المجلس الوطني يقيم ندوة (اقتناء الحداثة) عن العمارة

15 ديسمبر, 2014

اقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ندوة بعنوان (اقتناء الحداثة) في مكتبة الكويت الوطنية بمناسبة ختام مشاركة دولة الكويت في معرض العمارة الدولي ال14 في بينالي البندقية.

وشارك في الندوة المهندسة بالمكتب العربي للاستشارات الهندسية دانة الجودر بورقة بعنوان (مناجاة البيروقراطية) والمهندسة المعمارية بشركة (اي.جي.اي) للعمارة عايشة الصقر بورقة بعنوان (الماء هو المعلم) اضافة الى الباحثة المساعدة بدار الاثار الاسلامية سارة سارغوسا بورقة بعنوان (الاوجه الاخرى للحداثة).

وقالت المهندسة الجودر في الندوة ان المشاريع المعمارية يستغرق تنفيذها وقتا طويلا في الكويت نتيجة للتدقيق والتعديلات المضنية التي تمتد اجراءاتها سنوات طويلة فتتحول المشاريع الى دراسات غير مستخدمة.

واضافت ان تلك المشاريع تصبح مع الوقت طموحات مجمدة وذلك "لان العميل غير مهيأ اساسا ليقرر ماذا يفعل بها فهناك اكوام من المخططات والمشاريع مرمية في الارشيف والتي تتلف مع مرور الزمن".

واوضحت ان عملية البناء يجب ان تكون تتم وفق جدول محدد زمنيا وانشائيا ولا تتعداه لكون التأخير في تنفيذها سيتسبب بخسائر مالية كبيرة مبينة ان السبب الرئيسي في تأخير تنفيذ معظم المشاريع في البلاد "هو تقاسم الوزارات والجهات الحكومية الاشراف على تلك المشاريع".

من جانبها قالت المعمارية عايشة الصقر في الندوة ان فهم تقدم دولة الكويت معماريا يتم عبر التعرف على العلاقة المتغيرة للمجتمع نحو المياه اذ ارتبطت العمارة الكويتية بحاجة المجتمع الى المياه ومدى وفرتها في بعض الاماكن.

واوضحت ان تحول البلاد من معاناة ندرة الموارد المائية الى وفرتها كان له الاثر الاكبر على الثقافة والبيئة الحضرية مبينة انه على الرغم من تأثير النفط كمحرك رئيسي في انشاء مساحات جديدة في البلاد الا ان البحر هو الذي يغذي استمرار التوسع العمراني في المدينة الحديثة.

واشارت الى العديد من المشاريع التي تطل على البحر ومنها الجزيرة الخضراء وابراج الكويت معبرة عن استيائها للاهمال الذي طال الابراج وطريقة ترميمها التي ادت الى ازالة الحديقة المحيطة بها اضافة الى بناء المنتزه المائي التجاري بجانبها.

وذكرت ان ملامح المبنى الاصلي والغرض الذي انشئ من اجله لم تعد واضحة للعيان مشيرة الى ان تنشيط الواجهه البحرية في الوقت الحاضر يعتمد على كونها مساحة تجارية وليس مكانا عاما.

من جهتها رأت الباحثة سارة سارغوسا ان الكويتيين تبنوا في بداية الخمسينيات الحداثة في البناء والمعمار وتقبلوا فكرة الهدم الشامل للبلدة القديمة دون ان يدركوا تماما تبعاتها.

وقالت ان المجتمع المحلي سعى وراء كل ما هو حديث واحتشد لتكويت مجتمعا متطورا من صنع الانسان والتحول من استخدام الطين الى الخرسانة اذ دعت الكويت مئات المعماريين والمخططين الاجانب لتقديم مخططات لبناء العاصمة الحديثة فتحولت الكويت تلك البلدة الساحلية الى عاصمة دولة تحوي دور الصناعه والمدارس والمصارف.

وذكرت ان السعي لاقتناء الحداثة في غضون بضعة عقود اثار مجموعة من التحولات تعدى تاثيرها كتنظيم مساحي لاقليم جديد موضحة ان عملية التوزيع غير المسبوقة للثروة الجديدة ادت الى استبدال القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السابقة "واعادة تعريف الامة باكملها".

وكانت دولة الكويت قد شاركت من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في معرض العمارة الدولي ال14 في بينالي البندقية الذي اقيم في يونيو الماضي تحت عنوان (اقتناء الحداثة) بمشاركة 21 مختصا في تخصصات مختلفة.

وركزت المشاركة الكويتية على تسليط الضوء على وصول مفهوم الحداثة الى الكويت من خلال مجموعة من المباني والمشاريع التي اقامتها الحكومة وباتت تمثل رموزا حضارية حديثة مثل متحف الكويت الوطني الذي صمم عام 1960 واكتمل بناؤه عام 1983

Happy Wheels