المحور الخامس: إبداع الشباب السردي في الكويت

20 يناير, 2015

واصلت الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي أعمالها لليوم الثالث على التواصل، وفي محورها الخامس بعنوان "إبداع الشباب السردي في الكويت" عقدت جلسة صباحية أدارها الشاعر إبراهيم الخالدي، وناقشت بحثين لكل من: شريف صالح صحافي وناقد، وفهد الهندال كاتب وناقد.

تحدث شريف صالح مستعرضا ورقته البحثية بعنوان " اختلاق الآخر في السرد الكويت، وقدم قراءة في روايتي «ساق البامبو» و«حذاء أسود على الرصيف»، مؤكدا أن الرواية الكويتية  تأسست على يد الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل فهو من أرسى قواعدها وأسس بنيانها وبلور ثيماتها وليس أسهل من عقد المقارنة بين ما أنجزه وما قدمته أجيال تالية له سواء على مستوى الخطاب الأيديولوجي أو التشكيل الجمالي .

واضاف صالح ببحثه الذي قدمه اليوم بندوة مهرجان القرين ال21 بعنوان (المستقبل وصورة العربي برواية الاخر) والتي ناقشت بيومها الاخير محورها الخامس (ابداع الشباب السردي بالكويت) انه عندما نتطرق إلى "الآخر" كإستراتيجية نصية فإننا سنجده متصدرا عالمه السردي كما في رواياته (بعيدا إلى هنا)  و(مسك) و(في (حضرة العنقاء والخل الوفي).

وقدم صالح ببحثه تحليلا نموذجيا من مدونة السرد الكويتي لكاتبين ينتميان إلى جيل الشباب، هما رواية (ساق البامبو) لسعود السنعوسي و(حذاء أسود على الرصيف) لباسمة العنزي لاعتبار تصدر "الاخر" ثيمة وبناء كلا العملين، وذكر ان الروايتيين هما أول روايتين لشابين كويتيين تحصلان على تقدير عربي لافت فرواية السنعوسي أول رواية كويتية تفوز بجائزة (بوكر) العربية ورواية باسمة أول رواية كويتية تفوز بجائزة (الشارقة للإبداع ) كما حظي العملان باهتمام واسع على مستوى النشر والمقروئية.

 وقال: ارتكزت دراسات الآخر في السرد العربي على منهج النقد الثقافي المتعلق بمفاهيم وقضايا حول القوة والاستعمار والسياسة وخطاب الكولونيالية وهذا المنهج يتخذ من السرد الأدبي «وثيقة» للتحليل الثقافي والأيديولوجي في الأساس وليس للتحليل النصي والجمالي بمعنى أنه يتوسل الأدب لقراءة ما هو خارج الأدب، مشيرا الى ان في كلا الروايتيين وقع النقد في المباشرة والنمطية فان اختلاف "الاخر" كمراة عاكسة لتشوهات المجتمع جعل النقد مبررا فنيا .

الوعي الروائي

من جانبه قال الكاتب والناقد فهد الهندال ببحثه (صورة المجتمع في الوعي الروائي.. العيسى والحمادي نموذجين) الرواية نمط أدبي لا يمكن أن يوجد من فراغ أو عدم حضاري أو إنساني أو تاريخي ولأنها عمل مشروط في نشأتها الأدبية باتكائها على استجابة المتلقي مع محركاتها الفكرية والفنية المواكب لسياقها الثقافي

وأضاف ان من أهم أسباب رواج الرواية قدرتها على فنية انقلاب الأوضاع الفكرية في الحياة ورصدها لتحول زمني يتفرع منه تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية بحثا وتنقيبا عن خفايا الزوايا في مجتمعاتـنا الإنسانية تستـمد استمرارية ذلك من حـراك الزمن والمجتمع.

كانت الرواية الواقعـية أحد فصول السيرة الذاتية لأي مجتمع إنساني يحاول الروائي ابن هذا المجتمع أن يعرض التجربة كاملة من دون مسافات أو فواصل زمنية عن أسباب القلق الساكن في مشهد الحياة العامة

وذكر الهندال ان الرواية الكويتية شهدت بالالفية الثالثه تطور لها وحضورا مكثفا لها متجاورا بين الاجيال الروائية مما شكل ازدحاما ملحوظا في تعدد العوالم الروائية عند كتاب الرواية.

وقدم ببحثه دراسة لرواية بثينة العيسى (كبرت ونسيت ان انسى) ورواية عبدالوهاب الحمادي (لاتقصص رؤياك) كتجربتيين روائيتيين تمثلا نموذجين فقط ضمن المشهد الروائي للكاتب الكويتي الشاب وتبين مدى الوعي السردي لدهم.
Happy Wheels