محاضرة فرحان الفرحان عن الاهمية التجارية والاجتماعية للاسواق القديمة

22 يناير, 2014

ضمن الانشطة الثقافية لمهرجان القرين الثقافي بدورته العشرين  نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب محاضرة عن الاسواق الكويتية القديمة قدمها الاستاذ فرحان عبدالله الفرحان  صباح يوم الثلاثاء في المدرسة القبلية بحضور  امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس علي اليوحه والامين العام المساعد لقطاع الاثار والمتاحف شهاب الشهاب ومدير مكتبة الكويت الوطنية د.حسين الانصاري  و مدير ادارة الشؤون الهندسية المهندس سمير القلاف ود.غادة الحجاوي وعدد من الحضور .

تحدث الفرحان في هذه المحاضرة عن اهمية التجارة  في واقع الحياة في الكويت واثر موقعها الاستيراتيجي عليها الى جانب  النسيج الحضري  والطابع المعماري المميز للاسواق في البيئة الكويتية  الذي كان عاملا مؤثرا للمحافظة على هذا الارث العمراني  الذي يعكس  النسيج الاجتماعي المتلاحم  في حياة مدينة الكويت القديمة من بيوت ومساجد وبراحات خالقا ارتباطا وثيقا بين منظومة العيش  اليومية للسكان ، كما ان للسوق القديم طابع اجتماعي كونه يمثل  مختلف العائلات الكويتية والمهن التي اشتهروا بها  والثقافة العامة التي جبلوا عليها ليكون مقصدا للتجار والعمال والمستهلكين .

وشرح الفرحان عن التكوين الداخلي للسوق حيث قال : ان لموقع ساحة الصرافين وتعدد استخداماتها اهمية كبيرة جعلها  الملتقى التجاري والسياسي والاجتماعي  ومعبرا تجاريا للقوافل  والمتسوقين منذ بداية القرن العشرين  الى نهاية عقد الستينيات حيث تحيطها الدكاكين من جميع الجوانب  وتضم كذلك العماريات  والعرشان لتقي  الباعة من حرارة الشمس ،ويحد  الساحة "الصنقر" وهو بقايا البوابة الرئيسية  للسور الثاني منذ عام ١٨١١ م ويقابله مقهى كبير  يدعى "قهوة الدهن" التي تضم ميزانا كبيرا  تابعا للحكومة يسمى "قبان" ليتأكد المشترين من اوزان مشترياتهم ويطل على جانب الساحة "سوق الصراريف" وهو يحل محل البنوك في ذلك الوقت  وهو عبارة عن صف واحد من الدكاكين شيدها الشيخ سالم في عهده  ، كما كان اعتماد اهل الكويت  في تخزين اموالهم  على محلات الصرافة ، وكان البعض يأتي من الجزيرة العربية  ليودعوا اموالهم  للموسم المقبل  وضمانهم هو الامانة والثقة  المتبادلة بينهم  ، ويذكر ان الحائط الشرقي  للمحل استخدم من قبل الحكومة للمنشورات والاعلانات ، وكذلك يقع من الناحية الشماليه الشرقية من ساحة الصراريف " سوق الماي" الذي يتجمع به الحمارة لبيع الماء وكانوا يجلبونه بالقِرٓب على ظهور الحمير من عدة مصادر للمياه  ، وايضا هنالك سوق الخضرة  الذي شيده الشيخ مبارك عام ١٩٠٠م وسوق التمر ، ومع التوسعات ونمو المنطقة كان هناك سوق التناكة ، سوق النورة، سوق الغربللي ، سوق الخراريز ، سوق الحمام ، سوق حمام الربيع ، وسوق الدعيج ومع القرارات والقوانين التي نظمتها البلدية  كان هناك سوق الغنم والجمال صباحا ، وسوق الحمير والبقر مساء ، اما سوق الدواجن وسوق الحمام يكون يوم الجمعة فقط . 

وفي الستينيات ومع استمرار  التوسعات  في المنطقة تحولت ساحة الصراريف التاريخية الى مواقف سيارات  الا انه استرجع جزء منها  من قبل البلدية  ليكون مساحة تجميلية  للاسواق المحيطة الى وقتنا الحالي.

Happy Wheels