افتتاح الندوة الفكرية لمهرجان القرين -المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر

18 يناير, 2015

اليوحة: الثقافة العربية ثرية بما يربط بين أبنائها من المحيط إلى الخليج

     الرواية هي موسوعة العصر الحديث المعبرة عن وعي الإنسان

تابع الندوة: عادل بدوي

أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة حرص الكويت على تنظيم الفعاليات التي تسلط الضوء على قضايا الأمة العربية والإسلامية وتراثها وحاضرها ومستقبلها بما فيها قضايا الثقافة والفنون والآداب.

وقال اليوحة في كلمته خلال افتتاح الندوة الفكرية الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي الـ21 (المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر) إن ندوة هذا العام تفتح الباب واسعا على ثنائية "الذات والآخر" التي يرتبط كل طرفيها بالأخر ارتباط تعريف ووجود.

وذكر اليوحة أن ندوة (المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر)  تعتبر نافذة على الآخر وعلى الذات في آن واحد، مشيرا الى اختيار موضوع السرد الروائي تحديدا لاقتناع المجلس بأن الرواية هي موسوعة العصر الحديث المعبرة عن وعي الإنسان خلال القرنين الأخيرين في بقاع الأرض المختلفة.

وأضاف اليوحه ان دورة هذا العام  من مهرجان القرين الثقافي متنوعة المصادر والأبحاث والتوجهات، ومن داخل الثقافة العربية وخارجها بهدف توسيع زاوية الرؤية لتغطي أكبر مساحة ممكنة من الروايات العربية والعالمية، وكشف تدرج صورة الآخر التي يبدأ تشكلها داخل البلد الواحد.

وسلط اليوحة الضوء على محاور الندوة وقال إن الأبحاث تدور حول محاور مختلفة تتصل اتصالا مباشراً بموضوعها: حيث يتناول المحور الأول صورة العربي في الرواية الغربية الكلاسيكية ، وهي تشمل ما كتبه الروائيون والرحالة الغربيون في الفترة الاستعمارية، ثم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وينصبُّ المحورُ على رواية الغرب المعاصر، وتتنوع أبحاثه تنوعا ثريا، لتشملَ رواياتٍ من الثقافات الغربية الأكثر بروزا وتأثيرا في ثقافاتنا. وستكون هناك أبحاث عن صورة العربي في الروايات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والأمريكية. وفي المحور الثالث سوف تلقي الأبحاث الضوء على ما سميناه "سرد الجوار" ومن خلاله سنطالع أبحاثا عن صورة العربي في الروايات : التركية والإيرانية.

إثراء الوعي العربي

أما المحور الرابع فسيكون عن صورة العربي الخليجي في روايات العرب من الخليجيين ومن غير الخليجيين، وهو محور يكشف عن الكيفية التي نتصور بها أنفسنا كعرب وكخليجيين، كما يكشف عن كثير من الأنماط الثابتة التي غالبا ما تبتعد عن الحقيقة ، وعن حركة التاريخ في تحولاته المستمرة.

وسيتوقف المحور الأخير عند ملمح صريح من ملامح المستقبل الروائي في الكويت والوطن العربي، ويتمثل في ظاهرة روايات الشباب الذين ابتدعوا لأنفسهم قنوات خاصة لإيصال سرودهم الروائية ، وهي ظاهرة يجب التوقف عندها بالتحليل والتقويم إذا لزم الأمر بوصفها تحركا إيجابيا من جيلٍ شابًّ يحاول أن يجد لنفسه موطئ قدم في الثقافة العربية .

وأعرب اليوحة عن أمله بأن تسهم الندوة في إثراء الوعي العربي بصورة علمية موضوعية ودقيقة وفي إجلاء تصوراتنا الثقافية عن أنفسنا وعن العالم من حولنا، بهدف البحث عن قواسم مشتركة على رغم ما بيننا من اختلافات، مضيفا انه لا نجاح إلا بالحوار والنقاش الموضوعي وهذا هو المقّوم الأول للثقافة والتطوير.

واختتم اليوحة بالتأكيد على أن الثقافة العربية ثرية في تنوعها قوية بما يربط بين أبنائها من المحيط إلى الخليج، ونحن على ثقة بأن نجاح هذه الندوة سينعكس إيجاباً بوصفه امتداداً  لإسهامات الكويت في الثقافة العربية ، كما نثق بأن النقاش في الجلسات بين إخواننا المشاركين والحاضرين من الكويت ومن بلدان الوطن العربي ومن دول صديقة ، هو ضمان لنجاح الندوة وتعاظم نتائجها.

