عن تاريخ الكويت الثقافي والفني، مستعرضا أبرز المهن النابعة من تراث البلاد والتي تعبر عن جزء أصيل من تاريخ وحضارة الكويت، حيث تابع الحضور، على وقع أنغام الموسيقى التي تستلهم الماضي بعنفوانه وهدوئه وثراء تفاصيله، أبرز ملامح تلك الحقبة الموسيقية والفنية الثرية بشتى الألوان التي مازالت تشغل حيزا من اهتمام كل باحث عن السكينة بعيدا عن ضوضاء الحداثة.

المشهد الفني والثقافي

وكان الحضور على موعد مع فقرة شعرية ألقاها الشاعر محمد الخالدي الذي قرض أبياتا في حب الكويت بتلقائية وعفوية فوصلت كلماته التي جاءت من القلب ولامست شغاف القلوب حيث لعب على وتر حب الوطن وتغزل في الكويت قائلا: «بلادي ما أجمل حروفك عندما تغنت فيك الطيور».

وما هي إلا دقائق حتى عاد عريف الحفل مجددا ليعلن عن كلمة معالي الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام الذي قال: «إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن يجمعنا هذا الاحتفال الافتتاحي لفعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته العاشرة على أرض الكويت... مركز الإنسانية العالمي، ومرحبا أجمل ترحيب بضيوف الكويت الكرام، متمنيا لهم جميعا طيب الإقامة في بلدهم الثاني ومشاركة فاعلة وموفقة في هذه الدورة الجديدة من المهرجان».

وأضاف: «لقد كان المشهد الثقافي الكويتي، ولايزال، توأما لا ينفصل عن الحالة الوطنية الكويتية على امتداد مسيرة كويتنا الغالية، فأنتجت الحركة الثقافية الكويتية إبداعات، بالريشة والقلم والتعبير الفني ممزوجة بقيم الولاء والانتماء الوطني».

وواصل: «لم تكن الكويت بعيدة عن الثقافة في يوم من الأيام، بل ارتبطت بحياة أهل الكويت منذ نشأة الدولة، وتطورت مع تطور المجتمع الكويتي وانفتاحه على محيطه العربي والدولي، إيمانا منه بما تمثله الثقافة من مرآة عاكسة لإرادة الشعوب وتطلعاتها إلى المستقبل، إضافة إلى كونها أداة تجسد قيم المجتمع وسماته ومثله العليا، فحاز المشهد الثقافي الكويتي كافة أنواع الدعم والرعاية والاهتمام على امتداد مسيرة الوطن، التي تحققت خلالها حماية الإبداع الفكري وتشجيع حملة راياته، في مختلف مجالاته».

وأكمل الحمود: «تحرص القيادة السياسية العليا وفي مقدمتها سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح – حفظهم الله ورعاهم – على إعلاء صرح الثقافة ونشر المعرفة الرصينة، وتشجيع الإبداع والمبدعين من أبناء الوطن، إيمانا بأهمية تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية على أوسع نطاق، من خلال توثيق الروابط والصلات مع الهيئات والمنظمات الثقافية العربية والأجنبية وفق إستراتيجية ثقافية تنير العقل وتثري الفكر الوطني».

وزاد: «ونحن الآن على بعد أشهر قليلة من الاحتفال بإعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016، تبرز الأهمية الإستراتيجية للثقافة الكويتية التي حدد ملامحها الرئيسية المرسوم الأميري الصادر بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، والتي ترتكز دعائمها على التخطيط الهادف والبناء، في ظل المرحلة الحالية التي نعيشها جميعا والتي تتطلب منا البحث عن لغة تفاهم وتسامح وحوار بناء، نبذا لكافة أشكال وأساليب العنف والتطرف والإرهاب، درءا لما يحيط بأوطاننا من تحديات ومؤامرات».

وأكد الحمود أن مهرجان «صيفي ثقافي» العاشر «لم يغفل عن إدراج موضوع «التسامح» ضمن فعالياته، ووجوب مشاركة أبنائنا وشبابنا في رسم السياسات واتخاذ المواقف الصلبة التي تتصدى للأفكار الهدامة ونبذ ممارسات العنف، بمختلف صنوفها وأشكالها، باستقطابهم وملء أوقاتهم بالإفادة عن طريق المشاركة بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي تقارب الثلاثين نشاطا بما يعمل على ترسيخ قيم ومفاهيم الانتماء والولاء للوطن وتعزيز قدراتهم بالصورة الإيجابية وصقل مهاراتهم وتنمية خبراتهم في المجالات الثقافية والأدبية والفنية والعلمية».

 

متطلبات الشباب الثقافية

وبدوره اعتلى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش المنصة ليلقي كلمة الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قائلا: «إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ومنذ تأسيسه في عام 1973م، قد أخذ على  عاتقه العناية بالثقافة والمبدعين والمثقفين من أبناء وطننا الحبيب، إيمانا من المسؤولين به بالاستفادة من الموروثات التاريخية من ابداعات الأجيال المختلفة في مجالات الفكر والأدب بشتى ألوانه وفنونه، بهدف نقلها وترسيخها في وجدان الشباب والموهوبين، وذلك بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين القديم والجديد، فبرزت لنا الكثير من الأسماء الكويتية اللامعة على مسرح الحياة الثقافية».

