الشيخ سلمان الحمود يفتتح مؤتمر القراءة الوطني الاول

19 أبريل, 2015

برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء  افتتح وزير الاعلام و وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان صباح الحمود الصباح  فعاليات مؤتمر القراءة  الوطني الاول صباح يوم الاحد في فندق جي دبليو ماريوت بحضور ضيوف المؤتمر وعدد من الشخصيات الثقافية والاعلامية .

وقال وزير الاعلام ووزير الدوله لشؤون الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح بكلمة القاها بافتتاح (مؤتمر القراءه الوطني الاول) ان المؤتمر هو دعوة للالتفات حول خير جليس الا وهو الكتاب ونتخذ منه رفيقا في الحياة وجسرا للارتقاء بالفكر المستنير ووسيلة خلاقه لتطوير علاقه الانسان بالحياة عبر التواصل الثقافي والبشري.

واضاف ان القراءة ضرورة حياتية للتطور والرقي وان القياده السياسية العليا بالبلاد توليها جل اهتمامها وعنايتها ايمانا بما تمثله القراءه من ركيزة اساسية لبناء الفكر المستنير للفرد والمجتمع.

وذكر وزير الاعلام ان المشروع التنمية الشامله الذي تطمح دولة الكويت الى انجازه لايمكن ان يتحقق الا اذا كانت المعرفه والثقافه متجذره في نفوس وعقول الناشئه والشباب مما يضع على عاتق المؤتمر العمل على حث الجيل الجديد لبناء معرفتهم وتكوينهم الثقافي الذي يصب في بناء الوطن والنهوض به. متمنيا ان يتبنى هذا المؤتمر استراتيجية وطنيه لتشجيع الناشئه والشباب وغرس وتعزيز دورها في لغة القران عبر التعاون والتنسيق بين المجلس الوطني للثقافة والنفنون والاداب وبين الجمعيات والكيانات التربويه عملا بمبدا المشاركة الوطنية وروح الفريق الواحد.

وفي ختام كلمته وجه الشيخ سلمان الحمود  الشكر  الى مجموعة مشروع حروف الثقافي التطوعي و المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب  لتنظييم هذا المؤتمر بدورته الاولى الذي يؤكد دور دولة الكويت على خريطة الثقافة العربية .

وفي كلمتها  قالت   رزان المرشد رئيسة  مجموعة حروف الشبابية الثقافية   ان  رسالة مؤتمر القراءة الوطني الاول  هي  ايجاد بيئة ثقافية  تسعى  لفهم الواقع و البناء على معطياته  وويهدف  الاهتمام بالقراءة مع الالمام بوسائل المعرفة الاخرى , اثارة الفكر وتمكين  المساهمة الشخصية , الارتقاء باساليب الحوار و التعايش مع الراي الاخر و تعزيز قيمة العمل التطوعي .

وعلى هامش المؤتمر افتتح  الشيخ سلمان الحمود معرضا للكتاب تضمن عدد من اجنحة  دور النشر الكويتية و المجموعات الشبابية الثقافية  , و الجناح الخاص بانشطة وفعاليات الطفل المصاحبة للمؤتمر الذي يستمر حتى 20 الشهر الجاري .

مفهوم القراءة وعلاقة المبدع بالمتلقي

بدأت صباح امس الاحد الجلسة الاولى  للمؤتمر حيث قدمت د ابتهال الخطيب د ايمن بكر  الذي قدم ورقة بعنوان (مفهوم القراءة وبيان هوية القارئي ودورة في المجتمع )

طرح د. بكر مجموعة من التساؤلات حول علاقة المبدع والمتلقي أي الكاتب والقارئ ومنها

لماذا فقد الإبداع متلقيه؟ هل يجب أن ينزل المبدع للمتلقي أم يصعد المتلقي للمبدع؟ إلى متى سيبقى المبدعون في أبراجهم العاجية ممارسين التعالي على المتلقي؟ ألا يجب على المبدع أن يضع في حسبانه البعد التواصلي مع المتلقي حين يشرع في ممارسة إبداعه؟ ألا تعد التجارب الإبداعية المغرقة في تجريبيتها وسيلة طرد للمتلقي الذي يصعب عليه فهم شفراتها والتعامل مع قيمها الجمالية؟

القضية التي تطرحها الأسئلة السابقة تبدو للوهلة الأولى مقبولة جدا، خاصة أنها توحي بتعاطف خفي مع من يسمى «المتلقي »

واضاف بقولة يمكننا الآن الوقوف عند بعض التفاصيل.

