شعر الشباب يحلق في القرين 20

19 يناير, 2014

ضمن فاعليات مهرجان القرين الثقافي ال 20 وبحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون د بدر الدويش استضافت رابطة الادباء الكويتيين مساء السبت أمسية شبابية قدمها طالب الشريف وضمت شعراء من أربع دول: شيخة المطيري من الإمارات، حنان بديع من لبنان، جاسم الصحيح من السعودية، ومصعب الرويشد من الكويت.

  كانت البداية مع الشاعرة الإمارتية شيخة المطيري الذي القت أربع قصائد تميزت بالتكثيف من خلال لغة بسيطة تعبر عن ذاتها الشعرية، تصور المطيري مشاهد من واقع الحياة مثل المقهي وتارة تقوم بتصوير أحلام البنات الباحثات عن فارس الأحلام ورائحة الحب في مساءات الهوي:

كان ينام وحيدا

كان يرش الملح على خديه

كل رذاذ اللافندر

لا يشبه الحب

لا يشبه إلا وحدته

جفن بارد

لا يذكر أخر شئ مر أمامه

يتشبه بالطين

وينام طويلا

   اما الشاعرة اللبنانية حنان بديع فتبدو في قصائدها  وكأنها في حالة من الحوار الرومانسي مع الرجل الذي سرعان ما يتحول إلى صراع، تصور بديع الرجل  أحيانا في دور العاشق ويبدو في أحيان أخري في دور الخصم، إنها تصوره كلغز تحاول فك رموزه من خلال لغة جريئة ممزوجة أحيانا بمفردات من واقع الحياة اليومية لكنها لا تتخلي عن نرجسية الأنثي:

من سواي؟

ذوبك يا عسل قلبي

في فنجان شاي

يا ضحي عمري

يا زورق فرحي

ويا لحن الناي

من عداي؟

وحدي

اعشش فيك

عابرة مستحيل

من أولك إلى أقصاي

   قصائد الشاعر الكويتي الشاب مصعب الروشيد تأتي بلغة قوية وتحمل من الاسئلة أكثر مما تقدم من إجابات لنفس عطشي بأسئلة الوجود المطرزة بنفس صوفي،  لكن الرويشد في غمرة بحثه الدؤوب في جوهر الوجود لم ينس الثورة السورية فأقتنص من من مشاهدها المأساوية "صورة" تدمي القلب للطفل السوري الذي تجمد من البرد ومات في أحضان الصقيع:

وجع بأطراف القصيدة

بارد

يتدافن الصمت الغريب به

ويحرق بعضه

والموت فيه مقدس

وان ألاحق قاتلي

ها أنت يا برد المجرة

تستبيح مفاصلي

قم حل بي أرجوك

وأضمم أضلعي

الشاعر السعودي جاسم الصحيح كان أكثر الشعراء الشباب تجربة قرأ الصحيح ثلاث قصائدة طويلة نالت استحسان الجمهور، لغة شعرية متدفقة وصور شعرية غير مألوفة، يبدو الشاعر في أبياته وكأنه في حالة من الصراع الدائم بين نقيضين: الرغبة والعفة، الشك واليقين، لكن كل هذه الصراعات لا تخفي تلك النبرة الصوفية:  

أميلُ نحوكِ أغدو قابَ أنفاسِ

  كما يميلُ نُوَاسيٌّ على الكاسِ

وألمحُ الحبَّ في عينيكِ يغمزُ لي

 فهل أُلامُ إذا استعجلتُ إحساسي؟

ملأتِني بكِ حتى مَسَّني خَجَلٌ

 من فرطِ ما غازلَتْني أَعْيُنُ الناسِ

ما عاد يملأُ رأسي خمرُ دالِيَةٍ

 صُبِّي جمالَكِ حتى يمتلي راسي!

Happy Wheels