وأضاف الدويش: «لقد أخذ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على عاتقه دعم الثقافة والمساهمة في تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية للشباب الواعي، من خلال أنشطة تهدف إلى نشر الوعي الثقافي وإعطاء مساحة من حرية التعبير عن النفس من خلال الثقافة».

 وتابع: «إن من هذه الأنشطة مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة، ليركز على متطلبات واحتياجات الشباب الثقافية في مختلف المجالات حيث يتضمن 30 نشاطا وفعالية منها دورات تدريبية لمحبي الكتابة، ومحاضرات تهدف إلى التوعية بمفاهيم اجتماعية مهمة كالتسامح والعطاء، وأخرى حول أهمية القراءة، بالإضافة إلى أمسيات شعرية، كما ستكون هناك ورش وعروض مسرحية، ويحتضن المهرجان في هذه الدورة عددا من الحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى ليال سينمائية كويتية، ومعرض للكتب وأنشطة ثقافية أخرى تهدف إلى تحقيق الفائدة والمتعة لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين».

 

حماس وانسجام وتفاعل

وسرعان ما اتقد حماس الحضور لدى إطلالة أعضاء فرقة الطرب الأصيل التي بدأ أعضاؤها في اعتلاء المسرح بقيادة المايسترو جمال الخلب الذي كشف عن انضمام الملحن القدير محمد الرويشد إلى الفرقة، ليكمل عقد الإبداع تحت قيادة وإشراف الدكتور صالح حمدان، لتبدأ رحلة الطرب الأصيل التي امدت الى ساعة حيث انسابت الموسيقى من بين أنامل عازفي الفرقة تحمل عبق سنوات من الأصالة بين الحضور لتثير في النفوس حالة من الانتشاء. هكذا كانت الحال في مسرح عبدالحسين عبدالرضا: حوارا متبادلا عبر لغة الإحساس ما بين الخشبة والحضور.

ومضت فرقة الطرب الأصيل في برنامجها الذي كان قوامه 20 أغنية طربية لكبار نجوم الأغنية الكويتية والتي تحمل هوية حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي: غريد الشاطئ وعائشة المرطة وغيرهما من قامات الطرب والتراث حضروا بأعمالهم التي نظمتها الفرقة بتناغم وانسجام بالاعتماد على المزج بين مقاطع من جميع تلك الأغنيات بحرفية ومهارة بينما حضر الإيقاع واشتغل المايسترو على الجانب الفردي في مواضع عدة ليبرز امكانات أفراد فرقته على آلتي القانون والكمان في حين أدى الكورال الذي أشعل حماس الجمهور بمهارة ودقة الأغنيات الشهيرة ومنها «البارحة» و«علموني» و«لي خليل» و«مسموح» و«لو أدري بيسافر» و«ما نسينا» و«آه يا قاسي» و«يا أبو عيون كدابة» و«شكواي» وغيرها من أعمال تعد بمثابة علامات في تاريخ الأغنية الكويتية والخليجية مازالت وستبقى صامدة لتعبر عن سمو الكلمة واللحن والأداء.

 

الخلب: هدفنا الحفاظ على التراث الكويتي من الاندثار

حرص المايسترو جمال الخلب على قيادة البروفات قبل انطلاق حفل الافتتاح حيث تحدث لنشرة المهرجان عن أبرز ملامح فرقة الطرب الأصيل بإشراف الدكتور صالح حمدان فقال إن الفرقة شاركت في العديد من المحافل العربية والدولية وبهدف الحفاظ على التراث الكويتي من الاندثار عقب تعاظم الآلات الموسيقية وتنوع الألوان الغنائية، وقال ان الفرقة تضم كوادر على درجة كبيرة من الحرفية والتمكن مثل عازف القانون الملحن محمد الرويشد وعازف الناي محمد التميمي وأحمد زنكي على العود فضلا عن الإيقاعات.

واستطرد: «لدينا العديد من الأسماء التي استقدمناها من فرق شعبية عدة لنستفيد من خبراتهم مثل فرقة «بن حسين» و«معيوف» حيث يعبر كل منهم عن أحد ألوان الموسيقى الكويتية مثل البري والبحري».

وأكد الخلب ان جميع أفراد الفرقة من الكوادر الوطنية لتمثل الكويت على أكمل وجه في مختلف المحافل الدولية.

 

تكريم

وفي ختام حفل الافتتاح اعتلى كل من معالي وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش ومدير إدارة الموسيقى والتراث الشعبي سعود المسعود، وذلك لتكريم نجوم الأمسية، فكانت البداية مع الشاعر محمد الخالدي ثم المخرج عبدالعزيز المسعود ثم المايسترو جمال الخلب والدكتور صالح حمدان.

Happy Wheels