ما المقصود ب «المتلقي »؟ ولماذا يكثر استخدام كلمة «المتلقي » بدلا من كلمة «القارئ » في معظم  ولا نقول كل صياغات هذه القضية؟

فكرة التلقي تبدو مبرزة الجانب السلبي في فعل القراءة، إذ تركز على تصور محدد للتواصل

وقال الصياغة السابقة للقضية تبدو أيضا مؤكدة لفكرة أسطورية عن المتلقي، تصوره كيانا ثابتا قائما هناك في الفراغ، بانتظار العمل الإبداعي ليحكم عليه بأدوات هي الأولى بالاعتبار، كما أنه لا شك في قدرتها على الحكم، وكل ما يخرج عن حدود قدرة هذه الأدوات هو ضرب من الشطط، الذي يجب عليه إعادة النظر في نفسه حتى يمكن حشره ضمنها.

وقال الكلام عن المتلقي في الصياغة السابقة للقضية يهدر كذلك أي بعد واقعي إنساني لذلك المتلقي؛ فالكلام يبدو من ناحية معتما للكثير من تفاصيل الواقع الثقافي، الذي يغرق الإنسان العربي في صراع محتدم مع أفكار الحفاظ على الوجود والكرامة، والرغبة في تحقيق أبسط ما تضن به الأنظمة الحاكمة من حقوق للإنسان.

واضاف استخدام كلمة «المتلقي » بما تحمله من ظلال سلبية ربما يشير إلى إحساس خفي بالتفوق والقدرة على التحكم لدى جماعة معينة «المبدعين »، في مقابل جماعة «المتلقين » التي يتحدد دورها طبقا لهذا التصور السلطوي ويشيرالى ان فعل القراءة  حالة مشاركة تفتح الباب أمام المناقشة التي تجر احتمالات الرفض. النخب المشتغلة بالفكر والأدب والفن في واقعنا العربي لا تبدو أقل ديكتاتورية من الأنظمة في نظرتها للقارئ العام الذي تعلم كيف يرد بالتجاهل على كل السلطات التي تنصب شباكها حوله.

القراءة تعني التفاعل وتنفي الحركة المهدفة ذات الاتجاه الواحد من ذات مبدعة إلى ذات أخرى لا تفعل سوى الاستقبال السلبي، التفاعل الذي ينفي ثنائية أعلى/أدنى المتضمنة في بعض صياغات المشكلة، القراءة فعل يقود إلى مساحة من الحرية يتحمل ضمنها كل من الكاتب والقارئ مسؤولية الإبداع، مساحة من الحرية لا يبدو أن النخب المشتغلة بالفكر في وطننا الكبير قد تربت عليها. القارئ إذن هو ذلك الكيان الفاعل في العمل الإبداعي بالقدر نفسه الذي يقوم به المبدع، وربما أكثر؛ أليس القارئ هو من يملك استراتيجيات التأويل التي يمكنها أن تنطق العمل بما لا نهاية له من الدلالات؟ القارئ

 أيضا كلمة تشير إلى جزء من فعاليات الإنسان، فالإنسان كيان عام يشمل مجموعة كبيرة من النشاطات تقع القراءة ضمنها، وهو ما يشير بدوره إلى مستوى المخادعة التي يتضمنها السؤال عن «المتلقي » أو «القارئ » هكذا من دون أي تحديدات تفصيلية تظهر المقصود بهذه الكلمة، وتظهر بالتالي مستوى التشابكات المعقدة التي تكتنف عملية القراءة، تلك التشابكات التي ستفتح الباب على مشكلات الواقع الثقافي العربي كله، وبعد ذلك دارت مجموعة من الحوارات والتساؤلات بين المحاضر والحضور .

Happy Wheels