أمسية شعرية في حب الكويت بمشاركة شعراء من تونس والسعودية ولبنان

27 نوفمبر, 2013

أحيا الشعراء مسفر الدوسري وفاطمة محمود ود. محمد السعدي أمسية شعرية ضمن فعاليات معرض الكويت للكتاب في نسخته الـ 38، وأدار الأمسية الشاعر سالم الرميضي.
قرأ الشعراء المشاركون مجموعة نصوص منتقاة من دواوينهم الشعرية، معبرين عن مشاعرهم عبر خطاب متنوع ينهل من اتجاهات شعرية، سواء في اللغة الفصيحة أو العامية، مختلفة شكلا ومضمونا، وتركزت قراءاتهم على الغزل والعواطف الجياشة.

بداية، عبرت الشاعرة التونسية فاطمة محمود عن سعادتها بالمشاركة في الأمسية الشعرية، مثمنة دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيم أنشطة مصاحبة لمعرض الكتاب، ثم قرأت الشاعرة من مجموعتها الشعرية الأولى «رغبة أخرى لا... تعنيني» نصا بعنوان «طفلة»:
كانت الطفلة/ تعد الأحلام بأصابعها/ وتبكي لأن عدد الأصابع لكل الأحلام/ لا تكفي
وتلا هذا النص القصير آخر يماثله في الحجم من مجموعتها الشعرية الثانية «ما لم يقله.. القصيد»، وجاء بعنوان «براءة»:
وأنا تلميذة في القسم/ ينشغل المعلم بدرس في الحساب أو شرح نص/ وأنشغل أنا في النصف الأسفل من السبورة/ حيث ضوء الشمس من النافذة سينعكس/ فينمو في القلب فرح طفولي بوشك رنين الجرس.
وتميز النصان بقصرهما وكذلك ببراءة الطفولة ضمن أجواء مفعمة بالترميز.
ثم ألقت الشاعرة مجموعة نصوص قصيرة جدا من ديوانها الثالث «الوردة التي.. لا أسميها»، ومن أجواء القراءات:
كلما تقدم بي العمر/ أحن للذنوب التي اقترفت/ وأعض على القلب: ويحي../ كيف فاتتني ذنوب أخرى؟
كما تابعت الشاعرة التونسية قراءاتها متنقلة بين دواوينها الأخرى منتقية شذرات قصيرة جدا من أعمالها التي تتسم بالمفارقة والدهشة.
وعقب النصوص القصيرة والمختزلة، قرأ الشاعر اللبناني د. محمد السعدي مجموعة قصائد تراوحت بين اللغة الفصيحة واللهجة العامية، واستهل هذه القراءات بقصيدة أهداها إلى الكويت، يقول فيها:
بحروف الشعر كتبت الكويت اسمها/ بحضن الدنى أحلى بلد اتزين بسمار شعبها/ حامي وطن نفديه بالعيون الشيخ صباح قمرها/ خلقت فيها بعهد الأمير جابر عمر أرضها/ كحل مسيرة الأمير صباح بسواعد الله باركها/ من لبنان جينا يا درة الخليج نهديكن عطرها/ نختم الكلام بطيبة قلوبكن تنطرب مسمعها/ الله يحفظ تراب بإخلاص نسرد أصلها/ الوفي لبلدنا بالمحن أثبتوا الشهامة بملامحها/ كلمة شكر ما بنوفيكن شعب وأمير للحظة نجمعها.
ويختزل الشاعر من خلال قصيدته دور دولة الكويت في دعم الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمر بها، مستذكرا طفولته التي قضاها في الكويت، ودرس في مدارسها، ثم عاد إلى بلده في العام 1996.
ثم قرأ الشاعر محمد السعدي قصيدة بعنوان «كتبتها»، ومنها هذا المقطع التالي:
كتبتها على ورقي كتبتها/ وبدمي رسمت صورتها/ دمي في حبها ملكها/ وعمري يرخص لفدائها/ جبل من الحياء في شخصها/ فتمنيت أن أكون جزءا من شيمها.
ثم قرأ الشاعر قصيدة بعنوان «الوداع»، ومن أجوائها:
ثلاثة أيام على كلمة الوداع                     كم يصعب الفراق عن جوهرة لتعود للضياع
الحب من نظرة في القلب صيتها ذاع        ستظل مخلصا يا فؤاد لذكراهم لن أكن بياع
نقاوة روحه بين أغصاني لها بريق لماع        تخبرك أسرارا بصوت كنار شجنه سطاع
بصحبتها حنان يغمرك برحيقها أرقى متاع        قمم أتسلقها لأرفع راية بيضاء في هيامها شجاع
تطوي أوراقا سبقت لكأسها يطيب الدماع        أبارز الشعر بشعري أرى بشخصها الإبداع
نحفر الصخر لندون قصة شريان عاشق مطياع.
أما الضلع الثالث في الأمسية فكان الشاعر السعودي مسفر الدوسري الذي قلب في دفاتره الشعرية منتقيا مجموعة قصائد طرب لها الحضور وأشعلت الأكف تصفيقا. وفي مستهل حديثه، شكر الشاعر مسفر الدوسري المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعوته للمشاركة في الأمسية الشعرية، مشددا على أنه يشعر بالألفة ومحبة الجمهور، وأهدى أولى مصافحاته الشعرية إلى دولة الكويت، ومن أجوائها:
رغم الغبار اللي ذروه بعيونك/ أحلى العيون عينيك/ اللي إنتي كل ما فيك/ يا كويتنا ينحب/ ونعشق هوى ترابك/ مهما حدرنا شب/ ودام أنتي وسط القلب ليش نسألك وينك.
ثم انتقل الدوسري إلى شعر الغزل وقرأ قصيدة «العام الجديد»، ومنها الأبيات التالية:
إنت أجمل ما حصل لي العام/ والعام اللي قبله/ واللي قبله/ واللي قبله/ إنت أجمل ما حصل في عمري كله/ وإنت أجمل من نثر في عيني نوره/ وانتشت روحي في ظله/ وأجمل من خذا قلبي معاه/ وصرت في صدري محله/ فالسنة اللي راحت/ إنت أحلى ما كتبت/ وإنت أروع ما قريت/ وإنت أشرق ما رأيت/ وإنت أورق ما حلمت.
تميزت قراءات الدوسري بالأداء الجميل المنضبط الذي شهد تفاعلا من الجمهور، ومن القصائد التي قرأها «خلاص ماني شاعرك!»، ومنها:
خلاص ماني شاعرك/ ولا أنا ترف فساتينك/ ولا كحل الفرح لا سولفت محاجرك/ ولا أنا روجك ولا تسريحة «الشنيون» ولا سحر المناكير بطرف أظافرك.
وفي ختام الأمسية، قدم الشاعر اللبناني د. محمد السعدي درعا تعبيرا عن شكره للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتسلم الدرع مدير إدارة الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سهل العجمي.
وعقب انتهاء الأمسية، حرص الجمهور على التقاط الصور مع الشعراء، وكان لمسفر الدوسري نصيب الأسد من الصور التذكارية.
 
Happy Wheels