 

كلمة منسق الندوة

من جانبه قال منسق الندوة الدكتور محمد الرميحي إن موضوع الندوة هو لبنة أولى في طريق طويل لمعرفة الصور النمطية السلبية أو الايجابية بين الجماعات البشرية، في وقت نشهد فيه عاملان متناقضان ، الاول تشبيك عالمي غير مسبوق،والثاني العودة الى الهُوية حتى حصار النفس، أمام هذه الثنانية تلعب الرواية دورا في تشكيل الصورة عن الاخر. وتكوين رأي عام  حول قضايا جوهرية، وقد قيل ان الشعر اُبوة، ومكانه القصور، والرواية امُومة تسير بين الناس في الطرقات ،كناية عن انشارها ودفئها وتاثيرها ،وهو قول يبدوا الى حد كبير صحيحا، ان نظرنا الى الكم الضخم في الاعمال الروائية العالمية، او العربية، او التي تصدر حتى من مجتمع قريب من بداية التعليم نسبيا كبعض مجتمعات الخليج.

 وقال "كلما تقدمت وسائل الاتصال حرصت الجماعات الانسانية على تميزها، وهنا تلعب الرواية دورا في التميز من جهة، والتعريف من جهة أخرى، معربا عن الأمل بأن تجرى حورات الندوة بروح علمية عالية وانفتاح منهجي وأن يستفيد الجميع علميا بهذه الخطوة الصغيرة كمقدمة لدراسات أوسع في المستقبل، منوها أن دراسات وأبحاث هذه الندوة ومناقشاتها ستنشر بكتاب في المستقبل القريب.

الموضوع الذي نجتمع حوله اليوم هو لبنة  اولى في طريق طويل لمعرفة الصور النمطية السلبية ( او الايجابية) ان وجدت بين الجماعات البشرية، وهدفنا المعلن والمتواضع في هذه الحلقة النقاشية، هو العبور من ( التشكيك الثقافي) الى ( التشبيك الثقافي)، فكلما تقدمت وسائل الاتصال، كلما حرصت الجماعات الانسانية على تميزها، وهنا تلعب الرواية دورا مميزا في التميز من جهة والتعريف من جهة اخرى. المشتغلون بالعلوم الاجتماعية، يرون ان الرواية بسبب تقنياتها تميل الى اظهار المُختلف والغريب والحاد في المجتمعات، فكيف يمكن ان نقرائها ونحن واعون الى ان التعميم مضاد للمعرفة،! وقد يكون ذلك  سؤال مركزي، قد يجرى حوله الحوار.

وتابع.. بين نقد الهُوية وتاكيدها، قد تاخذنا انزلاقات خطيرة في التعيم ، تعيم الخاص، والمبالغة في فصل الثقافات، لذلك من اهداف هذه الخلوة الاشارة الى مخاطرة الفصل الكلي او الوصل الكلي، من اجل تعديل التوازنات والاشارة الى الخلل والوعي بمشكلات العصر.

واختتم الرميحي باقول: نحن اليوم لا نواجه نهاية العالم،كما يرغب البعض في التصور، ولكن نحن نواجه نهاية عالم قد خبرناه والفناه، ومظاهر ذلك التغير شاخصة أمامنا، وهو للبعض تهديد للهُوية، وما هذاه الظاهرة النارية التي نراها مشتعلة منذ اربع سنوات في محيطنا، الا دليل على اننا امام عالم جديد، قد تضيئ لنا بعض الاعمال الرواية دروبة، وقد تعتمها اعمال اخرى. ان ضيق مساحة الحوار قد يكون احد دوافع ازدهار الرواية العربية، كما ضيق التعبير الحر، يجعل من البعض يقول على لسان ابطاله ما لا يقدر ان ينسبه الى نفسه، كل ذلك جزء من موجة الاحتجاج والحيرة،وتدفق جيل كامل الى الرواية والتعبير عن مجتمعها ونفسها، انها ظاهرة تستحق النقاش.

من جهته أشاد الدكتور بوزيد لغلي في كلمة ألقاها نيابة عن المشاركين في الندوة بدعم الجهات الحكومية المعطاءة التي تشجع الثقافة وتنشر قيم السلام والتسامح في عالم يمور بالصراعات والنزاعات المتشددة معربا عن الأمل بأن تفضي توصيات الندوة إلى مزيد من التواصل والتفاهم وقبول الاخر المختلف.
Happy Wheels